العنف..مصيبة الكرة التونسية
كتب: محمد الهادي بولعابه
أوقف حكم مباراة الترجي الرياضي و أولمبيك سيدي بوزيد لقاء الجولة التاسعة من الدوري التونسي في الدقيقة 75 اثر اصابة الحكم المساعد بحجارة على مستوى الراس أدت إلى نقله إلى المستشفى و اضطر الأمن التونسي إلى إخراج الجماهير من ملعب سيدي بوزيد باستعمال القوة.
العنف في الملاعب التونسية
منذ إستقلال تونس سنة 1956 إلى حدود 2011 اوقفت 3 مباريات فقط في حين تفشت ظاهرة العنف في الملاعب بشكل غير مسبوق في تونس بعد سنة الثورة، وحسب تقارير إحصائية صادرة عن وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية فإن سنة 2011 شهدت أكثر من مئتي حالة عنف وشغب في البلاد . وارتفع معدل الاعتداءات في الفترة ذاتها إلى عشرين اعتداء على أعوان الأمن و16 على الحكام الذين أجبروا على إيقاف 29 مباراة نتيجة اجتياح أرضية الميدان وأحداث الشغب داخل الملاعب.
الاعلام يهدد بالمقاطعة
في سابقة هي الاولى دعا إليها عدد من الإعلاميين الرياضيين في تونس إلى مقاطعة نشاط الدوري احتجاجا على التصعيد الخطير في موجة العنف التي تستهدفهم خلال تغطيتهم للاحداث الرياضية
وهددت جمعية الصحفيين الرياضيين من قبل مقاطعة الدوري في صورة العود على الاعتداء على جنود السلطة الرابعة
نزعة طائفية و جهوية
في دراسة المرصد الوطني للشباب لخصت أسباب العنف داخل الفضاءات الرياضية في تونس إلى ”النزعة الجهويّة لدى الجمهور” و”عدم اعتبار بعض الأطراف لمفهوم الرياضة كمنافسة نزيهة تخضع إلى قوانين يتعين على الجميع احترامها” و”الجري وراء الانتصارات والألقاب والنتائج الفورية” و”النجومية وحب الكسب المادي لدى اللاعبين” و”ضعف مستوى بعض الحكام وتكرر هفواتهم وعدم توخي (اتحاد كرة القدم) الصرامة في ردعهم” و”تأثير بعض الصحافيين والمراسلين والمتعاونين الرياضيين بسبب تعاليقهم الاستفزازية وانحيازهم” و”فتور مشاركة الأسرة والمدرسة والنسيج الجمعياتي ووسائل الإعلام في بلورة مفهوم الروح الرياضية”.
السلطات تهدد وتشدد
اصدرت وزارة الرياضة اليوم 12 إجراءا ردعيا لتقليص العنف في الملاعب التونسية و أهمها دعوة النيابة العمومية لحضور كل المقابلات الرياضية الهامة وتفعيل قانون التلبس وتعزيز نظام المراقبة الالكترونية مع مراجعة سن دخول الاشخاص للملاعب
الوسائل القديمة تراوحت بين تشديد الإجراءات الأمنية داخل الملاعب وخارجها وفرض غرامات مالية على الأندية التي تتورط جماهيرها أو لاعبوها في أعمال شغب، وتنظيم مباريات دون حضور جمهور، واعتقال مشاغبين لفترات قصيرة ثم إطلاق سراحهم وتنظيم “جمعيات صيانة الروح الرياضية”، واطلاق حملات توعية ضد العنف.
اجراءات تبقى دائما سياسية و سيبقى الجمهور بعيدا عن المشاركة في القرارات مع تفاقم المجموعات الرياضية التي لا تخضع لا لرقيب أو حسيب،فهده المجموعات لها عقيدة خاصة ونمط مجتمعي خاص كذلك لها إنتماء نوعي للفريق الواحد