نجاة الغريبي-تونس:
إتخذت إدارة الترجي التونسي قراراً بإنهاء خدمات فوزي البنزرتي بعد فشله في قيادة الفريق لقطع بطاقة التأهل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بعد الخسارة أمام الأهلي في موقعة رادس.
وودع الترجي بطولة دوري أبطال أوفريقيا بشكل دراماتيكي بعد أن خيم التعادل الإيجابي على موقعة الفريقين بنتيجة 2-2 ليخسر في العودة بنتيجة 2-1.
وترددت أنباء قوية عن رغبة إدارة كبير الأندية التونسية في الإستعانة بـ”وليد الراكراكي” ليخلف فوزي البنزرتي على رأس الجهاز الفني لكن بعد إنتهاء مهمته مع الفتح المغربي الذي يخوض حاليًا ماراثون هان في كأس الكونفدرالية.
وولد الركراكي العام 1976 بمدينة كوربي إيسون الفرنسية، تنحدر أصوله المغربية من شمال المملكة بانتمائه إلى الفنيدق، وهو أب لطفلين من أم جزائرية، عن سن الأربعين.
مارس وليد الركراكي كرة القدم في شكلها الاحترافي في سن متأخرة نسبيا عن المتعارف عليه، إذ استهل مشواره الكروي في بداية عقده الثاني (22 سنة)،
كما ولج عالم المستديرة دون الخضوع لتكوين أساسي في مدارس التكوين المعروفة في فرنسا. يعود الفضل في اكتشاف قدرات ومواهب وليد الكروية للمدرب الفرنسي الشهير رودي غارسيا، حيث كان أول من أعطاه الثقة بحمل قميص مسقط رأسه، نادي كوربي إيسون في أول محطة له.
انتقل وليد في ثاني تجاربه الاحترافية إلى فريق راسينغ دوباري ، قبل أن ينتقل إلى تولوز الفرنسي حيث ذاع صيته كلاعب بمواهب محترمة كلاعب متميز وأنيق وإن كان يلعب في الدفاع.
ومن هنا بدأت أولى بوادر الاهتمام الوطني بوليد الركراكي من خلال الاعلام الذي أشار إليه أول مرة. نجاح الركراكي في المحطتين، جعلته ينتقل للعب في الدوري الإسباني ‘‘لا ليغا‘‘ مدافعا عن ألوان نادي سانطاندير.
خلال هذه الفترة تمت المناداة عليه للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني بدعوة من الناخب بادو الزاكي الذي كان مشرفا على تدريب الأسود .
وبسرعة أكد وليد أحقيته في حمله للقميص الوطني سنة 2004، إذ اختير في أول مشاركة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بتونس كأحسن ظهير أيمن في البطولة، وحل رفقة المنتخب وصيفا لنسور قرطاج، ليصبح واحد من أحب اللاعبين عند الجماهير المغربية.
أنهى وليد الركراكي مشواره في الدوري الفرنسي رفقة فلوري ميروجي، ليلتحق بـ”أسود الأطلس” موسم 2012، ليس كلاعب هذه المرة، بل كمساعد للناخب الوطني رشيد الطاوسي، الذي ساعده في مهامه التدريبية لسنة كاملة.
وقبل موسمين أصبح وليد مدربا لنادي الفتح الرباطي، وبحنكة وجدارة واستحقاق قاده للفوز بكأسين العرش على التوالي “2014-2015”
وليد هو أيضا ‘‘ فم كبير ‘‘ كما يقول الفرنسيون. ولعل السبب هو آلية ‘‘ الترانسفير ‘‘ اللغوية التي تحدث بين لغة وأخرى. وليد المولود بفرنسا والمتكلم بلغتها كما يفعل الفرنسيون، يسقط أحيانا في أعين المتتبعين الذين يحاولون ترجمة ألفاظه حرفيا ونقلها من سياقها الفرنسي للعربية . مثلا كان الركراكي قد قال في حديث سابق بعد انتصاره على الوداد البيضاوي منافسه الأول في الدروي المغربي ‘‘ غايتنا ليست هي الفوز بدرع الدوري، لو بلغنا الجولة الأخيرة ونحن بالسباق هدفنا سيكون أن نطرد النوم من عيون أنصار الوداد، سأكون سعيدًا وحققت هدفي وقتها ‘‘. ولم يكتف الركراكي بهذه التصريحات، بل أنه قارن نفسه مع مدرب الوداد، وقال ‘‘ لا توجد مقارنة بين سائق السيارات شوماخر وسائق عادي، وبين سيارة فيراري وسيارة من النوع المتوسط، الوداد هي سيارة فيراري وتوشاك درب ريال مدريد، وهما المعنيان بأمر اللقب ‘‘ . وليد وبكثير من السخرية قال أيضا عن مباراة فريقه أمام الوداد، وهاجم مدربه: “أتحدى الوداد وتوشاك أن يتنقلوا للعب معنا دون أن يبنوا جدرًا دفاعيًا من 5 مدافعين ولو فعلوا هذا سيخسرون ولا شك” . غريم الوداد، الرجاء البيضاوي، لم يسلم بدوره من لسان الركراكي حينما هزمه بمسابقة الدوري، وأقصاه من مسابقة كأس العرش، وقال: “لقد انتصرنا على الرجاء لأننا قبلها فزنا على الوداد، ولا أريد أن أعادل الكفة بينهم فلا يغضب بعضهما من بعض لكونهما خسرا سويا من الفتح”.وفي القاهرة اعترف بقوة الترجي ولم يعترف بقوة البنزرتي
لا أحد كان يراهن على وليد الركراكي في قيادة الفتح إلى مشوار متميز سينتهي بتتويج هو الأول من نوعه في تاريخ الفريق الرباطي العريق. بروفايل الركراكي كلاعب محترف في فرنسا من الدرجة العادية، يصبح مدربا لنادي مغربي، مكرور وغير جدير بالثقة في الظفر بأي شيء. هكذا قالت التجارب السابقة في كرة المغرب، وهكذا تصور كل متتبعي كرة القدم عند استلام وليد للعارضة التقنية للفتح الرباطي قبل سنتين.