لطالما كان آندي موراي مصمماً على يكون الأفضل واحتلال مركز الريادة في حياته. فقد انتقل إلى برشلونة ليحصل على أفضل مستوى من التدريب في لعبته المفضلة، حيث كافح بشدة ليكون صاحب المركز الأول عالمياً في عالم كرة المضرب، واقتحم عالم التنس بقوة منذ أكثر من عقد من الزمن، ونجح العام الماضي بتحويل حلمه إلى حقيقة.

وبعد أن أصبح الأول في عالم التنس، وهو مركز لم يزيحه عنه إلا المخضرم رافاييل نادال مؤخراً، ها هو يفرد حيّزاً من وقته ليشرح لنا ما يتطلّبه الأمر ليبلغ المرء المركز الأول. وعندما يتعلق الأمر بالتطرّق لعالم كرة القدم، فإن موراي يُعتبر من الخبراء في المستديرة الساحرة، فهو من الأشخاص الشغوفين بعالم اللعبة الجميلة، وقد سبق لجدّه أن لعب كرة القدم، حتى أنه هو نفسه أمضى فترات تجريبية مع فرق كروية احترافية عندما كان صغير السنّ.

نشأتَ في برشلونة، هل زرت ملعب كامب نو كثيراً في صغرك؟
الإبتعاد عن الديار وأنا صغير، كان أمراً صعباً بالتأكيد، إلا أن الإقامة في مدينة مثل برشلونة، المشهورة بكرة القدم، إنما يجعل الأمور أكثر سهولة. كنتُ أنا وأصدقائي نذهب (إلى كامب نو) كثيراً، وقد حضرنا العديد من المباريات العظيمة. لا تزال إحداها

من برأيك يستحق الفوز بجائزة The Best من FIFA لأفضل لاعب ولماذا؟
يجب أن يكون كريستيانو رونالدو في المركز الأول، فقد فاز بالدوري الأسباني ودوري أبطال أوروبا، وسجّل عدداً مذهلاً من الأهداف في البطولتين بحيث ساعد فريقه على نيل تلك الألقاب. أعتقد أنه سجّل عشرة أهداف منذ الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا، وهو أمر لا يُصدّق.

وماذا عن جائزة TheBest من FIFA لأفضل مدرب للرجال؟
من الصعب تجاوز زين الدين زيدان مع ريال مدريد: فقد فاز بلقب الدوري ودوري أبطال أوروبا، كما أنه النادي الأول الذي نال اللقب القاري في موسمين متعاقبين. مثل هذا المستوى من الأداء لا يحصل بالصدفة، ويتطلّب مدرباً استثنائياً يكون قادراً على تحفيز اللاعبين أسبوعاً تلو الآخر للحفاظ على هذا المستوى من الأداء.

ومن ينال تصويتك على جائزة بوشكاش FIFA؟
باعتباري أحد مشجعي نادي آرسنال، يجب أن يذهب صوتي لأوليفييه جيرو من تسديدة العقرب في مرمى كريستال بالاس. سجّل هنريك مخيتاريان هدفاً مشابهاً في الأسبوع السابق، إلا أني أعتقد أن زاوية وإيقاع الكرة عندما وصلت إلى جيرو جعلتا من هدفه أكثر إدهاشاً.

بالنسبة إلى أولئك الذين بلغوا قمّة عطاءهم، هل لك أن تقدّم بعض الإضاءات عما يتطلّبه الأمر لكي يتبوأ المرء الصدارة، وتشرح التضحيات التي يتوجب القيام بها لبلوغ ذلك المركز؟
تعيّن عليّ التضحية بالكثير لكي أبلغ القمة، فالأمر يتطلّب كمّاً هائلاً من التفاني والجهد الدؤوب، كما يتوجب أن يكون المرء شغوفاً بالرياضة التي يختارها ويحبّ ما يقوم به. عندما أعود بالذاكرة، ألاحظ أن والديّ قاما بالكثير من التضحيات لكي يجعلا من شقيقي ومنّي ما نحن عليه اليوم، سواء تعلّق الأمر بقيادة السيارة وقطع مسافات طويلة للوصول إلى منطقة من البلاد تشهد إقامة بطولة صغيرة، أو العمل لساعات طويلة من أجل تأمين الموارد الكافية لتدريبنا. كان من السهل بالنسبة لهما القول “ليس اليوم” أو “استقلّا الحافلة”، ولكنهما لم يقوما بذلك. بفضلهما أحتلّ اليوم هذه المكانة المميزة.

هل تعتقد أن اعتلاء الصدارة في رياضات أخرى يتطلّب نفس الذهنية والحماس؟
بالتأكيد، لكي يكون المرء هو الأفضل يتوجّب أن يؤمن بنفسه بغضّ النظر عن أي عامل آخر، ويتوجب كذلك أن يكون في قمّة التفاني. يتعيّن أن يستمر في تحسين الأداء، وألا يستكين بأنه وصل إلى القمّة. وحتى الآن، هناك جوانب أدائي يتوجّب عليّ تحسينها.

ما هي النصيحة التي يمكن أن تتوجه بها إلى فتى أو فتاة عازمين على أن يكونا الأفضل في العالم في إحدى الرياضات، وكرة القدم أو كرة المضرب أو أي لعبة أخرى؟
تحلّى دائماً بالإيمان أن في وسعك تحقيق أي هدف إن كرّست نفسك له. احرص على بذل 100 في المئة من طاقتك، والعمل بأقصى مستوى طاقة في كل ما تقوم به، ليس فقط بما يُمتعك، بل بكل شيء في الحياة. وتذكر دائماً أن الموهبة توصل المرء لمستوى معيّن، أما التدريب فلا غنى عنه أبداً.