رشيدة العباسي-كاتبة رياضية من تونس:
الإحتراف عقلية قبل كل شيء…. وليس بتقليد اعمى لكل ما يحدث في العالم المتقدم المتمرس على الاحتراف…. الاحتراف اختيار اللاعبين سواء داخل الحدود ام من خارجها…. الاحتراف هو متابعة مستمرة للاعب ولا مكان للصدفة…. الاحتراف تجارة وغالبا ما تكون ناجحة، وفي غياب هذه العقلية يغيب الاختراف.
بداية الاحتراف في تونس
بادىء ذي بدء لا بدا ان نذكر كيف دخل الاحتراف الى تونس، ففي عهد الرياضي الكبير رؤوف النجار وزير الشباب والرياضة انذاك انتقلت اللعبة في تونس من الهواية الى اللا”هواية” ثم بقدرة قادر تحولنا الى مرحلة الاحتراف دون ان نكون على استعداد لهذه المرحلة لا من حيث البنية التحتية ولا من حيث الارادة الصادقة من المسؤولين ولا كذلك من حيث المال وهو اهم شيء في عالم الاحتراف.
بدات التسمية الفعلية للبطولة التونسية سنة خمس والفين والتي بدات معها الارقام الخيالية لاجور اللاعبين.
اختلال التوازن بين الفرق
ارتفاع اجور اللاعبين في الفرق الاربعة الكبار اجبر الفرق الاخرى على مجاراة هذا الارتفاع الجنوني وهو ما جعلها تواجه الكثير من المشاكل والازمات حتى مع “الفيفا” وككل ظاهرة غير مدروسة تكون نسبة النجاح فيها ضعيفة وفي اغلب الاحيان منعدمة…. وظهر هذا للعيان في تونس…. وضرب العجز المالي كل الفرق…. وتعددت المشاكل واصبح الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” يشتغل على تونس اكثر من اي بلد اخر…. وغالبا ما خسرت الفرق التونسية قضاياها مع جل اللاعبين الذين تقدموا بشكاوي لل”فيفا” ووصل الحد الى حرمان الفرق من الانتدابات ومعاقبتهم بخصم النقاط لكل فريق لم يسدد ديونه….. وباختصار شديد لا ولن تنجح اللعبة بطريقة احترافية… في غياب البنية التحتية… وفي غياب المال قوام الاعمال.
قيمة اللاعب
قيمة اللاعب المالية اصبحت اكبر من قيمته الكروية ويمكن ان نعطي مثالا لعديد اللاعبين فمثلا فهر الدين بن يوسف الذي انتدبه الترجي الرياضي مقابل مليارين دون ان يستفيد منه كرويا بسبب الاصابات التي حرمته من اللعب لمدة ستة اشهر كذلك صابر خليفة الذي يبلغ اجره الشهري 120 الف دينار في الوقت الذي لم يقدم الكثير لفريقه النادي الافريقي جراء تعدد الاصابات.
الهجرة العكسية
غياب دفع الضرائب في البطولة التونسية وتمتع اغلب اللاعبين في الفرق الكبرى بجرايات مرتفعة جعل بعض اللاعبين يخيرون العودة الى تونس على اللعب في اوروبا يكون مجبرا على دفع الضرائب على العكس في تونس يكون معفى منها في ظل غياب الرقابة الجبائية، والعكس بالعكس فمن بين اللاعبين من بداوا مسيرتهم الكروية في اوروبا لكن اغرتهم الصفقات الخيالية فخيروا انهاء تجاربهم الرياضية في تونس ونذكر من الاسماء التيجاني بلعيد- ستيفان حسين الناتر- ناظر الغندري – انيس البدري- واخيرا انيس بن حتيرة ملها اسماء فضلت اللعب في البطولة التونسية.
الاندية الصغرى تستغيث
ارتفاع اجور اللاعبين في الفرق الكبرى كان له تاثير سلبي على اندية وسط الترتيب او حتى السفلى، حيث اصبحت المصاريف اليوم ضعف ما كانت عليه الامس، الاختلال في التوازن اخل بتوازن حظوظ كل الفرق على مستوى التتويجات واصبحت الالقاب حكرا على “الكبار” ، وبالتالي يجب وضع سقف للاجور حتى تكون هناك توازن بين الفرق.
هل من حل عاجل؟
كان لا بد على الجامعة ان تضع قوانين تحدد “سقف” الاجور للاعبي الرابطة المحترفة الاولى لان تضخم الاجور لظى بعض اللاعبين غير مقبول وغير منطقي وهو امر يدعو الى التدهل العاجل لضبطه وتقنينه لان بسن القوانين تحد من “سقف” الاجور ويلغي كل اشكال التفاوت بين لاعب واخر لان هناك لاعبون في الدوري الممتاز لا يتعد اجره الف دينار في المقابل نجد لاعبون يصل اجر الواحد منهم اكثر من 100 الف دينار في نفس الفريق.