رشيدة العباسي-تونس:
إقالة المدربين…. كيف نحد من هذه الظاهرة وأثارها السلبية؟
بعد مرور ستة جولات فقط من الدوري التونسي سجل إقالة ثلاثة مدربين، حيث تمت الأحد إقالة المدير الفني الفرنسي الجنسية باسكال جنات ليكون المدرب الرابع الذي تتم اقالته، وجاء قرار الإقالة بعدما تكبد فريق شبيبة القيروان هزيمته الخامسة في الدوري امام النادي البنزرتي بثنائية نظيفة.
وكان باسكال جنات قد تولى المهمة خلفا للمدرب خميس العبيدي بعد ان قرر الانسحاب من تدريب الفريق قبل ايام قليلة من انطلاق الدوري بسبب اضراب اللاعبين.
أول ضحايا الإقالات
أول إقالة في الدوري التونسي بالموسم الحالي كانت من نصيب مدرب اتحاد بن قردان حكيم عون الذي تقرر رحيله مباشرة بعد الهزيمة بالجولة الثانية امام اولمبيك مدنين، ويتولى الان المدرب سفيان الحيدوسي المهمة غير انه اصبح هو الاخر مهدد بالاقالة حيث طالبت جماهير الفريق امس الاحد باقالته بعد الهزيمة امام الملعب التونسي.
فيما اقالت ادارة الترجي الجرجيسي في الجولة الرابعة المدرب الاسعد معمر على اثر هزيمة الفريق امام النجم الساحلي ويتولى المدرب نورالدين بورقيبة المهمة بدلا منه والذي كان يعمل مدربا عاما للفريق.
المدرب الثالث الذي طالته الاقالة هو مدرب الملعب القابسي جيرار بوشار، ولم يكن اقالته لاسباب فنية حيث حصد معه الفريق سبعة نقاط في اربعة جولات، ويعود الامر للادارة التي اتخذت هذا القرار وحل مكان الفرنسي جيرار بوشار المدرب ماهر الكنزاري الذي اكتفى امس في اول مبارة له مع الملعب القابسي بالتعادل في دربي الجنوب امام منافسه التقليدي مستقبل قابس.
العدد مرشح للارتفاع
عدد من المدربين في الدوري التونسي يتواجدون على “حافة الهاوية” على غرار مدرب النادي الصفاقسي فيريرا دي موتا الذي طالبت جماهير الصفاقسية باقالته بسبب تواضع مستوى الفريق والانسحاب المرير بكاس الاتحاد الافريقي امام الفتح الرباطي المغربي، ومدرب النادي الافريقي ماركو سيموني الذي طالبت كذلك جماهير النادي باقالته مباشرة بعد هزيمة الفريق امام الملعب التونسي.
فيما جددت ادارة الترجي الرياضي ثقتها في المدرب فوزي البنزرتي بعد ان فشل في قيادة فريق باب سويقة الى الدور نصف النهائي لدوري ابطال افريقيا بعد الخسارة امام الاهلي المصري، ومن المنتظر ان يحافظ بموقعه لنهاية الموسم.
الأسلوب الصحيح في إختيار المدربين
اكثر التغييرات او الاقالات يتم في غالب الاحيان يهدف الى تصحيح مسار الفريق، في حال لم يحقق النتائج الايجابية المرجوة منه، ولكن التغيير يجب ان يتم لمصلحة الفريق وفي الوقت المناسب، فخسارة مباراة او اثنين او ثلاث لا تعني بالضرورة ان المشكلة في المدرب، ولكن الاندية لا تستطيع عزل او عقاب احدى عشر لاعبا، ولكن دائما يكون المدرب”كبش فداء”.
أصبحت إقالة المدربين في أيامنا هذه مصيراً جهنميًا جسيمًا يواجه المدرب مهما كانت سمعته في عالم التدريب، والغالب فإن سرعة حزم الحقائب تدق عقب خسارة غير متوقعة او بالاصح غير مرغوب فيها.
من المسؤول؟
اذا اردنا ان نحد من هذه الظاهرة، فانه من الواجب ان نتذكر معادلة النجاح والاستقرار، والتي تشكل ثلاث عناصر اساسية، المدرب واللاعب والاداري، وعلى كل طرف ان يلعب دوره كاملا دون تجاوز حدوده ومسؤولياته، المعادلة تبدو صعبة، لكن ثمن النجاح والاستقرار يبدو سهل المنال اذا ابتعدنا على ثورة الغضب والقرارات المزاجية والاختيارات العشوائية لبعض المسؤولين وتعصب الجماهير التي اصبحت تتدخل في شؤون الاندية و اعطاء رايها في اختيار المدربين.