رشيدة العباسي
في عديد البلدان اكتسح المدرب التونسي منذ سنوات عديدة سوق التدريب في الخليج وأصبح رقما صعبا تعسر مزاحمته، حيث بسط هيمنته على مختلف البطولات وخاصة في السعودية وقطر ثم الإمارات والبحرين وعمان والأردن ليمدد تباعا الى ليبيا والمغرب وبعض الدول الإفريقية التي أصبحت تراهن على الكفاءات التونسية في التدريب والتكوين والإعداد البدني وتدريب الحراس وفي الإطارات الطبية.
متى انطلقت هجرة المدرب التونسي هجرة المدرب التونسي انطلقت منذ أواخر السبعينات الى الخليج بعد نجاح المنتخب التونسي في مونديال 1978 بالأرجنتين بقيادة المدرب عبد المجيد الشتالي، وهو ما فتح الأبواب على مصرعيها، ونذكر منها عمار النحالي وعمر الذيب والمرحوم حميد الذيب بالإضافة الى إحتراف عديد اللاعبين أنذاك على غرار طارق ذياب ونجيب ليمام والمرحوم عقيد ثم مراد محجوب وعمار سويح ويوسف الزواوي وخميس العبيدي ولطفي البنزرتي وشقيق فوزي البنزرتي وغازي الغرايري وسامي الطرابلسي ونزار الغزواني وحمادي الدو ونبيل معلول وبالحسن مالوش المدير الفني السابق بالجامعة التونسية لكرة القدم وغيرهم من الأسماء.
وهو ما يفسر اليوم إرتفاع عدد الكفاءات التونسية التي تنشط خارج الحدود وفي دول الخليج على وجه الخصوص، وقد كسب الرهان عن جدارة واستحقاب، والإيجابي ان الفنيين التونسيين في أغلب الأحيان يفرضون طاقما فنيا أغلبه من تونس كالمدرب المساعد والمعد البدني والإطار الطبي والأخصائي في العلاج الطبيعي ومدرب حراس حتى يكون النجاح كامل وشامل، ونذكر من ذلك إصطحاب نبيل معلول المعد البدني للترجي الرياضي التونسي خليل الجبابلي في تجربته مع الجيش القطري والمنتخب الكويتي وإصطحاب سامي الطرابلسي للمعد البدني وسيم معلى عندما تم تعيينه مدربا لسيليه، والتجارب كثيرة في هذا المجال، وفضلا على الكفاءة التي يتمع بها الفني التونسي فإن هذا الأخير ساهم بطريقة أو بأخرى في تنشيط السياحة من خلال دعوة أنديتهم لخوض تربصاتها الموسمية في تونس.
سر نجاح الكفاءات التونسية يتمتع الفني التونسي بالكفاءة والجدية والإنضباط حيث بسط سيطرته على المشهد الكروي في الخليج وخصوصا في مختلف البطولات الخليجية بما أن أغلب الذين خاضوا تجريبة الإحتراف ودربوا في البطولات تركوا بصماتهم على غرار عمار السويح ويوسف الزواوي ولطفي البنزرتي ومراد محجوب، ونجاح الكفاءة التونسية في المهجر والمكانة التي وصل اليها جعلته يحظى بثقة الإتحادات ويعول عليه في مواقع مهمة وخاصة الجيل الجديد من المدربين أمامهم فرصة لإثبات ذاتهم وحمل المشعل على الذين سبقوهم في هذا المجال لإن نجاح المنتخب التونسي وتحقيق تأهله لمونديال روسيا جاءت بكفاءات تونسية من إطار فني وطبي.
كذلك لا ننسى البطولة الأردنية التي اصبحت تستقطب عددا من الكفاءات التونسية، فبعد تعاقد نادي الرمثا مع المدير الفني نبيل الكوكي بادرت هيئة نادي الجزيرة بالتعاقد مع المدرب ذهاب الليلي كما تعاقدت مع الخبير التونسي بالحسن مالوش في خطة مدير فني.
وكان ماهر السديري قد درب فريق ذات راس الأردني في العام الماضي وساعده على ضمان بقاءه في الدرجة الممتازة قبل أن يحول وجهته في العام الجاري الى البطولة اللبنانية.