Site icon رياضة العرب | Arabs-Sport

وائل منتصر يكتب “لرياضة العرب”: الإعلام .. مهنة الفاشلين

وائل منتصر

الإعلام .. مهنة الفاشلين

كتب: وائل منتصر

عندما يطل علينا يومياً أشخاص ليسوا لا يملكون المؤهلات التي تجعل منهم نجوم، سوى الصوت العالي والفرقعات الإعلامية، والهجوم على الرموز والبحث عن كل ما هو غير مألوف، إعلم أن هؤلاء ما هم إلا أشباه مشاهير يبحثون في عقلك عن هويتهم.

للأسف، أدركت بل تأكدت أن مجال الإعلام والصحافة، أصبح واحداً من المجالات الأقذر على مر التاريخ – أعتذر عن الوصف – وهو بالفعل حالياً يمثل العامل الأول في التحول الكبير الذي نراه حالياً في سلوك البشرية جمعاء، فالأدب أصبح قليلاً ولم بعد هناك هذا الشخص الخجول الذي يتعفف عن نشر فضائح الغير.

نعم الإعلام الحالي يبحث عن الفضائح، فلم يعد هناك فرق بين نسبة المشاهدة التي تجذبها المواقع الإباحية وبين تلك التي تتلون وتصف نفسها بالإخبارية، فالجميع يعمل من أجل هدف واحد ينتج عنه مال حرام يأكل ويشرب منه دون أن يدري عواقب ما يفعله بمباركة رؤساءه ومديريه.

شخصياً عانيت في هذا المجال مؤخراً وبعد سنين طويلة من الخبرة، تعلمت خلالها على أيدي مديرين لهم من المهنية ما يكفي لتعليم فصول واسعة من محو الأمية الإعلامية، وبدلاً من يتطور المردود بعد تلك السنوات، وجدنا جميعاً أنفسنا أنا وهؤلاء نسبح ضد تيار الانحلال والتضليل والفضائح، سواء السياسية أو الرياضية أو الفنية أو حتى الاجتماعية.

لم يعد هذا المجال مرهق بالشكل الذي عانيت وعانى منه زملاء وزميلات لهم جميعاً نفس عدد سنوات الخبرة وأكثر، فحالياً مواقع التواصل الاجتماعي هي الملاذ المفضل لأي صحفي أو محرر (من بتوع اليومين دول)، أي أن الخبر يأتي وهو ممسك بكوب الشاي والسيجارة ويترنح بكرسيه يميناً ويساراً، بل أنه يقوم فقط بتعديل الجمل بعد نسخها بنقطة أو حرف في الوقت الذي يجهل فيه أبسط قواعد اللغة العربية والمهنية أيضاً.

كليات الإعلام سنوياً تخرج لنا طابوراً طويلاً من العاطلين، ينظرون لبعض الهابطين علينا من شاشات الحواسيب أو التليفزيون وكلهم حسرة ولا يتمنون فقط أن يكونوا في أمكان هؤلاء، بل يتمنون لو كان لهم بعض المحاسيب والمعارف والمنتفعين الذين يمكنهم وضعهم في مكانهم المناسب بدلاً من هؤلاء الجهلة وما أكثرهم.

أخيراً .. فكرت يوماً أن ألقي بالتليفزيون في صندوق القمامة .. فقد أعمى بصري في كل مرة يبث رائحته الكريهة، وكان الحل وقتها عدم متابعته والاكتفاء بقراءة الأخبار على استحياء من خلال المواقع الألكترونية، لكنني وجدتها هي الأخرى بمرور الوقت تتحول شيئاً فشيئاً إلى صندوق قمامة كبير لا يسع تليفزيونات العالم بالكامل

 

Exit mobile version