الدوحة- رياضة العرب
وجوه 22 فتى وفتاة من قطر والأردن وباكستان ونيبال مرسومة على أحد الجدران في البرازيل كذكرى دائمة. ومقاطع فيديو وصور فوتوغرافية لهؤلاء المراهقين وهم يلعبون كرة القدم ويختبرون الفنون البرازيلية التقليدية في أحد الأحياء البرازيلية الفقيرة بمدينة ساو باولو لا تزال موجودة على أجهزة الهاتف الذكية التي يحملونها.
لكن الأسطورة البرازيلية كافو لا يحتاج لمثل هذه العوامل الخارجية كي يتذكر ذلك اليوم الذي أحضرت خلاله اللجنة العليا للمشاريع والإرث برنامج “الجيل المبهر” إلى بلده في خضمّ إثارة بطولة كأس العالم لكرة القدم البرازيل 2014. بالنسبة له، ستبقى الفترة التي أمضاها مع سفراء برنامج الجيل المبهر ذكرى حاضرة في ذهنه على الدوام.
وكان النجم كافو، الذي نال لقب بطولة كأس العالم لكرة القدم مرتين 1994 في الولايات المتحدة الامريكية و2002 قائدا للسيليساو خلال كأس العالم الذي استضافته قارة اسيا لأول مرة في تاريخها ونظم في كوريا الجنوبية واليابان، ضيف الشرف عندما زار برنامج الجيل المبهر المؤسسة التي أطلقها وذلك في صيف عام 2014. ففي مسقط رأسه، كرّس كافو جهوده لكي يمنح الأطفال في حيّه الأصلي فرصاً لم يكن له ترف اختبارها عندما كان صغيراً.
وفي دردشة حصرية أجراها معه مؤخراً موقع اللجنة العليا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تحدث كافو عن تأثير كرة القدم على الشباب، وكذلك عن الأثر الراسخ الذي تركه برنامج الجيل المبهر في نفسه.
وقال نجم روما وميلان السابق: “الانخراط في برنامج الجيل المبهر كان بمثابة تجربة مذهلة. كانت مميزة للطرفين، عكست الكثير من السعادة لكل الأشخاص المشاركين”.
وأضاف قائلاً: “تساهم كرة القدم على تمكين المجتمعات المحلية والشباب وهي تمثل أداة هامة من أجل بناء المستقبل. وكأس العالم هو مثال ممتاز عن ذلك انه أداة رائعة للتنمية، ان استضافة كأس العالم يساهم في التطوير ويضاف القوة ويوحد الشعوب.
برصيد 142 مباراة دولية، يُعتبر كافو الأكثر تمثيلاً لبلاد السامبا في تاريخها. ويُشهد له المشاركة في 21 مباراة في بطولة كأس العالم لكرة القدم ونيل ذهب المنافسات مرتين ومركز الوصيف مرة واحدة. كما تألق في صفوف ناديي روما وإيه سي ميلان ويُنظر إليه باعتباره أعظم أبناء جيله في عالم المستديرة الساحرة بمسيرة حافلة نقلته من الشوارع الخلفية في البرازيل إلى أعرق ملاعب العالم في إيطاليا.
كافو اكد ان لاشيئ يضاهي اللعب في نهائيات كأس العالم: “اللعب في كأس العالم يعني كل شيء بالنسبة لي. لا يمكن لي أن أصف شعوري عند رفع كأس العالم. إنها القمّة بالنسبة لكل لاعب في العالم.”
وأضاف: “إنها بمثابة تقدير لكل الجهود والتضحيات للاعب خلال مسيرته. من أصل 200 مليون برازيلي، كان لي شرف أن أرفع الكأس. فوزنا بكأس العالم جعلنا رمزا بالنسبة لشعبنا، وقد كان ذلك أعظم شعور انتابني على الإطلاق”.
حجم التوقعات الكبير هذا هو ما سيقع على عاتق لاعبي قطر الشباب سنة 2022. ومن تجربة كافو، لا يجب أن يكون هذا بمثابة عبء عليهم، بل دافعاً لجعلهم يدخلون التاريخ الكروي من الباب العريض مع استعداد بلادهم لاستضافة أول نسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط.
يوجه كافو من خلال خبرته الكبيرة نصيحة الى اللاعبين الصاعدين في قطر وهي أن يُقبِلوا على التحدي ويكرّسوا أنفسهم بشكل كامل لكي تُكتب أسماؤهم في تاريخ الكرة القطرية. وقال في هذا الصدد: “كل ما يتوجّب على اللاعبين القيام به هو بذل أقصى ما لديهم من جهد والحفاظ على تركيزهم. الرحلة التي بدؤوا فيها ستكون الأعظم في مسار حياتهم. كل ما عليهم القيام به هو الاستمرار ببذل الجهود”.
وختم حديثه قائلاً: “يجب عليهم ان يشعروا بالفخر لأرتداء قميص بلدهم والالتزام ولا يزال هناك متّسع من الوقت، إلا أنها ستكون نسخة مبهرة لكأس العالم 2022، تماماً كما كان عليه الأمر في جنوب أفريقيا والبرازيل”.