جدة-رياضة العرب:
سيتعين على اللاعبين السعوديين الـ9 الذين انضموا خلال موسم الانتقالات الشتوي الجاري لـ7 فرق تنتمي لدوريي الدرجة الأولى والثانية في إسبانيا، التوفيق بين أسلوب حياتهم الإسلامية وعادات البلد الأوروبي.
وبموجب اتفاق مبرم بين الدوري السعودي لكرة القدم ورابطة الليغا، انتقل لإسبانيا خلال هذا الميركاتو الشتوي كل من يحيى الشهري ومروان عثمان (ليغانيس – الفريق الأول والرديف)، وفهد المولد (ليفانتي)، وسالم الدوسري وجابر عيسى (فياريال -الفريق الأول والرديف)، ونوح الموسى (بلد الوليد)، وعبد المجيد الصليهم (رايو فايكانو)، وعلى النمر (نومانسيا)، وعبدالله الحمدان (سبورتنغ خيخون -فريق الشباب).
ومن الآن فصاعداً، سيتعين على هؤلاء اللاعبين ضبط أسلوب حياتهم الإسلامية بشكل يتماشى مع متطلبات كرة القدم الاحترافية في إسبانيا.
ومن بين تعاليم الدين الإسلامي التي ستتأثر بروتينهم اليومي كلاعبين محترفين في دوري أوروبي، يبرز أداء الصلوات الخمس يومياً إلى جانب صلاة الجمعة في المسجد، فضلاً عن النظام الغذائي الذي لا يمكن أن يشمل لحم الخنزير، بالإضافة إلى رفضهم للتعري أمام زملائهم بالفريق داخل غرفة تغيير الملابس أو في المكان المخصص للاستحمام.
وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين في المركز الثقافي الإسلامي في إقيلم فالنسيا شرقي إسبانيا: “حين نتحدث عن ممارسات، كما هو الحال بالنسبة لكافة الأديان، فلكل شخص الحرية في الالتزام بها فهو أمر ليس إجباري، لكن حين يختار المرء اعتناق دين بعينه فمن الطبيعي أن يرغب في اتباع تعاليمه، والصلاة على سبيل المثال، تعد أحد الأركان الأساسية للإسلام”.
على جانب آخر، وبما أن المسلمين لا يأكلون لحم الخنزير أو أي نوع آخر من اللحوم غير المذبوحة بحسب الشريعة الإسلامية، فسينبغي أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار لحظة تحضير الوجبات للاعبين، على الرغم من أن الكثير من الأندية الإسبانية لديها بالفعل محترفين بين صفوفهم، سواء مسلمين أو غير مسلمين، لا يتناولون هذا النوع من الطعام.
من جانبه، قال المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، الذي تولى العام الماضي الإدارة الفنية لفريق الاتفاق السعودي على مدار 5 أشهر، إنه خلال إقامته بالبلد العربي لفت نظره أن اللاعبين كانوا يستخدمون ملابساً داخلية في المكان المخصص للاستحمام، وهو أمر غير اعتيادي في الثقافة الغربية.
وفي هذا الإطار، أوضح المسؤول بالمركز الثقافي الإسلامي بفالنسيا: “من الصعب أن يتفهم البعض هذا الأمر لكن هذا أمر طبيعي بالنسبة لأي عربي أو مسلم، لا يمكن أن نطالبهم بخلع ملابسهم الداخلية كي يظهرون كلاعبي كرة قدم عصريين”.
من ناحية آخر، سيتزامن شهر رمضان مع الجولة الأخيرة فقط من الموسم، بينما سيحل عيد الأضحى خلال عطلة الصيف.
وعلى هامش كل هذه التعديلات التي ستؤثر على الروتين اليومي للاعبين السعوديين، اعتبر غاريدو أن بعضهم لديهم المستوى الذي يسمح لهم باللعب في إسبانيا مثل فهد الذي قال عنه إنه “لاعب جيد ويمتاز بالسرعة والشراسة والقدرة على التسجيل، لكن العائق الوحيد الذي يقف أمامه هو التأقلم على كرة القدم الإسبانية”.