الرياض- رياضة العرب
في الولايات المتحدة عام ،1994 وجه كارلوس ألبرتو باريرا ضربة قوية لجميع نظريات كرة القدم التي تؤكد أهمية وقوة الماضي الاحترافي للمدرب، وحتمية ممارسته لكرة القدم في مستواها الأعلى، فقد نجح باريرا في قيادة البرازيل للفوز بكأس العالم لكرة القدم لأول مرة منذ عهد بيليه.
وفي رأي له حول أهمية ممارسة المدرب لكرة القدم قال: ”أعتقد أن اللاعب الذي مارس كرة القدم على المستوى الاحترافي من الممكن أن يساعده بشكل كبير كمدرب، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو إعداد المدرب بشكل صحيح والاستمرار في اكتساب الجديد، وأن يكون لديه قدرة على التواصل والإقناع، كما يجب أن تكون لديه جاذبية شخصية، وكاريزما تدريبية تمكنه من تحقيق النجاح” وأضاف: ”بدأت كمدرب لياقة بدنية، صحيح أنني كنت أمارس كرة القدم طوال حياتي، إلا أنني لم ألعب على المستوى الاحترافي، لكنني وصلت إلى مرحلة في حياتي شعرت فيها بأنني مؤهل كي أتولى دور المدرب، فقد طلبوا مني في الكويت أن أتولى الناشئين لديهم وقد كانت تلك هي بداية مشوار طويل من العمل في مجال التدريب” قاد باريرا منتخبات الكويت، الإمارات، ومن ثم السعودية إلى نهائيات كأس العالم في السنوات ،1982 ،1990 1998 على التوالي، فضلا عن مسيرته الحافلة مع منتخب السامبا ليسجل واحدة من أعلى نسب المشاركات كمدرب في تاريخ نهائيات كأس العالم، وكان حاضرا في دورات ”كأس الخليج” مع الكويت ،1979 و1979 وأحرز فيها المركز الثاني والأخرى مع منتخب الإمارات في الدورة الثامنة بالبحرين ،1986 وحل فيها بالمركز الثاني.
منذ متى يجب على الفارس الجيد أن يكون حصانًا جيدًا؟، بهذا التساؤل الذي يحمل نبرة استهجان علق المدرب الإيطالي الكبير أريجو ساكي على التساؤل المتعلق بعدم ممارسته كرة القدم في مستواها الاحترافي.
ورغم ذلك حقق نجاحات لافتة كمدرب وهي الحالة التي تكررت مع كثير من الأسماء البارزة في عالم التدريب، كما جاءت تصريحات مدرب بولونيا ميهايلوفيتش والتي قال فيها: ”إن مورينيو لا يحق له مناقشة أمور كرة القدم، لأنه ببساطة لم يكن يومًا على قائمة أي فريق كروي في العالم، ولم يسبق له ممارسة كرة القدم واكتفى بمشاهدتها عبر التلفزيون”، تلك التصريحات وجدت أصداء واسعة نظرًا لتمتع المدرب البرتغالي بسجل تدريبي حافل بالإنجازات خاصة مع بورتو البرتغالي وتشيلسي اللندني. التراشق الحاد بين ميهايلوفيتش بتاريخه الكبير كلاعب وبين مورينيو صاحب التاريخ التدريبي الكبير يدفعنا لإعادة فتح هذا الملف الذي لا تنقصه الإثارة، وطرح العديد من التساؤلات المحيرة التي من شأنها أن تعصف بالكثير من الثوابت النظرية والمنطقية التي اعتدنا عليها في عالم الساحرة المستديرة.
كيف يتمكن شخص بلا تاريخ كلاعب أن يحقق نجاحات مبهرة كمدرب إلى حد تمكنه من تأسيس مدرسة تدريبية وتكتيكية باسمه؟، وعلى الجانب الآخر لماذا لا يصبح كل لاعب موهوب مدرب كبير؟، أين بيليه من التدريب؟، ولماذا لم يصبح زين الدين زيدان ظاهرة في عالم التدريب بقدر النجاحات التي حقهها كلاعب؟، ولماذا تعرض مارادونا وهو الأكثر موهبة في التاريخ لحملة كبيرة تشكك في قدراته التدريبية وتتوقع له الفشل الذريع في مهمته مع منتخب التانجو؟، وهل بات علينا الآن أن نعترف أنه زعم كاذب في عالم كرة القدم أن المدربين المرتقبين يحتاجون إلى خلفية راسخة في ممارسة اللعبة بمستواها الاحترافي من أجل العمل عليها عندما يتولون عملية التدريب؟.


لازاروني مدرسة تدريبية بلا خبرة ميدانية !
يعد سبستياو لازاروني أحد أهم الأسماء التي قدمتها البرازيل لعالم التدريب، حيث حقق نجاحات كبيرة قبل أن ينطلق إلى تدريب العديد من أندية ومنتخبات العالم، وعلى الرغم من عدم ممارسته كرة القدم كلاعب إلا أنه ظهر كمدرب صاحب مدرسة تدريبية ونظريات تكتيكية، وكأن الموهبة التدريبية لا علاقة لها بتاريخ اللاعب الكروي.
تمكن لازاروني المولود عام 1950 في ريو دي جانيرو من قيادة فلامنجو وفاسكو دي جاما الى الحصول على بعض الألقاب المحلية قبل أن يتولى قيادة أندية عربية مثل الهلال والأهلي من السعودية والعربي الكويتي، وأندية باري وفيورنتينا من ايطاليا، فضلا عن فنربخشة وطرابزون من تركيا، كما جلس على مقعد الإدارة الفنية لمنتخب جامايكا عام ،2005 وكانت أبرز محطاته قيادة البرازيل في كأس العالم 1990 في إيطاليا، وخلال هذه البطولة تفرد لازاروني بطريقة الليبرو، ولكنه خرج على يد مارادونا ورفاقه في الدور الـ 16 من البطولة، وطوال مسيرته مع البرازيل نجح في قيادتها لتحقيق الفوز في 21 مباراة، والتعادل في 7 والهزيمة في مثلها.