البرازيل – رياضة العرب
هناك بعض اللاعبين الذين يمتلكون لحظات ساحرة، تلك التي تجعلك عاجزا عن وصفها، سعيدا برؤيتها، بيتر شمايكل كان أحد الضحايا لتلك اللحظات، مانشستر يونايتد وقف عاجزا مع حارسه الأسطوري أما السحر.
أيام النجم البرازيلي ريفالدو لم تكن سعيدة، كان خلال فترة الطفولة محاطا بالفقر، إلى أن انضم إلى ديبورتيفو لاكرونا، وسجل 21 هدفا في 41 مباراة.
سير بوبي روبسون كان مدربا لبرشلونة في تلك الفترة، وكان أمامه خيارا واحدا إما ستيف ماكمانمان أو ريفالدو، وقرر المراهنة على الأخير ليضمه إلى برشلونة.
بعد ذلك كانت دفعة قوية لبرشلونة، الحصول على مهاجم بهذه القدرات، سجل 19 هدفا في 34 مباراة خاضها بموسمه الأول، وساعد برشلونة في الفوز بلقب الدوري وكأس ملك إسبانيا، واستمر في التألق مع فريقه، وسجل أهدافا لا تنسى، وفي الموسم التالي سجل 24 هدفا في الدوري الإسباني، وفاز بالكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم من الفيفا.
كان مخيفا للغاية في أفضل أوقاته، نجاحه استمر وأحبته الجماهير في إسبانيا، لكن البرازيليين لم ينسوا له ما فعله أبدا.
عاش أياما صعبة للغاية مع منتخب البرازيل، حتى إنه فكر جديا حسب صحيفة “سبورت” باعتزال اللعب دوليا، خاصة بعد الشتائم والإهانات الكثيرة التي تعرض لها في البرازيل.
البعض كان يهينه بشتى أنواع الإهانات سواء كانت عنصرية أم لم تكن، على الجانب الأخر كان رونالدو هو الفتى الذهبي المحبوب.
حاول ريفالدو أن يعود مجددا ويتجنب المشاكل، وذلك من خلال بوابة كوبا أمريكا 1999، لكن كلما لعب بطريقة أفضل في برشلونة، كلما أثر ذلك عليه في البرازيل.
سجل 8 مرات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002، صحيفة “سبورت” وصفت جيدا حاله، دائما مبتسم لكنه حزين للغاية، لم يمتلك ما يكفي من الكاريزما ليكون نجم الجماهير، شخصيته كانت ضعيفة لتصبح أيقونة مثل النجوم، لم يكن له الكثير من الأصدقاء في إسبانيا، وأيضا لم يكن له أي تأثير قوي مع الصحافة هناك، لذا لم يصل أحد إلى وصف تام لموهبته أو تصويرها للجماهير، ببساطة لم يحصل قط على ما استحقه.
مع الفريق الكتالوني كان يشعر أنه محبوبا وبطلا، حتى لو لم يكن كذلك، كان يشعر كلما جعل الجماهير سعيدة أنه يقدم شيئا قيما، لم يكن يشعر أنه محبوبا في كثير من الفترات،
صرح ريفالدو عقب الفوز بنتيجة 3-2 على فالنسيا في 2001 :”ما حدث الليلة كان لا يصدق، أهدي هدف الفوز للاعبين الذين قاتلوا خلال موسم صعب وللجماهير التي عانت كثيرا، أنا سعيد جدا لأنني جعلتهم سعداء بأهدافي”.
ربما أخفق ريفالدو خلال عام 2002 ولم يكن جيدا له على الإطلاق وشهد انطفاء نجمه لفترة، لكن في كأس العالم 2002، لم يكن ينوي أن يدمر آمال البرازيل في كأس العالم، بجانب رونالدو وليس في ظله كان نجما سطع في بطولة كوريا واليابان.
خلال كأس العالم 2002 سجل ريفالدو 5 أهداف وصنع هدفين في 7 مواجهات، صنع هدفا من أصل هدفين ضد ألمانيا في النهائي، بشكل أو بأخر قاد السليساو مع رونالدو للتويج باللقب، لكن الجماهير مجدت فيما قدمه رونالدو وكالعادة كان منسيا.
ريفالدو حقق الكثير من الإنجازات خلال مسيرته، لكنه مر بظروف صعبة للغاية، لم يجد عدلا من جماهير البرازيل، ربما أحبته جماهير برشلونة لأنه كان رجل المهام الصعبة، إضافة إلى حظه العاثر.