القاهرة- عبدالسلام شيتا
قد يعتقد البعض أن أول محترف عربي في قارة أوروبا هو الجوهرة السمراء العربي بن مبارك أو المايسترو المصري صالح سليم لكن لا هذا ولاذاك يعد أول لاعب محترف عربي أنه حسين حجازي المعروف بأبو الكرة المصرية وأول قائد لمنتخب مصر الأول.
ولد حسين حجازي في حي الحسين في العاصمة المصرية القاهرة عام 1880 وبدأ ممارسة كرة القدم في طفولته وظل يلعب الكرة في المدرسة الثانوية السعيدية لمدة أربع سنوات بعدما سعى ناظر المدرسة الانجليزي “مستر شارمن” لضم حسين للمدرسة ولعب فى مركز قلب الهجوم وكان على قدر الرهان فلم يًهزم فريق المدرسة فى مباراة واحدة خلالها ولكنها فشل في الحصول على شهادة الثانوية العامة، لذلك أرسله والده إلى إنجلترا للدراسة وهناك بدأ مشواره مع الكرة الإنجليزية مع نادي يدعى دلويتش هامليت في عام1911 ثم انتقل في نفس العام إلى نادي فولهام – الذى يملكه الآن رجل الآعمال المصرى محمد الفايد – لعب حجازى كمحترف ومثل منتخب جامعة كمبردج حيث كان يدرس فى بطولة الجامعات الدولية.
ونظراً لموهبته الفائقة تم استدعائه من قبل المنتخب الإنجليزي وتم تغير إسم منتخب الإسود الثلاثة خصيصاً له من المنتخب الإنجليزي إلى منتخب الجوالة الإنجليزي لعدم حصول حجازي على الجنسية الإنجليزية حينها.
لعب حجازي مع إنجلترا مباراة ضد المنتخب الإسباني في العاصمة مدريد عام 1912 بحضور ملك إسبانيا “الفونسو الثالث عشر” وعند متابعته للقاء لفت انتباهه أحد لاعبي منتخب إنجلترا للمهارة العالية التي يتمتع بها، وبعد المباراة طلب الملك الإسباني لقاءه وأثنى الملك عليه وأشاد به وسأله ما اسمك؟ ومن أي مقطاعة أنت؟ فأجاب اللاعب” اسمي حسين حجازي وأنا من مصر “فرد عليه الملك قائلاً لو تملك مصر لاعبين مثلك لتغلبتم على أي فريق في العالم”.
وشارك حجازي مع المنتخب المصري مع تأسيسه في عام 1916 ومثل مصر في أولمبياد أنتويرب في بلجيكا عام 1920، وشارك في دورة باريس عام 1924 وأحرز فيها هدفاً كان في المباراة التي لعبها منتخب مصر ضد المنتخب المجري حينها كان يبلغ من العمر 37 سنة و225 يوماً وأصبح أكبر لاعب يسجل في تاريخ الدورات الأوليمبية، وهو لقب ظل باسمه حتى جاء الويلزي المخضرم ونجم مانشستر يونايتد ريان جيجز من تحطيم هذا الرقم والذي ظل 88 عاماً وسجل هدفاً عن عمر 38 عاماً و243 يوماً عند مشاركته مع منتخب بريطانيا العظمى في أولمبياد لندن 2012.
وصف أحد النقاد أداء حسين حجازى فى الملعب: “حجازى له شهره مستطيره فى الالعاب الرياضية عموما وكرة القدم بصفة خاصة فقد ذاع صيته فى عالم كرة القدم و أصبح يشار اليه بالبنات فهو حامى حماها ورافع منارها و لواءها و له تاريخه المشرف المفعم بالانتصارات الباهرة”.
حجازي لعب في مصر لأندية الأهلي والزمالك والسكة الحديد كما كان له دور بارز في تأسيس الإتحاد المصري لكرة القدم في عام 1921 وكان عضو في أول مجلس إدارة في تاريخ الإتحاد.
توفى أبو الكرة المصرية إلى رحمة الله فى عام 1961 وأطلقت محافظة القاهرة اسمة على الشارع الذى كان يقيم به بجانب وزارة التربية و التعليم.
