يعيش العالم العربي والإسلامي نسمات الشهر الكريم، وعلى غير العادة التي تسعد عالم وجماهير الساحرة المستديرة، وتجمعهم على المقاهي لمشاهدة إحدى مباريات فريقهم المفضل في سهرة رمضانية تمتد حتى موعد السحور، بسبب حالة التوقف الرياضي الذي يشهدها العالم أجمع، بعدما تسبب الفيروس القاتل كورونا (كوفيد-19) في تعليق الأنشطة الرياضية حول العالم.
ويستعيد “الطريق” لمتابعيه ذاكرة المنتخب المصري الوطني التاريخية، برصد أبرز المواجهات التي خاضها الفراعنة، مع ذكر لأهم لمحات المباراة وأبرز ماجاء فيها.
ولم نجد أهم من مباراة “الطوبة” التي أطاحت بأحلام وآمال المنتخب الوطني في الوصول لكأس العالم 1994، في النسخة الـ15 للمونديال والتي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية على أرضيها.
وجمعت المباراة بين المنتخب الوطني ونظيره زيمبابوى في 28 فبراير 1993، 7 رمضان 1413، فى الجولة السادسة والأخيرة من الدور الأول، للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 1994، على ملعب استاد القاهرة الدولي، الذي امتلأ على آخره بـ120 ألف مشجع، لتحديد المتأهل للدور النهائي من التصفيات.
حيث كان الفراعنة يحتلون المركز الثاني في مجموعته برصيد 7 نقاط، خلفًا لخصمه زيمبابوى، صاحب المركز الأول، برصيد 9 نقاط، جاء بعدهم توجو وأنجولا على الترتيب.
خاض المنتخب مباراته باحثًا عن الفوز أو التعادل الذي يضمن له التأهل بفارق الأهداف، وأمتلأت قائمة الفراعنة بعدد كبير من الأسماء التاريخية التي أصبحت بعد ذلك أساطير في عالم كرة القدم، قادهم الراحل محمود الجوهري، المدير الفني الأسبق للمنتخب.
وكان في قائمة المنتخب هشام يكن، قائد جيل الفراعنة في هذا التوقيت، فضلًا عن أشرف قاسم، نجم الزمالك والمنتخب الوطنى السابق، وحسام حسن، قائد المنتخب والقطبين السابق، فيما حمى عرين الفراعنة أحمد شوبير، نجم الأهلي والمنتخب السابق، بالإضافة لياسر ريان، مجدي طلبة، علي ماهر، إسماعيل يوسف، رضا عبد العال، احمد رمزي، فوزي جمال.
أطلق حكم المباراة الجابوني جان فيدل ديرامبا، صافرة بداية اللقاء، لتهتز شباك شوبير في الدقيقة الخامسة بهدف لزيمبابوي، عن طريق إيجينت ساوو، ولكن سرعان ماجاء رد الفراعنة بهدفين في الشوط الأول، حيث أحرز أشرف قاسم هدف التعادل فى الدقيقة 32، وعزز حسام حسن النتيجة فى الدقيقة 40، وانتهى الشوط الأول بتقدم المنتخب.
ولكن خلال أحداث نصف المبارة الثاني، وبالتحديد عندما كان لاعب زيمبابوي ينفذ رمية التماس، ألقى أحد المشجعين “طوبة” من المدرجات، أصابت اللاعب، بالقرب من مدرب زيمبابوي الألماني راينهارد فابيتش، وهو مادفع الحكم الجابوني لكتابة تقرير وإرساله للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وأوصى فيه بإعادة المباراة بسبب إصابة اللاعب.
وبالفعل أصدر الفيفا قراره بإعادة المباراة على ملعب محايد، بمدينة ليون الفرنسية، في واحدة من أصعب مواجهات المنتخب، بسبب مبارزته ضد فريقه يلعب على التعادل فقط.
وذكر لاعبي المنتخب وقتها أن بروس غروبيلار، حارس مرمى المنافس حينها، هو العامل الأساسي في إعادة اللقاء، لأنه ذهب للاعب وطلب منه إدعاء الإصابة، وذهب لكاميرات التصوير لأخذ اللقطات وإرسالها للفيفا.
وخلال لقاء الأرض المحايدة بفرنسا، والتي انتهت بالتعادل، لم تشهد هجمات خطيرة للمنتخب الوطني، بسبب أسلوب المنتخب الإفريقي في إدارة اللقاء ووصوله لمبتغاه، في الوقت ذاته الذي أهدر فيه مجدي طلبة هدفا محققا بعدما أردت تسديدة أحمد الكأس من العارضة إلى مجدي طلبة، الذي لم يحالفه الحظ وانزلقت قدماه مضيعًا الفرصة.
وأقصي المنتخب على إثرها من التصفيات التي كانت من المفترض أن تؤهله للنسخة الثانية على التوالي لبطولة كأس العالم.