الديربي العربي المصري العريق والتاريخي بين الأهلي والزمالك انتهى للأبيض، حيث حقق الزمالك ما أراده من القمة، ونجح مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون في إدارة الأمور بذكاء، ليواصل تفوقه على السويسري رينيه فايلر المدير الفني للنادي الأهلي، للمباراة الثانية على التواليً بعد السوبر المصري بالإمارات.
وفاز الزمالك على الأهلي بنتيجة (3-1)، ضمن مباريات الأسبوع الـ21 من الدوري المصري، ليرفع الفريق الأبيض رصيده إلى 42 نقطة في المركز الثاني، بينما تجمد رصيد القلعة الحمراء عند 56 نقطة في الصدارة.
كان كارتيرون ذكي للغاية بعدما أراح لاعبيه الأساسيين في مباراة إف سي مصر قبل ثلاثة أيام من القمة، خوفًا من إصابة أي منهم، خاصة أن بطولة الدوري تعد شبه محسومة لصالح الأهلي، والمدرب الفرنسي يعلم قيمة الفوز على المارد الأحمر وهو ما خطط له.
في المقابل دفع فايلر بتشكيله الأساسي أمام نادي أسوان، رغم أن الدوري محسوم إكلينيكيًا، وتسبب قراره في إصابة مدافعه محمود متولي بالرباط الصليبي، بجانب إصابة جيرالدو الذي لم يتدرب قبل مباراة القمة سوا مران واحد فقط، وإجهاد أغلب لاعبيه.
يعتمد كارتيرون في المباريات الكبرى على الواقعية وترك المساحة للمنافس لامتلاك الكرة في وسط ملعبه، بينما يعتمد على المرتدات السريعة، وينجح من خلالها في توجيه ضربات قاتلة بهجمات سريعة تنهي المباراة لصالحه، وهو ما نجح المدرب الفرنسي في تطبيقه أمام الترجي في السوبر الأفريقي، وأمام الأهلي مرتين.
ويجيد باتريس كارتيرون استغلال أوراقه الرابحة، فدائمًا يعتمد على سرعة الثنائي المغربي أشرف بن شرقي ومحمد أوناجم، في نقل فريقه من الحالة الدفاعية للهجومية، وهو ما نجح خلاله في كسب المواجهات الكبرى.
وبدأ المدرب الفرنسي المباراة بالتشكيل الأمثل، وضغط على محمد هاني لاعب الأهلي “قليل الخبرة” بالثنائي عبد الشافي وبن شرقي، كما استغل أحمد سيد “زيزو” المساحات التي يتركها علي معلول في الجبهة اليسرى، وبالفعل جاء الهدف الأول بهذه الطريقة.
كما كانت تغييرات كارتيرون إيجابية، وبعد ضغط الأهلي لتعديل النتيجة، وترك مساحات في خط دفاعه، دفع المدرب الفرنسي بلاعبين يمتلكون السرعات مثل أوناجم والكونغولي كابونجو كاسونجو والصاعد أسامة فيصل، لاستغلال المرتدات ونجح في تسجيل هدفين.
كما أن المدرب الفرنسي دفع بمحمد عبد الغني بدلًا من حازم إمام، ليثبت كارتيرون قراءته الجيدة للمباراة، حيث أغلق الجبهة اليسرى تمامًا أمام علي معلول ووليد سليمان.
لم يجيد فايلر قراءة المباراة فبدأ بمحمد هاني “قليل الخبرة”، على حساب لاعب بحجم أحمد فتحي، يجيد في مثل هذه المباريات، وهو ما استغله الزمالك جيدا، كما لعب بالبطيء جونيو أجايي كجناح رغم أنه يجيد اللعب بشكل أكبر كمهاجم ثانٍ.
تغييرات فايلر لم تكن على المستوى، فخروج محمد مجدي “أفشة” حرم الأهلي من ميزة تمريراته البينية وتسديداته القوية، كما أنه دفع بجيرالدو البعيد عن مستواه، ومروان محسن فاقد الثقة، ليمتلك الزمالك المباراة ويسجل هدفين في آخر (20) دقيقة بعدما أثرت تغييراته على مستوى الفريق.