تبقّى أقل من 100 يوم على انطلاق مسابقة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 في نسخة استثنائية تُقام لأول مرّة على الإطلاق في منتصف الموسم وبالتحديد بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري.جرت العادة أن تُقام منافسات كأس العالم في شهر يونيو/ حزيران بفصل الصيف بعد انتهاء الموسم الكروي في مايو/ أيار بأغلب الدوريات حول العالم، بيد أن هذه المرّة سيقتحم المونديال منتصف الموسم تمامًا. يُمكن تقسيم الموسم في أوروبا إلى شطرين، ما قبل المونديال وما بعد المونديال. فنجوم المنتخبات الرائدة مثل بلجيكا والبرازيل وفرنسا، معرّضون للإجهاد والإصابات خلال المونديال وبعده، ما قد يُنهي أو يُعطل موسمهم مع الأندية.ومع أن الدوريات الأوروبية ستتوقف لمدة 6 أسابيع بسبب المونديال، فإنه من المؤكّد أن الحالة البدنية لأغلب اللاعبين ستضرر جزئيًا، خاصة أن الدوريات التي تستمر بروزنامة مباريات متكدّسة مثل الدوري الإنجليزي، الذي تُقام فيه سنويًا 3 جولات خلال 6 أيام.تشيلسي المتضرر الأكبر من كأس العالمفي الدوري الإنجليزي، هناك خاسرون ورابحون من مسألة إقامة كأس العالم في الشتاء، والأكثر بلا شك هو تشيلسي الذي يمتلك في قائمة لاعبيه 20 لاعبًا من المحتمل مشاركتهم في مونديال قطر 2022.أغلب لاعبي تشيلسي الـ20 ينشطون مع منتخبات رائدة تستطيع الوصول إلى أدوار متقدّمة في البطولة، ما يعني المشاركة في عدد مباريات أكثر لهؤلاء اللاعبين، بالتالي احتمالية إصابة وإجهاد أكبر.يتقدّم هؤلاء: تياغو سيلفا من البرازيل، ونغولو كانتي من فرنسا، وماتيو كوفاسيتش من كرواتيا، وكاي هافرتز من ألمانيا. بالإضافة إلى اللاعبين الإنجليزيين الناشطين مع “البلوز” مثل رحيم ستيرلينغ ورييس جيمس وميسون ماونت.كما أن البلوز يمتلك لاعبين آخرين سيلعبون في المونديال، لكن من المرجّح عدم ذهابهم بعيدًا في البطولة، وأبرزهم ناثان أمبادو من ويلز، والثنائي كاليدو كوليبالي وإدوارد ميندي من السنغال، وكريستيان بوليسيتش من أمريكا، وأودسون أودي من غانا. مدرب تشيلسي، الألماني توماس توخيل، قال الأسبوع الماضي في تصريحات للصحافة الإنجليزية عن مدى تأثير كأس العالم على لاعبيه بدنيًا وعقليًا: “إنهم يركزّون على كأس العالم فقط، وهذا أمر سيئ بالنسبة إلينا في تشيلسي، لا معنى لذلك”.يضيف: “المونديال في منتصف الموسم، سيؤثر سلبيًا على الحالة البدنية للاعبين، وسيعودون بطاقةٍ مستنزفة، بالأخص الحالة العقلية جرّاء النجاح أو الفشل في البطولة. وعندما يعودون لدينا وقت قصير قبل أن نستأنف المباريات والدخول في البوكسينغ داي”.ليفربول الأقل تضررًا من كأس العالمالتناقض يبدو صارخًا بين حالة تشيلسي وليفربول جرّاء إقامة كأس العالم في منتصف الموسم، ففريق المدرب الألماني الآخر يورغن كلوب سيكون الأقل تضررًا من الأمر بترشيح 11 لاعبًا فقط للمنافسة في المونديال.أبرز نجوم ليفربول لم يتأهلوا أو لن يشاركوا في كأس العالم، وسيقضون فترة توقف البريميرليغ في الاستعداد الأمثل والتدريب المستمر، أمثال المصري محمد صلاح والإسكتلندي أندرو روبرتسون والكولومبي لويس دياز والكاميروني جويل ماتيب المعتزل دوليًا.في المقابل يمتلك “الريدز” 3 لاعبين أساسين مع منتخبات بلدانهم سينشطون في قطر، وهم أليسون بيكر من البرازيل، وفيرجيل فان دايك من هولندا، وداروين نونيز من أوروغواي. إضافة إلى الثنائي الإنجليزي ألكساندر أرنولد وجوردان هندرسون.وأوضح المدرب كلوب في تصريحات قبل انطلاق الموسم الحالي 2022-2023: “لدينا مجموعة لاعبين سيذهبون إلى كأس العالم، لحسن الحظ أن جميهم لا يمكنهم التأهل للمباراة النهائية. بعد عودتهم إلينا سيكون أمامهم فترة قصيرة للتعافي قبل المشاركة من جديد، وهذا أمر صعب حقًا، لكن الجيد أن جميع الفرق ستتعرض لهذا. عند الحديث عن افتقاد اللاعبين بسبب المونديال الشتوي أغضب حقًا”.وفي حال وصل أفضل لاعبي تشيلسي إلى ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، فهذا معناه أنهم لن يعودوا إلى النادي قبل تاريخ 17 ديسمبر، الذي يتزامن مع إقامة مباريات الدور الرابع من كأس الرابطة الإنجليزية بين 19 و21 من نفس الشهر. ما يمنح ليفربول ميزة كبيرة عن منافسه اللندني الأزرق.تأثير متفاوت لقطبي مدينة مانشستر يبدو حال مانشستر سيتي مشابهًا لتشيلسي من الناحية الكمّية، لكن ليس بنفس القدر، فالمدرب الإسباني بيب غوارديولا سيحتفظ بخدمات لاعبيه، النرويجي إيرلينغ هالاند والجزائري رياض محرز، إذ لم يتأهلا للمونديال.كما أن لاعبيه الإنجليزيين بالتحديد، فيل فودين وجون ستونز وكايل ووكر وكالفين فيليبس وجاك غريليش، لم يضمن أي منهم مقعدًا أساسيًا مع منتخب إنجلترا، ما يجعل احتمالية مشاركتهم وتأثرهم محدودة نوعًا ما.في الناحية الأخرى من المدينة، قد يستفيد المدرب الهولندي لمانشستر يونايتد إيريك تين هاغ من حالة لاعبيه السيئة عندما يقرر مدرب المنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت عدم استدعاء ماركوس راشفورد وجادون سانشو. كذلك الحال للثنائي الفرنسي رافائيل فاران وأنتوني مارسيال. والحارس الإسباني ديفيد دي خيا.
اترك تعليقاً