مشهد الختام للجولة الثالثة من دوري نجوم قطر مساء الأربعاء 17 أغطس/آب، جاء مثيرًا للغاية، وحمل الكثير من المشاعر المتفاوتة بين الفرح الهستيري، والغضب المشتغل.مَن يشاهد رودريغو تاباتا يعلن عن فرحته العارمة بالهدف الذي سجله في شباك الغريم الأهلي في الدقيقة 87، قبل ثلاثة دقائق فقط من نهاية المباراة التي أنجبت الفوز الأول للسد في دوري هذا الموسم، يعتقد أن تاباتا يسجل للمرة الأولى.لقد أنتج ذلك الفوز المثير فرحًا كبيرًا، احتفالاً بأول ثلاث نقاط كاملة، لقد بدا هذا الفوز استثنائيًّا لزعيم الدوري القطري هذا الموسم بسبب غياب لاعبي السد الدوليين مع منتخب قطر الوطني في معسكره الإعدادي لكأس العالم 2022؛ فمرت الجولتان الأولى والثانية دون انتصارٍ، وهذا استثناء في عادات الزعيم السداوي.فوز السد الذي نشر الفرح في قلعة الزعيم، يأتي بعد خسارةٍ وتعادلٍ في أول وثاني جولة، وهو الشيء الذي لم يحدث للسد من قبل. أمّا فرحة تاباتا فهي منطقية تمامًا، فقد أحرز هدف الفوز في الرمق الأخير من عمر المباراة التي كان الأهلي هو المبادر فيها بالتسجيل منذ الدقيقة 9 عن طريق يزن نعيمات ثم الدقيقة 42 بتوقيع الجزائري سفيان هني، قبل أن يرد الزعيم بأقدام أحمد السعيد مرتين في الدقيقة 18 وغييرمي توريس في الدقيقة 3+45، لتأتي بعد ذلك انتفاضة تاباتا وتصنع ريمونتادا الزعيم، وتقلب الطاولة؛ فتتبعثر أحلام العميد الأهلاوي ويخسر النقاط أمام خصم يبدو مثل الأسد الجريح. ولتاباتا الحق في أن يفرح كما لم يفرح من قبل، فالهدف الذي غرسه في شباك العميد سيفك عن القائد تاباتا ورفاقه ،حصارًا من الانتقادات، ويبدد سحابات من الهموم الكثيفة في سماء الفريق، وخاصة المحترفين الكبار اللذين طالتهم انتقادات كثيرة في الجولتين الأولى والثانية.الهدف الثمين كان بمثابة طوق النجاة من بحر المعاناة لتاباتا وكازورلا وغييرمي وأندري أيو، وحتى بغداد بونجاح، ولحسن الطالع جاء الفرج بهدف من صناعة غانية بقدم النجم أيو، ثم كان تاباتا في الموعد.على الجانب الآخر كان مشهد نجم كبير آخر هو ياسين براهيمي على النقيض تمامًا من تاباتا، فقد شاهدنا براهيمي يخرج من ملعب المباراة التي جمعت فريقه الغرافة ونظيره الشمال على أرضية ملعب استاد الثمامة المونديالي، وهو في قمة الغضب، بعد أن قلب فريق الشمال الطاولة على فهود الغرافة وانتزع فوزًا مهمًا وغاليًا، خلال ثماني دقائق فقط، عن طريق المهاجم المغربي ياسين بامو في الدقيقتين 69 و77، وفي ريمونتادا قتلت أحلام الفهود اللذين تقدموا بهدف ياسين براهيمي في منتصف الشوط الأول بالدقيقة 23. لقد بدا براهيمي عصبيًّا بعض الشيء، وهذا ربما يرجع لرغبته في قيادة فريقه الجديد للفوز وهو القادم من الجار الريان، ولكن لم تكن الرياح مواتيةً لكى تحمل الفهود إلى المقدمة، بينما هبت رياح الشمال، فاغتنمها ياسين بامو.
اترك تعليقاً