تسبب عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الاتحاد السعودي لكرة القدم، في انقسام حاد في الشارع الرياضي المغربي، بعد تصريحه المثير لشبكة قنوات “إس إس سي” السعودية، مساء الخميس 15 سبتمبر/ أيلول الجاري.وقاد حمد الله فريقه الاتحاد لتحقيق الفوز على الخليج لحساب الجولة الرابعة من الدوري السعودي، بنتيجة 2-0، الخميس 15 سبتمبر.ونفى حمد الله علمه بما صرّح به وليد الركراكي المدير الفني لمنتخب المغرب عنه؛ إذ قال الركراكي: “إن أبواب المنتخب مفتوحة في وجه حمد الله”. وبدا مهاجم الاتحاد غاضبا لعدم استدعائه لمباراتي التشيلي وباراغواي المقررتين في إسبانيا يوم 23 و27 الشهر الحالي، وأضاف: “لم أسمع تصريحه، وأبواب المنتخب مفتوحة في وجه جميع اللاعبين المغاربة وليس حمد الله فقط”.عبد الرزاق حمد الله يقسم الشارع المغربي واشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بنقاشات حادة بين منتقدين لتصرف حمد الله؛ لإطلاقه تصريحا إعلاميا وُصف بـ “المستفز”، ومدافعين عنه يرون أن الركراكي لم ينصفه، حينما تحجج بعدم جاهزيته لعدم توجيه الدعوة إليه، وهي الحجة التي فندها بتسجيله هدفين لفريقه.وتحولت غالبية النقاشات إلى ملاسنات، خرجت عن النطاق الفني، ودخلت إلى جوانب أخرى بلغت حد الحديث عن “تمييز” الاتحاد المغربي بين اللاعبين المحترفين في أوروبا من أبناء المهجر، واللاعبين الذين انطلقوا من الدوري المحلي.”عاملوا حمد الله مثلما تعاملون زياش” وقال الناقد الرياضي المغربي مصطفى برجال إن تباين مواقف الجمهور إزاء اللاعبين يثير الحيرة، موضحا أن حكيم زياش، الذي سبق له أن أعلن الاعتزال الدولي، ووصف خليلوزيتش المدير الفني السابق للمغرب بالمهرج، وجد دعما كبيرا من الجمهور المغربي، وشن حملة شرسة على خليلوزيتش من أجله، وصل حد الهتاف ضده ورميه بالقنينات البلاستيكية في مباريات المنتخب المغربي، كما سبق لزياش أن دخل في خلافات شديدة مع المدير الفني الأسبق للمغرب هيرفي رونار.وأضاف برجال في تصريح لـ”winwin” أن حمد الله وزياش لديهما “عقلية مميزة” ومزاج خاص وشخصية قوية، وهو ما ينعكس على علاقتهما بمحيطهما في فريقهما بالسعودية وإنجلترا، وعلى الاتحاد والجمهور المغربي، التعامل مع ملف حمد الله مثلما عالجت ملف زياش.وتابع: “لقد تعامل فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي مع زياش بمرونة؛ إذ سافر رفقة الفرنسي رونار من أجل مصالحته، وبعدها أقنع المدرب الفرنسي خليلوزيتش بالسفر إلى لندن لمصالحة زياش مرة أخرى والأخير من رفض لقاءه”.ودعا متحدث الاتحاد المغربي وأنصار المنتخب بالمعاملة بعدل مع جميع نجوم المغرب أو حتى بنصفها وربعها، وختم: “تعاملوا مع حمد الله مثل ما تعاملتم مع حكيم زياش ونصير مزراوي ومنير حدادي..”.خلافات ومعاناة قديمةخلافات حمد الله في محيط المنتخب المغربي وداخله قديمة، تعود إلى حوالي عقد من الزمن، حينما كان اللاعب في صفوف أولمبيك آسفي، وهدّاف المنتخب المغربي تحت 23 سنة. ويقول محمد وركة المشرف الفني العام على نادي شباب المحمدية، “إن عبد الرزاق حمد الله عانى كثيرا داخل المنتخب الوطني منذ بداياته، وتحديدا في فترة المنتخب الأولمبي، التي كان فيها الهولندي الراحل بيم فيربيك مشرفا فنيا عاما على المنتخبات المغربية للفئات السنية”.وأبدى وركة استغرابه في تصريح لـ”winwin” من ردود الفعل التي تلت تصريحه الخميس. مؤكدا أنه يعرف اللاعب عن قرب بحكم أنه كان يعتمد عليه بشكل كبير في تصفيات أولمبياد لندن 2012، حينما كان وركة مديرا فنيا للمنتخب الأولمبي آنذاك.وأضاف: “أتذكر كيف تعرض حمد الله لظلم كبير من قَبل، وحُرِم من المشاركة في الأولمبياد، علما أنه أنهى التصفيات هدافا، كما أسهم بحصة الأسد في التأهل، ورغم ذلك لم يبد أي اعتراض أو رد فعل سلبي، تجرع شعوره بالإقصاء والتمييز وحيدا”. وتابع محمد وركة الشهير بـ”حميدو” تصريحه قائلًا: “شهادة لله وللتاريخ، حمد الله إنسان طيب وخلوق ووطني، ولا أسمح لأي شخص بالمزايدة عليه في هذا الجانب، ما أقرأه وأشاهده في منصات التواصل الاجتماعي يندى له الجبين، ولا يمكننا الحكم على قضية نجهل تفاصيلها”.أكثر من تعرض للظلم في العقد الأخيرووصف وركة -حمد الله- باللاعب المحترف والمنضبط منذ بداياته وهو شاب بالمنتخب الأولمبي. كاشفا أنه تعرض للإبعاد من قبل فيربيك بشكل مهين وغير احترافي؛ إذ أخبره علانية أمام زملائه بأنه غير مرغوب فيه في صفوف المنتخب.وزاد: “لم يحمل حمد الله حقائبه ويغادر غاضبا، بل استجاب لرغبتي حينما أخبرته بالتريث، وذهبت وواجهت فيربيك وتشبثت باللاعب، وشاركته في المباراة الحاسمة، وسجل حمد الله هدف التأهل في مرمى الكونغو الديمقراطية.وأوضح وركة: “في نهاية المطاف حينما عُيّن فيريبك مديرا فنيا للمنتخب الأولمبي، أبعد فورا حمد الله من اللائحة، ولم يثر اللاعب أيّة مشكلة بل التزم الصمت وواصل العمل حتى صار هدافا دوليا كبيرا كما هو عليه الحال اليوم”. وخلص وركة إلى أن حمد الله أكثر لاعب مغربي تعرض للظلم في العشر سنوات الأخيرة، التي كان فيها رأس الحربة الصريح الوحيد البارز، بقوله: “حمد الله لا يشعر بقيمته كنجم داخل المغرب، وهو هدّاف في القارة الآسيوية، وحامل لكل الألقاب الممكنة في الدوري السعودي، في المقابل يشاهد التدليل الذي يعامل به لاعبون -بعضهم غير رسمي- في تشكيلة أنديتهم بأوروبا”.
اترك تعليقاً