محمود طه -رياضة العرب:
يُعتبر أريجو ساكي أحد أبرز علامات التدريب في التاريخ الكروي، لم لا وهو الذي نجح في إحداث ثورة تكتيكية في ايطاليا والعالم أجمع أثناء قيادته لفريق ميلان والمنتخب الايطالي في فترة حقق خلالها عديد الانجازات كان أهمها تدوين اسم ميلان في دفتر عظماء العالم .
الرجل المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا في مناسبتين، ووصيف مونديال 1994، يعتبر حجة كروية يرجع اليها خبراء الساحرة المستديرة من وقت لآخر من أجل الاسترشاد بآرائه والاستفادة من نصائحه وتحليلاته .
ساكي خرج بتصريحات صحفية خلال الأيام الماضية أثارت جدلًا كبيرًا في الاوساط الايطالية تحديدًا، حيث أنه هاجم فريق يوفنتوس بطل ايطاليا خلال المواسم الاربعة الأخيرة ووصيف دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي ومتصدر الكالتشيو الحالي .
ساكي شبَّه السيدة العجوز بفريق روزنبيرج النرويجي، حيث أن الفريق يحقق انتصارات محلية فقط، أما فيما يتعلق بالبطولات الأوروبية فعادة ما يكون الفشل حليفه الدائم، حتى عندما يصل إلى نهائي دوري الأبطال غالبًا ما يفشل في التتويج، في إشارة منه إلى خسارة يوفنتوس خلال 6 مباريات نهائية في دوري أبطال أوروبا من قبل وتتويجه خلال مرتين فقط بذات الأذنين .
تصريحات ساكي تأتي في توقيت حساس للغاية، قبيل مواجهة السيدة العجوز المصيرية أمام العملاق البافاري بايرن ميونيخ والمقرر لها مساء الاربعاء المقبل، في بطولة يمثل خلالها الفريق الدوري الايطالي بعد فشل روما في عبور حاجز ريال مدريد .
والحقيقة أن تصريحات المدرب العجوز وإن كانت تبدو منطقية للوهلة الأولى بالنظر إلى سجل يوفنتوس الاوروبي إلا أنها جاءت في توقيت غير موفق أبدًا، فالفريق نجح في القضاء على نغمة “يوفنتوس المحلي” خلال الموسم الماضي عندما وصل إلى نهائي برلين متجاوزًا في طريقه أندية كبرى في البطولة مثل بوروسيا دورتموند الالماني وريال مدريد الاسباني، كما أنه أبلى بلاءً حسنًا في المباراة النهائية أمام برشلونة وكان خصمًا عنيدًا لرفاق ميسي، ولولا غياب التوفيق عن لاعبيه لتغير مسار الكأس في شوط المباراة الثاني تحديدًا.
وفي النسخة الحالية نجح الفريق بقيادة مدربه اليجري – الذي هاجمه ساكي في تصريحاته أيضًا – في تجاوز مجموعة حديدية ضمت جميع مدارس أوروبا الكروية تقريبًا، ونجح في هزيمة مانشستر سيتي الانجليزي ذهابًا وايابًا، ليتأهل إلى الدور ثمن النهائي تاركًا بوروسيا مونشنجلادباخ الالماني واشبيلية الاسباني غارقين في مرارة الخروج المبكر أو الانتقال إلى الدوري الاوروبي .
حتى في موسم الكالتشيو قدم يوفنتوس درسًا سيظل محفورًا في ذاكرة الطليان الكروية، عندما نجح في العودة من المركز الرابع عشر الذي احتله بعد بداية كارثية لينطلق في سلسلة انتصارات متتالية لم تتوقف حتى تربع على عرش الصدارة من جديد .
ربما كان من الأفضل أن يخرج علينا مستر ساكي بروشتة فنية شافية للأندية الايطالية حتى تعود إلى الريادة الأوروبية مجددًا، بدلًا من أن ينهش في جسد الفريق الوحيد القادر على المنافسة أوروبيًا بأنياب تصريحات لا فائدة منها أبدًا .
وربما كان من الأفضل أيضًا أن يطرح وجهة نظر فنية يهمس بها في أذن اليجري قبل مواجهة بايرن ميونيخ الحاسمة، بدلًا من أن يتهكم على طريقته في إدارة المباريات متهمًا اياه بتقديم نموذج كروي ممل يخلو من قيمة الأداء الفني الممتع .
مستر ساكي .. جسد الكرة الايطالية انهكه الفساد الاداري ودمَّرت مناعته الأزمات المالية الطاحنة وصار وجبة مباحه لأندية أوروبا بالكامل على مدار سنوات متتالية أصبح خلالها تتويج فريق ايطالي بلقب قاري أو حتى وصوله إلى مرحلة متقدمه في دوري الأبطال بمثابة معجزة تستحق التأمل والاحتفاء .
مستر ساكي .. الأجدر بك الآن أن تحدثنا عن أسباب فشل أندية الكالتشيو بالكامل في مقارعة يوفنتوس خلال المواسم الماضية، ولماذا عجز كبار ايطاليا عن أن يكونوا مثل روزنبيرج؟!
مستر ساكي .. نتمنى أن نرى في المواسم المقبلة في الكالتشيو 20 روزنبيرج ..