ذكرى عطرة واحتفالات تليق بيوم العزة والكرامة وهو يوم السادس من أكتوبر والذي نحتفل بذكراه التاسعة والأربعون فلم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية على الأرض أو صراع سياسي بل كانت ملحمة تاريخية، عسكريا وشعبيا وسياسيا سطرها أبطالنا وجنودنا فهي بدون مبالغة أبرز أحداث القرن الماضي.
كان لي الشرف في المشاركة في معركة حرب الكرامة والعزة كما أحب أن أطلق عليها فقد كنت أحد الرجال الذين رفعوا علم مصر عاليا ورفعوا معه معنويات الشعوب العربية أجمع ولي الفخر في ذلك.
وفي هذا اليوم ونحن نتذكر أبطالنا ونبعث لهم بالتحية والإجلال والتقدير أبعث برسالة خاصة للشهيد الإنسان شقيقي الذي افتخر به اللواء أركان الحرب أحمد مختار أحد أبطال حرب أكتوبر العظيمة وأعظم من أنجبت العسكرية المصرية فالتحية لروحه العظيمة في يوم النصر.
نصر أكتوبر 1973 كان ملحمة عسكرية وسياسية، فقد تم قهر المفاهيم السياسية والعسكرية المعروفة بفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية وكم كان حجم التخطيط والتنسيق الذي يحتاج لكتب ومجلدات للحديث عنه فكل موقف بل كل ثانية كانت تحمل الكثير لتركه إرثا للأجيال القادمة ومهما مرت السنوات لن تبوح الحرب بكل أسرارها.
التخطيط كان على أعلى مستوى والقرارات يتم اتخاذها في أسرع وقت فكما قلت الثانية كانت تشهد أكثر من قرار وقبل القرارات من القيادة كان التجهيز العسكري ملحمة وطنية منذ حرب الاستنزاف التي اعتبرها جزءا لا يتجزأ من الانتصار وعملت القيادة السياسية والعسكرية على وضع الخطط القصيرة وطويلة الأمد حتى تم تجهيز الجيش المصري على أعلى مستوى، والأهم هو التجهيز الشعبي والمعنوي.
حرب أكتوبر هي المواجهة الحقيقية في التاريخ الحديث تعبر عن معدن اصيل لخير أجناد الارض والتحية واجبة على مر الأجيال لكل من ساهم وخطط وشارك في هذه الملحمة التاريخية.
الحرب أظهرت ملحمة شعبية أيضا عبر عنها كرامة وشرف الشعب المصري الذي ضرب المثل لشعوب العالم في الوقوف خلف جيشه وتحمل كل الصعاب من أجل إنجاز المهمة الوطنية، فكان التكاتف الشعبي غير المسبوق واختفاء الجرائم وقت الحرب نموذجا مصريا خالصا.
وإذ نحتفل بالذكرى 48 لهذا الانتصار العظيم نعيش مرحلة تاريخية أخرى في مصرنا الحبيبة تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يسطر ملحمة تلو الأخرى في كل المجالات فكل التحية للقوات المسلحة والرئيس السيسي.
