تواصل دولة قطر استعداداتها الحثيثة لاستقبال العالم بعد 30 يومًا من الآن في أكبر حدث كروي من خلال استضافة مونديال كأس العالم 2022 للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، حيث غيّرت قطر وجهة الرياضة من مجرد تنافس على أرض الملعب وهتاف في المدرجات، إلى معانٍ سامية تخدم المجتمعات والشعوب والبلدان؛ لتعلي من قيمة الرياضة في تحقيق السلام والتقارب بين الشعوب.ودخلت قطر عام 2009 السباق نحو تنظيم المونديال بملفها وهي تواجه ملفات قوية تمثلت في ملفات (إسبانيا والبرتغال) و(بلجيكا وهولندا) وإنجلترا عن القارة الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك عن القارة الأمريكية الشمالية والوسطى، وغيرها من الملفات التي دخلت السباق في المرحلة الأولى، غير أن قطر أقنعت العالم بأن ملفها فريد من نوعه.ملف شامل وفريد من نوعهكان ملف قطر شاملا، ويحمل عنوانا طموحا ورغبة أكيدة في الوصول إلى الهدف المنشود، بمنافسة ملفات قوية لدول متمرسة في الظهور في كأس العالم، فلم تترك دولة قطر مجالا للصدفة وشملت بملفها طموحات جميع أبناء المنطقة العربية، إضافة إلى مفاهيم راقية في تنظيم البطولات، وفق أسس ومبادئ الاتحاد الدولي لكرة القدم.وبرعت قطر في تقديم عرض مذهل للعالم الرياضي، ومقنع لأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، يقوم على سواعد شابة وعقول واعية ومدركة لقيمة الرياضة، بهدف إيصال البطولة لمنطقة الشرق الأوسط التي عانت من النظرة لها بأنها منطقة صراعات، ويجب علينا تغييرها في أذهان العالم.ولم تكتف دولة قطر بملف مستوف للشروط فحسب، بل دعمته برؤية الدولة وخاطبت من خلاله العالم بكل اللغات للتأكيد على جاهزية قطر لاستضافة الحدث العالمي. وعندما جاءت لحظة الحسم بالتصويت في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2010، تفوقت قطر على ملف أمريكا بفارق ستة أصوات بالفوز (8-14)، في انتصار باهر للعقول العربية القطرية التي تحدت الزمن وواكبت التطور ورسمت طريقا يؤكد على أن بالمنطقة عقولا فذة وقدرات فكرية تدعمها الدولة لتظهر للعالم مدى التطور المعرفي والثقافي لشباب العرب.ملاعب عصرية اختُبرت جاهزيتها قبل عام من المونديالوقدمت قطر صورا لمجسمات الملاعب التي تحمل أيضا معاني خاصة توثق لقطر وتقاليدها وثقافة شعوب المنطقة من خلال ثمانية ملاعب عصرية؛ هي: خليفة الدولي والثمامة والبيت والمدينة التعليمية والريان والجنوب ولوسيل و974، وأعلنت جاهزيتها منذ وقت مبكر، وكان آخرها ملعب لوسيل الذي سُلم قبل 6 أشهر من انطلاق الحدث.وراهن الملف القطري على فكرة جديدة لم يسبق أن تم تداولها في تاريخ المونديال، وهي الاستفادة الكاملة من المنشآت والملاعب القطرية للدول التي لا تمتلك بنية رياضية، حيث ستقدم قطر عقب نهاية المونديال دعما لهذه الدول من إرث الملف القطري، في سابقة دونها التاريخ لصالح قطر.وأولت قطر اهتماما لكل شيء ولم تغفل عن ملف العنصرية؛ إذ وضعت نظاما خاصا يحمي اللاعبين من الإساءات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من تحول البطولة من فترة الصيف إلى فترة الشتاء، فإن قطر نفذت وعودها بشأن الملاعب بذات التفاصيل التي قدمت بها ملف الاستضافة، ما يعني الجودة في تنظيم الحدث مع مواكبة أحدث التطورات للاستضافة لتترك بصمة في تاريخ بطولات كأس العالم.واختبرت قطر ملاعبها ببطولة كأس العرب قطر 2021، واختبرت معها عملية التنظيم وتشغيل المنشآت، فحققت النجاح المطلوب، وأضافت نسخة فريدة لبطولات العرب أُقيمت على ملاعب مونديالية للمرة الأولى في تاريخ البطولة.وأكملت قطر جاهزيتها لتقديم نسخة استثنائية بكل المقاييس، تقام جميع مبارياتها في محيط كيلومترات محدودة، حيث سيدون التاريخ أنّ مونديال قطر 2022 هو الأكثر تقاربًا في المسافات بالتاريخ، ما يتيح للجماهير التي ستحضر المونديال تجربة فريدة من نوعها من خلال إمكانية حضور أكثر من مباراة في يوم واحد.وأدت جهود قطر إلى اعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للفيفا، في إضافة جديدة تحققها قطر للعرب بتعرف العالم على اللغة العربية والثقافة العربية، في الطريق إلى استضافة المونديال الذي سيكون تعويذته “لعيب” وكرته الرسمية “الرحلة”، وبطاقته “هيا” وأغنيته ” هيا هيا” ورسالته السلام ومنتخباته على موعد مع تحد فريد بنكهة عربية.
المقالات ذات الصلة
اترك تعليقاً