أكاديميات كرة القدم .. إدارة المواهب
بقلم د. أحمد أمين الشافعي
مدير عام أكاديمية النادي الأهلي السعودي لكرة القدم بجدة
في هذا المقال سوف نلقي الضوء على دور إدارة المواهب في كرة القدم وعلاقتها بالمراحل الأساسية لعملية إعداد وصقل الموهبة بداية مندرجة البراعم وحتى وصولها للفريق الأول:
حيث يتخلل المراحل الثلاثة السابقة عامل أساسي مُشترك يظهر بين كل مرحلتين متتاليتين، وهو “إدارة المواهب”، فنجد أنه يظهر بين مرحلتي الاكتشاف والتكوينمن خلالتحديد النواقص التي يحتاجها اللاعب الموهوب<<لكي يتم العمل على استكمالها، كذلك الفئة السنية التي يلزم توجيه اللاعب الموهوب للتدريب معها <<بما يضمن زيادة مستوى دافعيته للتدريب والتنافس، وبما يُحقق التحسين والتطوير في كافة الجوانب البدنية والفنية والعقلية، وغالباً ما يُعلن اللاعب الموهوب عن استعداده للتصعيد والانضمام للفئات السنية التنافسية في سن 13 إلى 15 سنة.
وبذلك نجد أن أحد أهم عناصر إدارة الموهوبين <<هو تصعيدهم للتدريب مع فئات سنية أكبر من الفئة السنية التي ينتمي لها اللاعب الموهوب، وهذا يحتاج إلى دراسة واقعية تتسم بالتنبؤ العلمي لقدرات الموهبة ومدى استعدادها للتجانس والتفاعل مع الفئات السنية الأكبر.
وفيما يلي استعراض لأبرز الموضوعات التي تتصدى لها عملية إدارة المواهب وتعمل على استيعابها والتعامل معها بالمرونة والضبط الكافي، وبما يواكب تحقيق الهدف الأساسي، وهو الارتقاء باللاعب الموهوب واتخاذ الإجراءات اللازمة لوصوله للفريق الاول :
* مراحل النمو المختلفة التي يمر بها اللاعب الموهوب، والتي قد تؤثر في بعض المراحل السنية على مستواه البدني أو الفني أو العقلي (يجب أن تكون محل اعتبار وتقدير)، حيث يتسبب عدم الإلمام بالمظاهر المختلفة لمراحل النموفي كثير من الأوقات.. الاستغناء عن العديد من المواهب الواعدة.
* مرئيات الأجهزة الفنية التي تتوالى على تدريب اللاعب الموهوب واختلافها، وبما قد يؤثر على مسار المُستقبل الفني للاعب الموهوب من حيث القناعات الفنيةوقدراته ومراكز اللعب التي يُجيد اللعب فيها،وبالتالي إعاقة عمليات تطويره الفني.
* المستوى الاجتماعي والثقافي والسلوكي للاعب الموهوب، ومدى استجابة اللاعب للانضباط والتطوير في كافة الجوانب، وبما يضمن اتمام تكوينه والتحاقه المُبكر بدرجة المُحترفين.
* برامج أسلوب حياة اللاعب المُحترف، والآليات اللازمة لتنفيذ هذه البرامج وتعويد اللاعبين الموهوبين على تطبيقها بشكل مُستمر.
* الدعم النفسي والرعاية المتكاملة للاعب الموهوب.
* الجوانب المادية لعقود اللاعبين المُحترفين التي تبدأ في سن مُبكر (18 سنة).
* الإعلام وما قد يؤثر سلبياً على تركيز اللاعب وتشويش تركيزه على التدريب وبذل مزيد من الجهد.
كما يظهر الدور الأبرز لإدارة المواهب بين مرحلتي التكوين والاستثمار في توقيت اتخاذ قرار انتقالها للفريق الأول، وهي تلك الفترة التي يُظهر فيها اللاعب الموهوب قدرات تمكنه من الالتحاق بالفريق الأول ومن ثم استكمال اعداده البدني والفني والعقلي في مرحلة المحترفين، وغالباً ما يُتخذ هذا القرار في المرحلة السنية ما بين 17 إلى 19 سنة.
حيث تقوم الأجهزة الفنية في المراحل السنية ( من 13 إلى 19 سنة )بدور هام وحيوي سواء في إعداد الموهبة الرياضية للانتقال للمراحل التنافسية الأعلى، والتي تتسم بالقوة والسرعة وشخصية اللاعب وذكائه،ومن جانب أخر في توقيت اتخاذ القرار بتصعيد اللاعب الموهوب لفئات سنية أعلى تتناسب وقدراته (عدم اقتصار الاستفادة من اللاعب الموهوب على الفئة السنية التي ينتمي لها).
* قناعة إدارة النادي باللاعبين الموهوبين اللذين يمتلكهم بقطاع الفئات السنيةوتوفير لهم الإمكانات والفرصة المُناسبة والكافية لتكوينهم وضم المتميزين منهم مُبكراً للتدريب بالفريق الأول.
* مدى دعم مدرب الفريق الأول لسياسة تصعيد اللاعبين الموهوبين الصغار والدفع التدريجي بهم (المحسوب) ضمن الهيكل الرئيسي للفريق الأول.
* توقيت إعطاء الفرصة الأولى للاعب الموهوب للمُشاركة مع الفريق الأول في المُباريات <<“وسوف نتناول تلك النقطة بتوسع في مقال مُنفرد مُستقبلاً“.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية إدارة المواهب تخضع كلياً لفلسفةمجالس إدارات الأندية من حيث رغبتها الحقيقية في الاستفادة من قطاع البراعم والفئات السنية بالشكل الذي يُلبي احتياجات الفريق الأول في الوقت الحاضر ومُستقبلاً دون الاعتماد الرئيسي على سياسة شراء اللاعبين المحترفين سواء المحليين أو الاجانب، وهذا يُعظم دور الأكاديميات باعتبارها المسئول الأول عن اكتشاف المواهب وتوجيهها وفقاً للمراحل التي تم استعراضها في بداية المقال.
وإجمالاً :: يُمكن وضع تعريف لإدارة المواهب على أنها كافة الإجراءات التنظيمية والفنية التي تتخذ بهدف المُحافظة على مسار إعداد اللاعب الموهوب وحتى وصوله للفريق الأول.
.. والله الموفق،،،