ورشة عمل الحكام الإماراتية تناقش فلسفة التحكيم وإدارة المباريات
دبي – هاني شوشة
شارك في ورشة العمل الثانية كلاً من بيير لويجي كولينا رئيس إدارة التحكيم في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي فاز 6 مرات بجائزة أفضل حكم عالمي، وأحد أفضل الحكام السابقين الذين أحدثوا تأثيراً ملموساً في الاتحاد الأوروبي، وعلي بوجسيم عضو مجلس إدارة مجلس دبي الرياضي، الحكم الأكثر خبرة في المنطقة، وشارك في تحكيم 3 بطولات كأس عالم، و الحكم الدولي الأوزبكي رافشان آرماتوف الذي شارك في التحكيم في نهائيات الاتحاد الأوروبي وكأس العالم للبرازيل، وبطولة العالم للأندية.
وتحدث علي بوجسيم في بداية الورشة عن أهمية تقديم الدعم للحكم، وأنه على كل الأطراف المعنية أن تقف مع المحكمين، وقال: “نحن نساعد اللاعبين ليظهروا مواهبهم كما نساعد الجمهور في أن يستمتعوا بمشاهدة لعباً نظيفاً، لكن الحكم هو الطرف الوحيد الذي لا يساعده أحد بل ويتعرض دائماً للانتقاد، فكل الأطراف تركض من أجل تحقيق هدف خاص بهم وينسون الهدف الأسمى وهو تطوير اللعبة، فيما نحن الطرف الوحيد المحايد في هذه اللعبة، ونحاول أن نقدم أفضل منتج”.
كما قدم بوجسيم شرحاً عن تركيبة العملية التحكيمية وقال أن العملية التحكيمة تنقسم إلى جزئين الأول الجانب إداري والثاني الجانب الفني، وشرح كيفية السيطرة على اللاعبين في حالة حدوث خطأ أو إذا حاول اللاعبين إضاعة الوقت، كما شرح كيفية أن يكون للحكم لغة يعبر بها عن قراراته يتفهم من خلال اللاعبين مدى حزم وجدية الحكم في اتخاذ القرار ومدى حجم الخطأ الذي ارتكب وذلك من خلال طريقة إطلاق الصافرة، كما وضح ضرورة أن يكون الحكم متابعاً لمساعديه حتى يكون جاهزاً لاتخاذ القرار، وأكد على أهمية أن يقوم الحكم بتقسيم مناطق الملعب إلى أجزاء لكل جزء أهميته الخاصة التي تختلف عن غيرها في اتخاذ القرارات.
وقال رفشان أرماتوف: “ان كل فريق فيه تقريباً 20 شخص يتدربون للفوز بالمباريات، وكل مدينة لديها العديد من الفرق، وكل فريق لديه آلاف المشجعين الذين يسعون خلفه للفوز، فيما الحكم هو الشخص الوحيد الذي يقع عليه عاتق المحافظة على حيادية المباراة، فعندما يكون في المباراة أكثر من 60 ألف متفرج على المستوى الدولي أو حتى 10 آلاف متفرج على المستوى المحلي في المدرجات، فإن ذلك يعطينا حافزاً أكبر للاستعداد الجيد للمباراة، ودائماً قبل أن ندخل إلى المباراة نسترجع جميع الأخطاء التي وقعنا فيها من قبل ونتعلم منها لكي نحسن من أدائنا، فالكل يتوقع من الحكم أن يكون شخصاً مثالياً لا يقع في الأخطاء، رغم أن اللاعبين والمدربين وحتى الجمهور يرتكبون الكثير من الأخطاء، ونحن أيضاً بشر ونقع أحياناً في الأخطاء، وكرة القدم لعبة سريعة جداً والخطأ وارد الوقوع فيه بسهولة، ورغم ذلك أقول أن الحكم لابد أن يكون رياضياً ولديه لياقة بدنية أكثر من اللاعبين أنفسهم ، وأن يصل إلى كافة أطراف الملعب قبل اللاعبين لكي يرصد كافة التحركات”.
ومن جانبه تقدم بيير لويجي كولينا بالشكر إلى مجلس دبي الرياضي على اهتمامه بالحكام وتخصيصه جلسة كاملة عن التحكيم الرياضي، وقال: “كنت مع علي بوجسيم في مونديال 2002، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وشهدنا الكثير من التغيير الذي حدث في قوانين التحكيم الدولي، لذلك أؤكد على أن الحكم لابد أن يتميز بلياقته البدنية العالية، لأنه في التسعينات كان الكثير من الحكام يكتفون بأن يتعلموا قواعد اللعبة فقط، لذلك وقوعوا في الكثير من الأخطاء وهذا سبب مشاكل كثيرة، بينما كنت أنا وعلي بوجسيم لدينا فلسفة أخرى بأنه الحكم يجب إلى جانب معرفته أن يكون لديه لياقة وتواجد في كل مكان بالملعب، وإذا حدث أي خطأ لابد أن يعرف به، حيث لن يكون للحكم عذر إذا وقع خطأ ولم يحتسبه بأن يقول لم أكن متواجداً ولم أرى ما حدث، والأمر المهم هو قدرته على معرفة التكتيك الذي يلعب به كل لاعب، وكل خطوة يقدم عليها، لابد أن يعرف الحكم كل شيء وكل ما يدور بالملعب حتى قبل وقوعه، وأن يلاحظ أدق التفاصيل للحركات التي يقوم بها اللاعبين في الخفاء، وأن يكون جاهزاً ومتحضراً لكل شيء وأن يتخذ قراراً سريعاً وحازماً حتى لا يقع في الأخطاء”.
وأضاف كولينا: “إن زيادة عدد المحكمين في المباراة هو أمر إيجابي لأن الحكم لا يستطيع السيطرة على كامل أجزاء الملعب خاصة التي تقع في منطقة الجزاء، فمن الصعب أن يتحكم شخص واحد في كل ما يدور بكل مناطق الملعب، كما أن الاتحاد الأوروبي يفكر في تنفيذ تقنية خط المرمى في البطولات المقبلة، وهذا القرار ليس ناتج عن تغير العقلية وإنما هو قرار صائب لمساعدة الحكم الرئيسي في السيطرة على هذه المنطقة الحساسة، وكما رأينا أن استخدام هذه التقنية قد لاقى نجاحاً في إيطاليا بعد تطبيق الاتحاد الإيطالي لها،والتي يسرت معرفة إذا كانت الكرة قد دخلت المرمى أم لا”.
واستكمل كولينا حديثه: “نحن لا نقوم بإيقاف الحكام على الإطلاق، فمن الضروري أن يجد الحكم من يحميه، حتى لو كان قد ارتكب خطأ جسيما في المباراة، فالأخطاء تحدث، وكل حكم يريد أن يظهر في المباراة التالية لكي يثبت للجميع أن أي خطأ ارتكبه ليس متعمداً وإنما حادثة عرضية، لذلك لابد أن نقوم بحمايته حتى يستطيع أن يؤدي عمله دون خوف”.
وفي إجابة على أحد الأسئلة عن ضرورة أن يتحدث الحكام إلى الإعلام قال: “السياسة التي نتبعها في (اليويفا) أن يتولى المتحدث الرسمي لليويفا الرد نيابة عن جميع الحكام، ولا يجب أن يظهر الحكم في مؤتمر صحفي بعد نهاية المباراة، لأن هناك العديد من الأسئلة التي تطرح عن القرارات التي تم اتخاذها خلال المباراة، والتي يجب على الحكم أن يراجعها وينظر فيها قبل أن يعطي أي رد، وإذا كان هناك أي اتحاد وطني اتخذ موقفاً مخالفاً فهذا هو قراره”.
وفي نهاية ورشة العمل قام د. خالد الزاهد عضو مجلس إدارة مجلس دبي الرياضي، نائب رئيس اللجنة المنظمة ومعه صالح أمين عضو مجلس إدارة مجلس دبي الرياضي وأنريكو بندوني بتكريم المتحدثين في الجلسة، كما شارك أعضاء مجلس دبي الرياضي والمتحدثين إلى جانب محمد عمر عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم، رئيس لجنة الحكام بالدولة، بتسليم شارات التحكيم الدولية 2016 إلى حكام كرة القدم ومساعدي الحكام، وحكام الشاطئية والصالات وكرة القدم النسائية بالدولة.