واصل سبعة أصدقاء ارتباطهم للعام الـ12 على التوالي في تحدي «الإعاقة البصرية»، بطموح التمثيل المشرف للمنتخب الوطني لكرة الهدف للمكفوفين، ورفع علم الدولة في الاستحقاقات الخارجية، جاء آخرها في بطولة غرب آسيا التي أسدل الستار عنها أخيراً في نادي عجمان لذوي الإعاقة، وتوج بلقبها المنتخب الأردني.
وارتبط كل من: عبدالرحمن البستكي، ولؤي النقبي، وأحمد العلي، وسعيد الكعبي، ونواف المسماري، ووليد البلوشي، ومحمد الحوسني، وغالبيتهم من موظفي الدوائر الحكومية في الدولة، بشعار التحدي منذ أن فتحت جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً أبوابها لهم قبل 12 عاماً، في خطوة مهدت لكسرهم حاجز الرهبة في ممارسة «كرة الهدف» التي تلعب بواسطة كرة بداخلها جرس يرشد اللاعبين إلى مسارها في أرضية الملعب، قبل انتقال البعض منهم إلى أندية الدولة، وتأسيس دوري ومنتخب وطني في هذه الرياضة الخاصة بالمكفوفين، والمشاركة في بطولات دولية.
وقال لاعب المنتخب لكرة الهدف للمكفوفين وإداري نادي خورفكان للمعاقين، لؤي النقبي، لـ«الإمارات اليوم» عن مشاركة المنتخب الأخيرة في بطولة غرب آسيا: «مثلت بطولة عجمان محطة جديدة لأعضاء المنتخب الذين تربطهم علاقة تمتد 12 عاماً في العودة لتمثيل منتخب الدولة في الاستحقاقات الدولية، خصوصاً أن مشاركتنا الخارجية الأخيرة تعود لعام 2019».
وأوضح: «غالبيتنا من موظفي الدوائر الحكومية، إلا أن عشق التحدي جمعنا على الدوام، ومنذ انخراطنا في جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً حرصنا على إيجاد المساحة اللازمة لخوض التدريبات والمباريات بطموح تمثيل منتخبات الدولة، خصوصاً أن الجمعية كانت نقطة انطلاقة العديد منا إلى أندية المعاقين، بما سمح بتأسيس دوري يضم أربعة أندية، واكتساب خبرات متواضعة نسبياً للارتقاء بمستوى الطموحات عند التمثيل الخارجي للمنتخب».
وأضاف: «رغم التحديات التي تفرضها احتمالية التعرض لإصابات بالغة كوننا نمارس اللعبة دون حاسة البصر، فإن كرة الهدف كانت العامل المشترك في تحفيزنا كأصدقاء وأعضاء منتخب على مواصلة العطاء، والحرص على تمثيل منتخب الدولة في الاستحقاقات المهمة، وطموحاتنا كبيرة رغم الإمكانات المتواضعة على صعيدي الدعم والزاد البشري في الوصول إلى الآليات الصحيحة التي تضمن تطوير هذه اللعبة التي تعاني شأنها شأن الألعاب الجماعية سواء للأسوياء أو أصحاب الهمم من غياب الدعم المادي المطلوب، والافتقار إلى الاستراتيجيات طويلة الأمد التي توفر لها الزاد البشري من حيث الكم والنوع لأعداد ممارسيها».
وأشار النقبي إلى المعوقات التي تقف أمام تطوير المنتخب، وقال: «عدم وجود دوري قوي قادر على تطوير اللاعبين يقف عائقاً أمام الارتقاء بآليات تطوير اللعبة، إذ إن وجود دوري منتظم يقام تحت إشراف اللجنة البارالمبية الأولمبية قادر على الارتقاء بآليات التطوير، وحتى كسر النمطية في تكرار الوجوه ذاتها في المنتخب، بما يضمن لاحقاً إفراز جيل جديد من المواهب القادرة على رفد (الأبيض) بالكم والنوع المطلوبين، وبالتالي الارتقاء بمستوى الطموحات وحصد النتائج التي نصبو إليها، خصوصاً أن مشاركتنا الحالية في (غرب آسيا) اكتفى خلالها المنتخب بالمركز الخامس، ولم يوفق في ظل فوارق الخبرات التي فصلتنا عن المنتخبات الأربعة الكبار في التأهل للأدوار النهائية».
وتابع: «لم يكن لمشاركتنا الحالية أن يكتب لها عوامل النجاح دون دعم اللجنة البارالمبية الوطنية التي وفرت لنا سبل الدعم في تجمعاتنا الداخلية، والتوجه إلى معسكر خارجي في تايلاند مطلع العام الجاري امتد 16 يوماً، إلا أن فارق الخبرات صب في بطولة (غرب آسيا) الحالية في صالح المنتخبات التي تمتلك في بلدانها دورياً قوياً لـ(كرة الهدف)، منها المنتخب السعودي المنتقى بلاعبيه من 13 نادياً، ودوري يقام بنظامي الصعود والهبوط للدرجتين الأولى والثانية».
ولفت النقبي الانتباه إلى افتقار المنتخب للمشاركات الخارجية التي تؤمّن تجارب احتكاك هدفها وضع الأجهزة الفنية لـ(الأبيض) على دراية تامة بمدى تطور المنتخبات في المنطقة، وقال: «تعود المشاركة الأخيرة للمنتخب إلى عام 2019، ويقتصر نشاطنا كلاعبين على البطولات المحلية غير الكافية للارتقاء بآليات التطوير».
وأكمل: «نحتاج خطط عمل تؤمّن على الأقل مشاركتين خارجيتين للمنتخب توفران تجارب الاحتكاك التي نبحث عنها، خصوصاً أن (كرة الهدف) للمكفوفين من الرياضات التي يحتاج لاعبوها إلى استمرارية خوض المباريات التي تؤمن لهم الحفاظ على حساسية الكرة، بجانب تعزيز عناصر التجانس والانسجام في التواصل وحركة اللاعبين على أرضية الملعب، كوننا نستند في ممارسة اللعبة إلى حاسة السمع وحدها لمعرفة مسار الكرة التي يسددها المنافسون، ومحاولة التصدي لها ومنع دخول الهدف».
وطالب النقبي في ختام حديثه بضرورة توفير جهاز فني متفرغ لتدريب منتخب «كرة الهدف»، وقال: «دخل المنتخب بطولة غرب آسيا دون المدرب الأساسي الذي يقتصر تواجده مع الأبيض على المشاركة في بطولات خارجية، إذ إن اعتذار المدرب لظرف طارئ عن عدم القدوم إلى الإمارات دفعنا للاتكال على خدمات المدرب المساعد».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news