حينما تصل الكرة إلى أقدام لاعب فريق العين لكرة القدم، المغربي سفيان رحيمي في الجزء الخاص بملعب المنافسين فإن جماهير فريقه تترك مقاعدها لتقف على أقدامها حتى لا يفوتها أي فاصل من المتعة التي يقدمها ولا الخطورة التي يمكن أن تصدر منها سواء إذا حاول التسديد باتجاه المرمى أو قرر التمرير لزميله، وفي كلتا الحالتين يشعر رحيمي بحالة من الرضا عن ما يقدمه لكونه يؤمن بأن الفرد مسخر لخدمة المجموعة وأن ذلك يوضح مدى أهمية «القلوب الصافية» في تحقيق المعجزات.
وقال سفيان رحيمي لـ«الإمارات اليوم»: «كلمة السر في تحسن نتائج الفريق تعود للمجموعة أختصرها لك في كلمة واحدة وهي مجموعة اللاعبين والجهازين الفني والإداري الذين هم على قلب واحد، (القلوب صافية) لذلك فإن الأمور تسير معنا بشكل جيد ونحن حالياً ننافس على كل الجبهات، في كرة القدم إذا لم تكن قلوب اللاعبين مع بعضها البعض فإن الفريق لا يمكنه السير في الطريق الصحيح».
وأضاف اللاعب الدولي المغربي أن «الزعيم» يسير حالياً في الطريق الصحيح وخطة الاهتمام بكل مباراة على حدة تؤتي أكلها، موضحاً: «نحن لا نفكر بعيداً وإنما نأخذ التحديات مباراة بمباراة، لا يجب أن نفكر في اللقاءات قبل أن يحين موعدها، بالتأكيد لدينا مواجهات صعبة ومهمة تنتظرنا».
ولا يرى لاعب فريق الرجاء المغربي السابق أن عليهم تحديد منافسة لحالها والتركيز عليها من أجل التتويج بلقبها، ورداً على سؤال حول البطولة الأقرب بالنسبة لهم قال: «كل البطولات قريبة من العين وجميعها علينا أن نكون منافسين على تحقيقها».
وسجل اللاعب في موسمه الأول مع نادي العين ثمانية أهداف في 23 مباراة بدوري أدنوك للمحترفين أسهمت بشكل مباشر في تحقيق «الزعيم» للقب، فيما تطور في الموسم الحالي إذ سجل تسعة أهداف في 17 مباراة فقط، وكان لافتاً أن المغربي يحسن اصطياد شباك خصومه إذ يسجل الأهداف في مرمى الأندية صاحبة الوزن الثقيل «الشارقة، الوحدة، والجزيرة».
وقال سفيان رحيمي بلهجة متواضعة: «بالنسبة لي لا أقرر اختيار شباك فرق بعينها، إذا شاهدت جدول المباريات فإنك سترى أنني سجلت في عدد من الأندية، هنالك فرق لم أزر شباكها حتى الآن، عموماً أنا سعيد لكوني سجلت في شباك بعض الفرق الكبيرة».
وبدا لافتاً درجة الانسجام الكبيرة في خط المقدمة بينه وبين زميله الدولي التوغولي لابا كودجو الذي جدد عقده أخيراً مع الفريق بعقد طويل الأمد بعد أن كان هدفاً للكثير من الفرق خصوصاً مع تألقه في الموسم الجاري، ويكمل اللاعب حالياً موسمه الثاني لكن أكثر ما يرى أنه قد ساعده في التأقلم هو تسجيل الأهداف المبكر التي ساعدته على دخول قلوب الجماهير.
وقال الدولي المغربي إنه يشعر بأنه في بلده الثاني وليس في مكان مختلف عن وطنه وذلك لأنه يحظى بالمعاملة نفسها التي كان يجدها في بلاده سواء كان ذلك داخل الملعب أو خارجه، وقال: «منذ وصولي إلى هنا لم أشعر بالغربة وأنا سعيد لأنني سجلت أهدافاً في بداية مشواري ساعدتني في أن أدخل ليس لقلوب العيناوية فقط وإنما للكثيرين الذين يحبون سفيان وأنا أيضاً أبادلهم الشعور ذاته».
وتحول سفيان (26 عاماً) من مجرد ابن لحامل أمتعة لاعبي فريق الرجاء المغربي، يحلم بأن يصبح فقط جامعاً لكرات الفريق في ملعب محمد الخامس، إلى لاعب مؤثر في تشكيلة الفريق نفسه، قبل أن يحصل على عرض للاحتراف في نادي العين الذي انتقل لصفوفه الموسم الماضي.
وإذا تمكن سفيان رحيمي من الاستمرار على المنوال ذاته في تسجيل وصناعة الأهداف واعتلاء منصات التتويج مع فريق العين فإنه سينضم لنخبة من أساطير كرة القدم المغربية الذين تشرفوا بارتداء قميص العين، على غرار مصطفى حاجي وسفيان العلودي وأحمد نجاح، وعبدالمجيد اسحيتة.
سأجتهد للحصول على عقد طويل الأمد
أكد لاعب فريق العين، سفيان رحيمي أنه هو الآخر يرغب في الارتباط مع فريق العين بعقد طويل الأمد على غرار زميله التوغولي لابا كودجو الذي مدد تعاقده مع «الزعيم» خلال الشهر الجاري. وقال رحيمي: «بالنسبة لي لا أفكر في العقود، كل ما يشعل تركزي هو كيف أن أقدم أفضل مستوى لي، العقود وهذه الأمور تأتي مع الأداء الجيد في المباريات، بالتأكيد أتمنى أن أكمل مشواري في فريق العين، أي لاعب يريد أن يكون جزءاً من هذا النادي، ما يمكنني قوله لك هو أنني سأسعى لتقديم أفضل ما لدي من أجل أن أحصل على عقد جديد هنا».
عائلتي بسيطة.. وأحلامي كبيرة
روى لاعب فريق العين نشأته في عائلة بسيطة وكيف أن والديه ظلا على الدوام يؤديان واجباتهما تجاه الأسرة، وأن والده عمل في نادي الرجاء البيضاوي حاملاً للأمتعة لتوفير لقمة العيش لأسرته، وأن والدته كانت تدفع له مصاريفه الدراسية من الهبة المالية الشهرية الخاصة بها والتي تتلقاها من الملك محمد السادس. وقال سفيان رحيمي إنه من عائلة بسيطة، وأن هذه النشأة تجعله يسعى باستمرار من أجل أن يقدم أفضل ما لديه وأن يرد لهم شيئاً ولو بسيطاً من الجميل، لافتاً إلى أن لم يتوقف عن الدراسة وأنه حالياً يدرس في كلية الدار البيضاء في تخصص الآداب.
سفيان رحيمي:
«نأخذ التحديات مباراة بمباراة.. يجب ألا نفكر في اللقاءات قبل أن يحين موعدها».
أهداف رحيمي في موسمين مع العين:
الأول: 8 أهداف في 23 مباراة بالدوري.
الثاني: 9 أهداف في 17 مباراة حتى الآن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news