توفيت مشجعة رجاوية، (29 سنة)، أول أمس السبت، وهي التي كانت تتأهب للدخول إلى المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، لمناصرة الرجاء الرياضي في مباراته ضد الأهلي المصري، لحساب إياب دور ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، الذي أقصي منه “النسور”، بعد هزيمتهم في الذهاب بالعاصمة المصرية القاهرة، بهدفين لصفر، وتعادلهم في الإياب صفر لمثله.
وتعرضت المشجعة الرجاوية (ن. ز)، حسب شهود عيان، لاختناق بعد عملية تزاحم كبيرة أمام إحدى أبواب ملعب محمد الخامس المؤدية إلى المدرجات، قبل أن تسقط مغمية عليها، حيث وجد المناصرون القريبون منها صعوبة في إخراجها من وسط الزحام، قبل أن تتدخل السلطات الأمنية التي أخبرت نظيرتها الطبية المرابطة بمحيط المركب الرياضي للتدخل على الفور، حيث حلت مباشرة بمجرد إشعارها بالحادث، إذ تم تقديم الإسعافات الأولية للمعنية بالأمر بعين المكان، قبل أن يتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي مولاي يوسف لتلقي الإسعافات اللازمة، حيث تمت معاينة وفاة الضحية.
وفور إعلان وفاة المشجعة الرجاوية تم فتح بحث من قبل المصالح المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن ظروف وملابسات الحادث، الذي كاد أن يرتفع عدد الضحايا فيه، لولا الألطاف الإلهية، جراء الازدحام الذي شهدته أبواب الملعب، سواء المؤدية إلى المدرجات العادية أو المنصة.
وكشف مصدر مطلع لـ”الأخبار” أن عدد التذاكر التي راجت في محيط المركب الرياضي فاق عدد الحضور، وهي التذاكر التي امتزجت فيها الرسمية بالمزورة، إذ وجد رجال الأمن صعوبة في تأمين عملية إيقاف دخول المناصرين الحاصلين على تذاكرهم والملعب مملوء عن آخره، حيث تجمهر عدد كبير منهم أمام الأبواب المؤدية إلى مدرجات الملعب، وعبروا عن رغبتهم في الولوج، حيث تم منعهم خوفا من كارثة أخرى داخل الملعب، خاصة أن المسؤولين الأمنيين عمموا قرارهم على جميع الدوريات بإيقاف عملية الدخول إلى الملعب، لأن الأخير امتلأ عن آخره ثلاث ساعات قبل انطلاق المباراة، وبات عدد الجماهير يفوق طاقته الاستيعابية.
ووجد رجال الأمن أنفسهم أمام إلزامية استعمال المدرعات المائية لتفريق الأنصار الراغبين في دخول الملعب، خاصة فئة بات الشغب والقوة سبيلهما الوحيد للولوج إلى الملعب، ما جعل السلطات تستعمل بعضا من مدرعاتها لتفريق المناصرين، خوفا من كارثة إنسانية وسط مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس.
وكادت الأمور أن تتخذ مجرى آخر، بعد دخول فئة من المناصرين في عمليات شغب ضد عناصر الأمن، بإلحاحهم على ولوج الملعب، دون الالتزام بأوامر المسؤولين، ما جعل مجموعة من الجماهير، خاصة النساء وصغار وكبار السن، يقعون في إغماءات جراء التدافع الذي تحول إلى موجة غضب كاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية بوقوع ضحايا وإصابات أكثر من العدد المعلن عنه سالفا من طرف السلطات.
إعداد: يوسف أبوالعدل