رياضة العرب | Arabs-Sport

سمع عبد الرحمان نداء على أثير إذاعة طنجة لمساعدة الحمداوية المهددة بالإفراغ فتوجه إلى مقر الإذاعة وسدد واجبات الإيجار 

حسن البصري

هل كانت لعبد الرحمان علاقة بالمجتمع الطلابي؟

كان مجموعة من الطلاب المغاربة في فرنسا يترددون على بلمحجوب، أبرزهم أحمد العسكي الذي تعهد زوجي بدعمه ماديا خلال فترة دراسته، وكان أحمد عاشقا للوداد وحريصا على متابعة المباريات التي يلعبها عبد الرحمان. وحين أنهى العسكي مساره الدراسي وحمل شهادة عليا عينه الملك الحسن الثاني مديرا عاما لميناء الدار البيضاء، فتذكر صديقه عبد الرحمان بلمحجوب فساعده على امتلاك المطعم الشهير الذي يحمل اسم «الميناء». سيتقلد أحمد مناصب وزارية وسيرأس شركة الخطوط الملكية الجوية في بدايتها. كان واحدا من كبار السياسيين في المغرب، دون أن ينسى فضل بلمحجوب الذي لم يدخل عالم السياسة وظل حريصا على لعب الكرة فقط.

رد جميل؟

تجاوزت علاقتنا حدود علاقة بين مغربي مهاجر وطالب مهاجر، وامتدت إلى العائلة، تقاسمت مع لورانس، زوجة العسكي، العديد من الذكريات في باريس والدار البيضاء. ولأن حب الوداد كان يجمع أحمد بعبد الرحمان وكذا الانتماء للمدينة القديمة وتحديدا حي سيدي فاتح، وحياة الغربة المشتركة، كلها عوامل ساعدت على تمتين عرى الصداقة بيننا. مسار العسكي شبيه بمسار بلمحجوب، فقد خفق قلباهما في باريس، ولهذا كان التيار يمر بيننا. لورانس تتحدر من أسرة أرستقراطية، وكانت رفيقة العسكي من أول المشوار إلى نهايته. كانت الزوجة الفرنسية مستشارة خاصة للعسكي، وقامت بإدارة كثير من نشاطاته، سيما في الجانبين الجمعوي والسياسي، ففي بيته تم التخطيط لودادية مهندسي القناطر والطرق، التي ترأسها في فترة بداية الستينات. لهذا لا يمكن الحديث عن رد للجميل لأنها علاقة ولدت في باريس وترسخت في الدار البيضاء وفيها عدة أمور مشتركة.

هل ظلت العلاقة بين بلمحجوب والعسكي قائمة حين أصبح هذا الأخير واحدا من خدام الدولة؟

بلمحجوب من خدام الدولة أيضا، ألم يكن مدربا للمنتخب المغربي لكرة القدم؟ ألم يكن سفيرا للكرة المغربية في فرنسا؟ ثم إنه في زمن مضى كان كثير من الوزراء ينتمون لعالم الرياضة وكرة القدم خصوصا، أعرف عدة وزراء وداديين، أولهم عبد القادر بن جلون أول وزير للمالية في أول حكومة، وعبد الرحمن الخطيب، الذي ترأس الوداد، وهو شقيق صديق محمد الخامس الطبيب الجراح والسياسي عبد الكريم الخطيب، أعتقد أنه كان وزيرا للداخلية، وأسماء أخرى ربطتها علاقات بزوجي الراحل على غرار بنسالم الصميلي وحتى الوزراء الرجاويين ربطتهم علاقات متينة بعبد الرحمان، خاصة أبناء المدينة القديمة، من قبيل المعطي بوعبيد. لكن الوزير الأكثر حبا للوداد وإصرارا على معرفة نتائجه حتى خلال مهامه الخارجية، هو أحمد العسكي، الذي كان عاشقا للفريق الأحمر رفقة أفراد أسرته بالمدينة العتيقة للدار البيضاء، علما أن أحمد لعب في صفوف «اليسام»، الفريق الذي كانت ترعاه سلطات الحماية الفرنسية وكان يضم في صفوفه خيرة اللاعبين المغاربة والأجانب، على غرار شقيقه عبد اللطيف الذي لعب بدوره لـ«اليسام» وعلال الذي لعب للفريق نفسه قبل حله، إلا أنه أصبح لاعبا دوليا في لعبة الريكبي.  ليست الرياضة الشغل الشاغل لأفراد عائلة العسكي، بل إن الدراسة كانت في المقام الأول.

ما حكاية بلمحجوب والحمداوية؟

تعرفت على المطربة الحاجة الحمداوية في باريس، وكانت تمثل نمطا آخر في فن العيطة الذي له جمهوره طبعا، كما كانت تغني في ملهى في ملكية اليهودي المغربي سليم لهلالي بمدينة الدار البيضاء، لكن الظروف قست على هذه الفنانة فأصبحت مهددة بالسجن بسبب تراكم ديونها، إلا أن الصدف الجميلة شاءت أن يكون عبد الرحمان من مستمعي إذاعة طنجة، وفي إحدى الحلقات استضاف خالد مشبال المغنية الشعبية الحاجة الحمداوية، التي تحدثت عن وضعيتها الاجتماعية المزرية وتهديدها من مالك الشقة التي كانت تقطنها في طنجة ووعيده بطردها من البيت مانحا إياها مهلة 24 ساعة لتسديد واجب الكراء المتراكم عليها. أنصت زوجي لمأساتها، فقرر الانتقال إلى مدينة طنجة على وجه السرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. حدد موعدا مع مشبال وتوجها إلى مسكن الفنانة، وتمت تصفية الديون بفضل نداء على أثير الإذاعة. منذ ذلك الحين قررت الحمداوية مغادرة طنجة التي أقامت فيها سبع سنوات.

سيحصل عبد الرحمان على وسام ملكي سفيرا للكرة المغربية في فرنسا..

في كل مناسبة رياضية كان للاعبي كرة القدم نصيب الأسد من الأوسمة والنياشين، حين كانوا يرفعون العلم المغربي خفاقا في المحافل الرياضية، قبل أن يدخلوا مجالات أخرى، خاصة مجال التدريب. في عهد الملك الراحل محمد الخامس، وجه القصر الملكي برقية مستعجلة إلى رئيس نادي مونبوليي الفرنسي، يطلب منه السماح للاعب عبد الرحمان بلمحجوب بالحضور على وجه السرعة إلى الدار البيضاء لتسلم وسام ملكي قبل انطلاق أول مباراة نهائية لكأس العرش جمعت المولودية الوجدية بالوداد البيضاوي، وكان من بين الموشحين الأب جيكو. كانت أول مباراة لنهائي كأس العرش يحتضنها المغرب بعد استقلاله، ومباشرة بعد المباراة استقل عبد الرحمان الطائرة عائدا إلى فرنسا لالتزامه بمباراة هامة في الدوري الفرنسي، وأقام النادي احتفالا على شرف عبد الرحمان بهذه المناسبة.

سامبو لا يهمني لقب الهداف أبحث فقط عن التأهل

Exit mobile version