حال الاتحاد .. المرض والتشخيص والعلاج
كتب: وائل منتصر
لن نتحدث هنا عن أمور تخص نادي الاتحاد أكل عليها الدهر وشرب وقتلت بحثاً وتدقيقاً .. لكننا حالياً داخل عيادة طبيب معالج يكشف عن المريض ويشخص حالته التي قد تكون أصبحت مستعصية، لكن يبقى الأمل دائماً في العلاج.
إذا سألت أي إنسان عادي عن عناصر نجاح أي فريق سيلخص الإجابة في الآتي: أن يملك أولاً قاعدة جماهيرية كبيرة، وأن يملك إدارة تقود سيفنته من نجاح إلى نجاح، وأخيراً مدرب مع مجموعة من اللاعبين يملك كل فرد منها الاتزان الشخصي والفني وأيضاً الأخلاقي.
مرض الاتحاد للأسف أصبح في كل ما سبق، فحينما تتعطل كل أجهزة الجسم يصبح العلاج مستحيل، فالجماهير أصابتها العدوى من كثرة الأحاديث الإعلامية والأخبار المثيرة للجدل والوعود التي لا ترى النور.
أما عن الإدارة فهي دائماً ما تواجه النقد والإهانات مع كل إخفاق، تماماُ مثلما تواجه شلالاً من كلمات الإشادة والثناء وقت النجاح والفوز، وتبقى نوعية المدرب ولاعبي الفريق الذين يعملون مثل خلية النحل،إذا توقفوا ماتت الخلية كلها وأصابها العفن ولزم بترها.
هل لأحد أن يتخيل أن كل ماسبق يعاني منه فريق كبير مثل الاتحاد على مدار أكثر من 8 سنوات؟ فجماهير العميد أصبحت تفرح فقط بالفوز على المنافسين الكبار ونسيت بفعل فاعل أن هناك الهدف الأكبر وهو البطولات!
أزمة الاتحاد التي تحولت لحالة مرضية لن تنصلح إلا بمصارحة ومحاسبة للجميع بداية من الإدارة وحتى أصغر فرد في النادي، فهناك أندية عدة عانت من التراجع لكن فرقها كانت تدافع عن شعار النادي حتى الموت، وتحولت الهزائم التي تعرضت لها إلى بطولات تتحقق بأقدام نفس اللاعبين.
الاتحاد لا يملك موارد مالية والجميع يعرف هذا الأمر، ورغم ذلك يسعى دائماً لجلب لاعبين من كل بقاع الأرض فقط من أجل الشو الإعلامي ومحاولات تسويق الفريق إعلانياً وجذب الرعاة، لكن أحد لم يسأل من أين ستدفع رواتب اللاعبين السعوديين من الأساس قبل أن يفكر هؤلاء في الأجانب!
أخيراً .. لا تنتظروا الاتحاد قريباً مهما حاول البعض علاج عضو من أعضاء جسد هذا العملاق، لكن إذا أراد أحدكم العلاج فيجب بتر الأعضاء المريضة في هذا الجسد الذي ظهرت عليه الشيخوخة وهو في عز شبابه وإلا فالموت مصيره بلا رجعة.