عادي
13 ديسمبر 2023
12:21 مساء
دخلت كرة القدم التركية في أزمة بعد تعليق مباريات الدوري حتى إشعار آخر، إثر تعرّض أحد الحكام للكمة من قبل رئيس أنقرة غوجو بعد التعادل 1-1 مع ريزه سبور، بحسب ما أعلن اتحاد اللعبة.
وقام فاروق كودجا، رئيس نادي أنقرة غوجو والمرشّح المحتمل لرئاسة بلدية العاصمة، بتوجيه لكمة قوية إلى الحكم خليل أوموت ميلر على وجهه في أرض الملعب بعد المباراة التي أقيمت الاثنين، مما أدى إلى إصابة قوية للحكم في عينه.
وفضلاً عن تعليق المباريات حتى إشعار آخر، وضعت المحكمة، كودجا واثنين آخرين، رهن الحبس الاحتياطي بتهمة «إصابة وتهديد موظف عمومي».
وأظهرت لقطات من الحادث المأساوي كودجا وهو يركض بسرعة نحو الملعب مع مجموعة من الرجال، قبل أن يوجّه لكمة للحكم الأساسي إثر إطلاق صافرة النهاية.
وبدا كودجا غاضباً من الحكم بعد تسجيل الخصم هدف التعادل في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع 1-1.
وسقط ميلر أرضاً بعد اللكمة ومن ثمّ بدا أنّه تعرض للركل مرات عدّة في ظل حالة من الفوضى.
وظهر الحكم البالغ 37 عاماً واقفا بعد لحظات عدّة وعينه اليسرى متشحة بالسواد ومنتفخة.
وقال الحكم في بيان «لكمني فاروق كودجا تحت عيني اليسرى، فسقطت أرضاً. وفيما كنت على الأرض ركلوني على وجهي وأجزاء أخرى من جسمي».
تابع «قال كودجا لي ولزملائي الحكام سأقضي عليكم. وتوجّه إلي مباشرة قائلاً سأقتلك».
بدوره، قال كودجا لتلفزيون «بياز» بعد المباراة «لقد أصبت بالجنون».
وتابع «لقد انطفأ بصري! لا أتذكر ماذا فعلت!»
وتصدرت الحادثة كافة العناوين في الصفحات الأولى من أبرز الصحف التركية في البلاد التي تتميز بشغف كبير تجاه كرة القدم ولا يخفى على أحد وجود ارتباطات سياسية لها.
من جهته، قال الاتحاد التركي «هذا الهجوم الدنيء لم يستهدف فقط خليل أوموت ميلر».
وتابع «اليوم، تم تنفيذ هذا الهجوم اللاإنساني والخسيس ضد جميع الأطراف المعنية بكرة القدم التركية».
وأردف «بالتنسيق مع دولتنا، تم اتخاذ كافة الإجراءات الجنائية بحق المسؤولين والمحرضين على هذا الهجوم اللاإنساني».
وأضاف البيان «النادي المسؤول ورئيس النادي ومديروه وجميع المجرمين الذين هاجموا خليل أوموت ميلر سيعاقبون بأشد الطرق.
وأوضح: بموجب قرار مجلس إدارة الاتحاد التركي لكرة القدم، تأجلت المباريات في جميع الدوريات إلى أجل غير مسمى.
طموحات سياسية
من جهته، وصف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو حادثة الاعتداء على الحكم بـ«غير المقبولة أبداً».
وقال إنفانتينو في بيان: ليس هناك من مكان للعنف في كرة القدم، على الملعب أو خارجه.
وتابع: الأحداث التي أعقبت المباراة في الدوري التركي الممتاز بين أنقره غوجو وريزه سبور غير مقبولة إطلاقاً، ولا مكان لها في رياضتنا أو مجتمعنا.
وأضاف: من دون حكام المباريات، ليس هناك من كرة قدم. الحكام، اللاعبون، المشجعون والمدربون يجب أن يكونوا في مأمن ومحميين، وأدعو السلطات المعنية إلى ضمان تنفيذ واحترام ذلك على كل المستويات.
ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحادث الذي وقع في العاصمة أنقرة.
وكتب أردوغان على منصة إكس (تويتر سابقًا): «الرياضة تعني السلام والأخوة. الرياضة لا تتوافق مع العنف».
وأضاف: «لن نسمح أبداً بحدوث أعمال عنف في الرياضة التركية».
تُعرف الكرة التركية بشغفها الذي غالباً ما يتحوّل إلى حوادث عنف.
وسبق أن ألقت محكمة محلية القبض لفترة وجيزة على 19 شخصاً متورطين في شجار اندلع خلال مباراة في دوري الدرجة الثانية في نوفمبر من العام الماضي.
ولعب فريق بورصة سبور من الدرجة الثانية سبع مباريات في وقت سابق من هذا العام خلف أبواب موصدة.
ويُعد رئيس نادي أنقرة غوجو مثيراً للجدل، وقال كودجا لأحد المراسلين هذا العام إنه قد يفكر في الترشح لمنصب رئيس البلدية كمرشح في الانتخابات البلدية التي تخضع لرقابة وثيقة والمقرر إجراؤها في 31 مارس.
وقال كودجا في تصريح سابق: أعلم أن اسمي مذكور في استطلاعات الرأي العام. ولم أتقدم للترشح. لكن إذا كلفت بمهمة فلن أقول لا.
وتابع: إذا تم تكليفي بمهمة كرئيس لبلدية العاصمة، فسوف أفعل ما هو ضروري.
http://tinyurl.com/47hreejc