يجسد نادي «دبي لأصحاب الهمم»، نموذجاً حياً، لعزيمة أبناء الإمارات، نحو الريادة وقيادة المجتمع الدولي في شتى المجالات، بعد أن نجح في التحوّل من لجنة رياضية مكونة من خمسة أفراد في عام 1992، إلى أن يصبح النادي الأول على مستوى العالم.
وأكد رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، والمدير التنفيذي لنادي «دبي لأصحاب الهمم» ماجد العصيمي، أن «المكانة التي أصبح عليها النادي، والثقة الممنوحة لبطولاته لاسيما (فزاع الدولية) من قبل الاتحادات واللجان البارالمبية، لم يكن ليتحقق دون الدعم الكبير المقدم للنادي من أصحاب السموّ الشيوخ، بجانب المساهمة الفاعلة لشركاء النجاح من الشركات الوطنية والخاصة في دعم الأحداث والأنشطة التي يستضيفها النادي».
وقال العصيمي لـ«الإمارات اليوم»: «رغم البداية في عام 1992 التي اقتصرت على لجنة مكونة من خمسة أشخاص اتخذت من مستشفى راشد مقراً لها، إلا أن عزيمة أبناء النادي المستندة إلى دعم حكومي، كانت وراء القدرة على الانتقال في عام 2000 إلى المقر الحالي، مع منشآت متواضعة نسبياً، قبل مواصلة العمل والتوسع في البنى اللوجستية، الذي تكامل مع جني ثمار نجاحات بطولات (فزاع الدولية) في أن يصبح (دبي لأصحاب الهمم) أيقونة الأندية على الساحة العالمية».
وأوضح: «عند الانتقال إلى مقر النادي كانت الإمكانات المادية والفنية متواضعة جداً، إلا أن هذه التحديات لم تقف عائقاً أمام أعضاء النادي للانطلاق إلى آفاق عالمية أرحب، مستندة في خطواتها على الدعم الكبير المقدم من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ورعايته لبطولات (فزاع الدولية) التي استهلت في 2009، وأسهمت في جعل دبي قبلة أولى لرياضة أصحاب الهمم على الساحة الدولية، خصوصاً أن أغلبية هذه البطولات حالياً باتت مؤهلة للدورات البارالمبية».
وأشار العصيمي إلى أن «إصرار رياضيي نادي (دبي لأصحاب الهمم)، بدا جلياً منذ البدايات، في الحرص على إهداء الدولة العديد من الإنجازات، خصوصاً في الدورات البارالمبية، في رسالة للمجتمع الدولي حول قدرة أبناء الإمارات على الريادة عالمياً».
وقال العصيمي: «وضع النادي منذ تأسيسه رؤية واضحة تمحورت حول (ريادة عالمية في خدمة أصحاب الهمم)، لينجح رياضيو النادي سريعاً في فرض حضورهم منذ المشاركة الأولى في الدورات البارالمبية، وتبلورت بشكل واضح في (بارالمبية أثينا) 2004، بتتويج ثلاثة من رياضيي النادي بالميداليات، هم: مانع خليفة ومحمد خلفان ومحمد خميس، وتواصلت تلك الإنجازات في الدورات التي تلتها».
وأضاف: «مخرجات بطولات (فزاع الدولية)، لم تقف عند الجانب الرياضي فحسب، بل مثلت رسالة مجتمعية، في أن يصبح أبطال هذه الرياضات سفراء لأصحاب الهمم في المجتمع الإماراتي، وتسليط الضوء على هذه الشريحة المجتمعية في الإمارة، مستندين إلى مبادرات ارتكزت على أن المنافسات الرياضية تمثل الوسيلة الأسرع لتحقيق الدمج المجتمعي».
وأوضح: «بعد أربع سنوات من نجاحات بطولات (فزاع الدولية)، وزيادة رقعتها، جاءت المبادرة الأسمى، التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في 2013 (مجتمعي مكان للجميع)، وإصدار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، القانون رقم (2) لعام 2014، بشأن ذوي الإعاقة في دبي، في مبادرات ونظم سرّعت من وتيرة الاندماج المجتمعي، وتحويل دبي إلى مدينة صديقة لـ(أصحاب الهمم) وأخذ مكانتها وريادتها على الساحة الدولية».
وتابع: «لم تقف إنجازات أبناء النادي على المنافسات الرياضية فحسب، بل في شغل مناصب إدارية عليا على المستويين الإقليمي والدولي، بجانب تحول النادي إلى مقار للجان دولية، من ضمنها اتخاذ اللجنة البارالمبية الآسيوية من دبي مقراً لها».
وأكمل: «التوسعات الأخيرة أسهمت في تحويل (دبي لأصحاب الهمم) إلى صرح حيوي، يمتلك في جانب منه أحد أهم وأكبر الملاعب العالمية الصديقة لأصحاب الهمم، ويتضمن مضماراً لألعاب القوى بتسعة مسارات، وهو مفروش بطبقة (موندو) الأحدث في هذا النطاق، والتي تم اعتمادها من الاتحاد الدولي، لتقام عليها منافسات ألعاب القوى في كل من الدورات البارالمبية، في (لندن 2012) و(ريو دي جانيرو 2016) و(طوكيو 2002)، خصوصاً أن هذا المضمار يستضيف سنوياً بطولة (فزاع الدولية) لألعاب القوى ضمن سلسلة (الجائزة الكبرى) المؤهلة للدورات البارالمبية». واختتم: «يضم النادي أيضاً مسبحاً بمواصفات أولمبية وعالمية، كما اتجهت إدارة النادي منذ عام 2019، لتطوير وتحديث صالة اللياقة البدنية التي تعد إحدى أضخم الصالات، لما تحتويه من أجهزة رياضية حديثة، وعدد ضخم من الأوزان الرياضية التي يحتاج إليها لاعبو النادي في منافسات (رفعات القوة)، بجانب صالة متعددة الاستخدامات تُقام عليها أنشطة مختلفة سواء الرياضية منها أو المجتمعية، في بنى لوجستية عملاقة جعلت من النادي على الدوام محط ثقة للاتحادات واللجان البارالمبية الدولية في استقطابه واستضافته لكبرى الأحداث، خصوصاً تلك المؤهلة للدورات البارالمبية».
ماجد العصيمي:
التوسعات الأخيرة أسهمت في تحويل «دبي لأصحاب الهمم» إلى صرح حيوي.
مخرجات بطولات «فزاع الدولية» لم تقف عند الجانب الرياضي فقط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news