قصة الجماري في مواجهة الشدائد بعالم الفنون القتالية
يقول الجماري: “لقد خضت معركتي الأولى عندما كنت في الخامسة عشرة، وقد فزت في هذه المعركة بالضربة القاضية”.
وكانت بداية ممتازة، لكنها لم تكن ستجعله نجمًا على الفور، حيث كان الجماري يكدح ويمزج ما بين التدريب والعمل المدرسي، ويحصل على التعليم الذي كان دائمًا في غاية الأهمية بالنسبة له- وهو الآن حاصل على شهادة في الأدب العربي.
وقال الجماري: “المغرب يمتلك الكثير من المواهب الرائعة، القتال يجري في دمائنا، ويحب الناس رياضة الكيك بوكسينج والمواي تاي وجميع الرياضات القتالية. ولكن ليس من السهل القيام بذلك. كان علي أن أوازن وقتي وطاقتي بين العمل والتدريب. كنت أذهب للجري في الصباح ثم أذهب إلى المدرسة. ثم أذهب للعمل، فلكي تصبح مقاتلًا محترفًا عليك أن تواجه الصعوبات ولكن في هذه الظروف الصعبة وليس في حياة الترفيه، يولد البطل، يحتاج المقاتل إلى انتظار التوقيت المناسب واغتنام تلك الفرصة”.
وقرر الجماري بأن تلك الفرصة لن تكون في وطنه، بعد وقت قصير من وفاة والده في عام 2015، وهو الحدث الذي وصفه بأنه أكبر صعوبة واجهها، سافر الجماري، البالغ من العمر 26 عامًا إلى الإمارات العربية المتحدة بحثًا عن فترة راحة، وقسم وقته بين التدريب الشخصي والتدريب لأجل القتال في معارك من شأنها أن تساعد في دفع مسيرته المهنية للأمام.
وقال: “كنت أتطلع دائمًا إلى أن أصبح مقاتلًا محترفًأ، كنت أقول لنفسي دائمًا: يمكنني أن أكون مدربًا، لكنني بطل، وليس مجرد مدرب لأن لديّ عقلية البطل، وبمجرد حصولي على فرصتي في دبي، فزت بمعاركي، وفي النهاية أصبحت مقاتلًا محترفًا وقمت بتحسين ظروفي المعيشية. كنت أعلم أنني أسير على الطريق الصحيح.”
ومع تسجيل الانتصارات، كانت لديه أيضًا خسائر وسمعة سيئة، ولكن بعد ذلك كانت الكارثة: “خسرت المعركة على حزام WMC في الكيك بوسينج، وبعد أن استعددت وتدرب جيدًا وكنت واثقًا للغاية، عندما خسرت تلك المعركة، اخترت وقتها إنهاء مسيرتي، لقد كنت في أزمة عقلية”.
وفي هذه المرحلة، لجأ الجماري إلى أخيه المهدي. فقد نشأ الاثنان معًا وعاشا لعبة القتال عندما كانا صغيرين قبل أن ينتقل مهدي إلى إسبانيا.
وقال الجماري: “عندما توقفت في القتال في عام 2020، كان مهدي هو من شجعني على الاستمرار في مسيرتي، لقد ألهمني وأخبرني أنني قادر على تحقيق المزيد. شعرت بالقلق من أنني لن أتمكن من العثور على نفسي مرة أخرى، لكنه دفعني إلى الأمام. نحن دائمًا نحفز بعضنا البعض.”
وكان هذا هو الدافع لإعادته إلى الحلبة وبعد أربعة انتصارات متتالية كان ذلك كافيًا لرصده بواسطة بطولة ون.
لم يسلك أحدًا الطريق السهل أبدًا، فالظهور الأمل للجماري في مارس من هذا العام لم يكن كما خطط له. حيث كانت الهزيمة بالضربة القاضية في الجولة الثانية أمام الروسي علي سالدويف بمثابة ترحيبًا صعبًا من أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم له – وإن كان ذلك قد حدث في وقتٍ قصير. ولكن هذا هو الرجل الذي تعود على التعامل مع الشدائد وواجهها بشكلٍ مباشر، وسيفعل ذلك مرة أخرى هذا الأسبوع في بطولة ون Fight Night 22.
وسيكون خصمه في قسم المواي تاي ذو الوزن الخفيف هو المنافس المحلي القوي “ثونجبون” والذي سيحظى بدعم الجماهير المحلية إلى جانبه في ملعب لومبيني للملاكمة في بانكون، تايلاند.
الجماري متحمس لمواجهة ثونجبون في بطولة ون
يُقيم الجماري حاليًا في أبو ظبي، ويتدرب في صالة King Wolf Gym في رأس الخيمة، وهو مقاتل ولد في المغرب ولكن لديه اتصالات عميقة مع الإمارات العربية المتحدة، وبينما يعلم بأن مهمته صباح السبت بتوقيت الشرق الأوسط ستكون صعبة، ورغم اعترافه بصعوبتها – إلا أنه يرى بأنها خطوته التالية على طريق نحو اللقب العالمي.
وقال الجماري: “ثونجبون مقاتل جيد جدًا، لديه أيدي وأقدام قوية، لكن لديه أيضًا نقاط ضعف، وأعتقد أنه يمكن أن يكون تهورًا في بعض الأحيان وسأتطلع للاستفادة من ذلك.، وخطة لعبي هي الضغط عليه باستمرار وانتظار الانفتاح، وكلما شعر بالضغط فهو يهاجم بتهور، وسأكون منتظرًا للاستفادة من ذلك، شعوري هو أنني سأهزمه وأعتقد بأنها ستكون ضربة قاضية في الجولة الثانية”.
وستقام بطولة ون Fight Night 22 مباشرة في ملعب لومبيني للملاكمة الشهير في بانكوك، تايلاند يوم السبت 4 مايو الساعة 4 صباحًا بتوقيت الخليج، ولمزيد من المعلومات حول مشاهد هذا الحدث الرائج، قم بزيارة watch.onefc.com.