سفيان أندجار
تحولت منطقة البرنوصي بمدينة الدار البيضاء إلى ساحة حرب من طرف فصائل منتمية لفرق كرة القدم بالعاصمة الاقتصادية، وشهدت المنطقة خلال الإلترات الماضية عراكا داميا راحت ضحيته مجموعة من الأرواح، وقبلها أصيب عدد من الأشخاص بإصابات خطيرة ومنهم بإعاقة دائمة.
وشهدت منطقة البرنوصي، أول أمس الخميس، مصرع مناصر لفريق الرجاء الرياضي (م . و)، بعد تعرضه لطعنة في العنق، حيث كان الفقيد يحتفل مع مجموعة من الجماهير الرجاوية بالفوز بلقب البطولة الوطنية.
ومباشرة بعد تعرضه للطعن، تم نقل (م.و) إلى المستعجلات، غير أن الأخير كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستعجلات، بسبب النزيف الكبير الذي تعرض له، فيما تعرض مشجع أخر إلى إصابة خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى ليتم إنقاذه من الموت.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإن منطقة البرنوصي تشهد دائما حربا دامية بين المحسوبين على الفصائل المتطاحنة، مشيرة إلى أن الفرحة والاحتفالات التي يقيمها الجمهور زاغت عن مسارها في بعض الأماكن، مما نجم عنها خسائر مادية في المنطقة وفي الأرواح.
وقررت مجموعة فصائل منتمية للرجاء منع أي مراسيم أو احتفال يخص ظفر الفريق بالدوري الوطني في أي مكان، والتركيز على مباراة نصف نهائي كأس العرش، والتي لا تقل أهمية في مسار التتويج باللقب، وتحقيق الازدواجية هذا الموسم.
وتابعت المصادر ذاتها أن رجال أمن بالمنطقة نجحوا في فض الاشتباك، أول أمس، بين الفصائل وملاحقة المتورطين، كما تم إصدار مذكرة بحث في حق المتورطين، خصوصا المشتبه به في قتل المشجع الرجاوي.
وفتحت مصلحة الشرطة القضائية لدى المنطقة الأمنية البرنوصي، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف ملابسات القضية.
وكشفت المصالح الأمنية أنها تمكنت من إيقاف سبعة أشخاص يشتبه في تورطهم في ارتكاب أعمال العنف المرتبط بالشغب الرياضي، الناجم عنه وفاة أحد المتجمهرين، جراء اعتداء جسدي بواسطة السلاح الأبيض.
وحسب المعلومات الأولية للبحث، فقد تجمهر عدد من المحسوبين على فصيل مشجعي نادي الرجاء لكرة القدم في عدة أماكن بمنطقتي سيدي البرنوصي وسيدي مومن بالدار البيضاء، بغرض الاحتفال بالفوز بدرع البطولة الوطنية وتخليد ذكرى خاصة بهم، قبل أن يدخلوا في شجار مع فصيل منافس تطور إلى أعمال عنف وشغب باستعمال شهب اصطناعية وتراشق بالحجارة.
وتسببت هذه الأعمال الإجرامية في إصابة موظف شرطة بجروح، ووفاة أحد المشاركين في هذه الأفعال، نتيجة تعرضه لاعتداء جسدي خطير من طرف المحسوبين على الفصيل المنافس.
ومكنت عمليات التدخل التي باشرتها مصالح الأمن الوطني من اعتقال ستة مشاركين في أعمال التجمهر والعنف المرتبط بالشغب الرياضي، بينما تم تشخيص هوية مرتكبي جريمة القتل والذين يجري حاليا البحث الميداني لإيقافهم على ذمة البحث القضائي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها منطقة البرنوصي مثل هذه الأحداث، إذ سبق أن شهدت المنطقة أحداثا مماثلة ونجمت عنها إصابات خطيرة، ومنها بتر يد مشجع، كما أن سكان البرنوصي باتوا يعيشون جحيما كبيرا، بسبب «حرب الفصائل».