قبل ثمانية أشهر من مشاركته في أولمبياد باريس، قال السباح التونسي الشاب أحمد الجوادي «لا أريد الاكتفاء بالتأهل إلى الألعاب بل أريد إحراز ميدالية أولمبية»، وها هو يبدأ بالسير على طريق مواطنيه أسامة الملولي وأيوب الحفناوي، بعد حلوله ثانياً الاثنين في تصفيات سباق 800 م.
خطف ابن التاسعة عشرة الأضواء في تصفيات السباق الطويل، ليس فقط لتصدّره مجموعته، بل لتفوّقه على البطل الإيطالي غريغوريو بالترينييري حامل فضية السباق في النسخة الأخيرة في طوكيو.
قام بحركة بيده بعد فوزه أثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعه لتوضيحها لاحقاً في حسابه على انستغرام «أردت التوضيح ان هذه الحركة لا علاقة لها ببالترينييري. لم أفكّر حتى بالأمر، هو قدوتي».
تابع «نشأت وأنا أتابع سباقاته وتمنيت أن أسبح بجانبه يوماً ما. لها تفسير مختلف في بلدي وهي تعني انتظروا. شكراً لتفهمكم».
سجّل 7:42.07 دقائق ليحتل المركز الثاني في كامل التصفيات وراء الإيرلندي دانيال ويفن، وسيواجه في النهائي سباحين من الولايات المتحدة، أستراليا، ألمانيا، إيطاليا وفرنسا.
- تأسيس في المرسى ومتابعة في فرنسا
أحمد الجوادي هو اسم تونسي جديد في السباحة، يأمل في الانضمام إلى الثنائي الذهبي الملولي والحفناوي.
يملك المعتزل الملولي ثلاث ميداليات أولمبية، ذهبيتان في 1500 م في بكين 2008 و10 كلم ماراثون في لندن 2012، فضلاً عن برونزية 1500 م في 2012 وتشكيلة من الميداليات في بطولات العالم.
أما الحفناوي (21 عاماً) الذي أحرز ميدالية صادمة في 400 م حرّة في أولمبياد طوكيو صيف 2021، ثم ذهبيتين في 800 م و1500 م في مونديال بودابست 2023، فيغيب عن الأولمبياد الحالي بسبب الإصابة، وقد تذكره الجوادي وكرمه مرتدياً غطاء رأس يحمل اسمه بعد السباق، نظراً للعلاقة الخاصة بين الشابين.
قال في ديسمبر الماضي عن الحفناوي «بعد كل مسابقة يتّصل بي ويعطيني التعليمات، يدعمني ويعبّر عن سعادته بي. حتى في فترات التمارين يتصل بي لتشجيعي».
عن إنجازات أيوب الذي كان مرشحاً قوياً للمنافسة في طوكيو، أضاف «ما فعله أيوب أمر خارق لا يمكن تخيّله. جعلنا نحلم معه».
- اكتشاف كامل طاقتي
في المقابل، أبصر الملولي النور في المرسى شمال العاصمة تونس حيث ترعرع الجوادي الذي شرح لموقع نادي المستقبل الرياضي بالمرسى نهاية 2023 «أسكن في مارتيغ الفرنسية ويدرّبني فيليب لوكا. هدفي الذهاب إلى الأولمبياد والوصول إلى الميدالية الذهبية… فتحت عيني وتدرّبت هناك. في المرسى بنية تحتية خاصة وهذا يساعد في تنشئة الصغار. في كلّ فترة يتألق فتى يصنع انجازاً في السباحة».
تابع «لا يوجد أحد في المرسى لا يعرف الملولي. شرف كبير أن يشبهونني بأسامة».
كان الجوادي قريباً جداً في باريس من بلوغ نهائي 400 م الذي أحرزه الألماني لوكاس مارتنز، بحلوله في المركز التاسع ضمن تصفيات يوم السبت، كما سيخوض السبت المقبل تصفيات 1500 م.
بطل فرنسا وإفريقيا يكشف عن حلمه «أن أكتشف كامل طاقتي كي لا أندم بعد انتهاء مسيرتي من عدم تقديم كل ما لدي».
يضيف «لا يجب أن نحرق المراحل. يجب أن نأخذ الوقت ونفهم متطلبات جسدنا. كل شخص سيأتي وقته».