حققت العداءة جوليين ألفريد ذهبية غير مسبوقة في سباق 100 م لجزيرتها المغمورة سانت لوسيا، في أولمبياد باريس.
فاجأت ألفريد (23 عاماً) الجميع وتحديداً المرشحة الأبرز بطلة العالم الأمريكية شاكاري ريتشاردسون، فمنحت بلدها أول ذهبية في تاريخ الألعاب، تحت أمطار غزيرة هطلت على المضمار الأورجواني الأنيق لملعب فرنسا في سان دوني.
سجّلت ابنة سانت لوسيا، الجزيرة الصغيرة في الكاريبي البالغ عدد سكانها حوالي 180 ألف نسمة،بزمن 10.72 ثانية، مقابل 10.87 ث لريتشاردسون، فيما انسحبت الجامايكية المخضرمة شيلي آن فرايزر باريس قبل نصف النهائي.
وفشلت ريتشاردسون، أسرع عداءة لهذا الموسم وبطلة العالم، في التغلب على الضغط الجنوني للحدث.
كان الفوز من نصيب ألفريد التي كشرت عن أنيابها في نصف النهائي بتقدمها على شاكاري بالذات في السلسلة الثانية قبل أن تفعلها في الدور النهائي وتمنح أول منصة تتويج في التاريخ الأولمبي لسانت لوسيا.
وخاضت ألفريد التي لم يسبق لها الصعود على منصة التتويج في إحدى البطولات الكبرى في الهواء الطلق قبل نهائي، سباقاً رائعاً وأنهته بزمن 10.72 ثانية، متفوقة على الأمريكيتين ريتشاردسون (10.87 ث) وميليسا جيفرسون (10.92 ث).
قالت عقب الفوز «لا أريد أن أبدأ في البكاء، أريد أن أبقى قوية، لكن هذا اللقب يعني الكثير بالنسبة لي، لمدربي، لعائلتي».
واضافت «أريد أن أحتفل بهذا الآن، والحمد لله، كل شيء سار على ما يرام، لدي فريق رائع يؤمن بقدراتي ويجعلني أثق بنفسي (…) المطر لا يزعجني على الإطلاق، ولا يمكن لأي شيء أن يؤثر فيّ طالما أخوض سباقي، وألتزم فنياً، لن تروني أبداً أحتفل مثل (الأسطورة الجامايكي أوساين بولت)».
واردفت قائلة «بصراحة، شاهدت سباقاته هذا الصباح، لقد كبرت وأنا معجبة به، أهدي هذه الميدالية لمدربي، والدي الذي توفي في عام 2015، لم يشاهدني في ذروة مسيرتي، لكنه كان سيشعر بالفخر الشديد لأن ابنته تشارك في الألعاب الأولمبية».
وتتدرب النجمة الجامعية السابقة في الولايات المتحدة مع جامعة تكساس، ضمن مجموعة إدريك فلوريال، إلى جانب البريطانية دينا آشر سميث والإيرلندية راسيدات أديليكي، المتنافسة على منصة التتويج في سباق 400 م.
واحتلت ألفريد المركز الخامس في بطولة العالم الصيف الماضي، وتوجت بطلة للعالم في سباق 60 م داخل قاعة هذا الشتاء في غلاسكو. غابت عن أولمبياد طوكيو 2021 بسبب إصابة في أوتار الركبة.
غادرت العداءة التي فقدت والدها في شبابها، منزلها في سن الرابعة عشرة وقطعت مسافة 1800 كم إلى جامايكا ونظامها المدرسي الذي يصنع عدائي وعداءات سباقات السرعة.
قالت في مؤتمر صحفي الخميس: «كنت أحلم بالانضمام إلى بلد أوساين بولت، أسرع رجل في العالم، ولم تعترض والدتي، فقد كانت تعلم أن هذه التضحية بترك العائلة والأصدقاء كانت ضرورية لتحقيق أهدافي، وكان من الصعب التأقلم بدونهم. لقد تعرّفت إلى ثقافة جديدة، ولم أعد إلى المنزل إلا في فصل الصيف، لقد تطورت بشكل أسرع من الآخرين».