Site icon رياضة العرب | Arabs-Sport

محمود طه يكتب لـ”رياضة العرب”: دليل المحدثين ومنهج الطبَّالين.. ماذا لو دافع جوارديولا؟!

1 9

محمود طه – رياضة العرب:

جلس في ليلة الاربعاء – كعادته في السنوات الخمس الأخيرة – يترقب بداية مواجهة نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا وهو يمني نفسه بإنتصار ساحق لفريق بايرن ميونيخ الالماني على أرضية ميدان أتلتيكو مدريد الاسباني، ليس بدافع عشقه للكرة الالمانية العريقة، ولا كرهًا للإسبان، ولكن كانت أمنيته هذه نكاية في أسلوب الأرجنتيني ديجو سيميوني، الرجل الذي أخرج الفريق الذي وصفه هذا المشجع بحامل لواء الكرة الجميلة.

وما أجمل أن يأتي هذا الانتصار بتوقيع جوارديولا، الذي تخرج من مدرسة الكرة الجميلة المزعومة ونصّبه بعض الأنصار عميدًا لها “لست أدري بأي وجه حق!”.

تجاهل تمريرات اللاعبين، ولقطة مهارية استثنائية لحظة تسجيل هدف الاتلتي الوحيد، ولم يعلق إلا على لقطات التدخلات الدفاعية الخشنة، والروح القتالية، والرقابة اللصيقة من جانب دفاعات سيميوني.

وبعد نهاية اللقاء لم ينس الخروج علينا بتعليقات تحوي تطاولًا عنيفًا وسبابًا ساخطًا على الكرة الدفاعية، وتفنن في توصيف هذا الأسلوب بالقبيح والغير رياضي والممل، وبالطبع لم تفوته فرصة غمز الكرة الايطالية وأنها سبب ابتكار هذا الأسلوب المقيت الذي قتل روعة كرة القدم ومتعة الأداء الهجومي “بالمناسبة هذا هو دستور جميع المحدثين الذين بدأت علاقتهم بكرة القدم في عام 2008 على أقصى تقدير”.

والحقيقة أن هذا المشهد بات متكررًا في السنوات الأخيرة، منذ أن نجح البرتغالي جوزيه مورينيو في تطبيقه رفقة انتر ميلانو في دوري الأبطال 2010 وحصد اللقب “أطاح ببرشلونة وبايرن ميونيخ في طريقه”، ثم أعاد الايطالي “المؤقت” روبيرتو دي ماتيو نفس النهج مع البلوز تشيلسي وعانق ذات الأذنين في نسخة 2012 “أطاح ببرشلونة وبايرن ميونيخ في طريقه هو الآخر!”.

حتى الايطالي كارلو أنشيلوتي عندما تولى مقاليد الإدارة الفنية لريال مدريد تفنن في تطبيق الهجمة المرتدة السريعة المنظمة ليصل إلى مرمى الخصم بأقصر الطرق الممكنة، وحمل على عاتقه مسئولية تطوير ريال مدريد دفاعيًا وإكمال ما بدأه مورينيو، ونجح في التتويج بلقب دوري الأبطال أيضًا قبل رحيله.

الغريب في الأمر أن جماهير النادي الملكي أو البعض منها، عندما يدافع فريقهم بمثل هذا الاسلوب تجد منهم إشادات تنهال عليك من كل حدب وصوب وهم يتغزلون في عبقرية “سبشيال وان” ودهاء أنشيلوتي، وعندما يواجهون خصمًا يلعب بمثل هذا التكتيك ستسمع ما لا يسرك!

أما عن سيميوني فحدث ولا حرج، الرجل نجح في قهر القطبين في 2014 وتوج بلقب الليجا، وتأهل إلى نهائي دوري الأبطال وكاد أن يحقق اللقب بنفس الأسلوب، وها هو الآن يسير بخطى ثابتة أوروبيًا ومحليًا أمام أندية تمتلك ترسانة هجومية لا ترحم، ولكن بالطبع هذا ما يزعج “المحدثين”، وأتمنى كعاشق لكرة القدم من كل قلبي أن يتولى سيميوني تدريب برشلونة مثلًا ويطبق نفس الفلسفة لاستمتع بتحليلات الكتلان لعبقريته وكيف انه جدد في تاريخ النادي وأنجز ما فشل به الجميع.

نفس السيناريو يتكرر في انجلترا، رانييري في طريقه إلى تحقيق لقب الدوري الأصعب بفضل التكتيك الايطالي الاصيل، وها هو كونتي يجهز لموسم جديد يراهن عليه الجميع في تشيلسي، ومن المتوقع أن يسير على نفس الدرب ويكرر ما فعله في يوفنتوس لينتشل البلوز من جحيم الفشل الحالي.

وبمناسبة كونتي أتمنى أن نتذكر الحالة الفنية والنفسية التي استلم عليها البلوز ونوعية اللاعبين وسياسة الانفاق من جانب الادارة، ونقارن ذلك بما يحدث في مانشستر سيتي الذي سيكون وجهة جوارديولا في الموسم المقبل والنظر إلى نفس الجوانب، لنرى من يصنع فريقًا من العدم ومن يهرول إلى الفريق “الجاهز” كما جرت العادة ويصفه البعض بأنه أسطورة التدريب، ولست أدري ما هي معايير تقييم المدرب في دستور هؤلاء!

لست أدري ما الجدوى من مداورة الكرة وتحقيق نسبة استحواذ تتخطى حاجز الـ 70% في بعض الأحيان دون النجاح في التسديد على المرمى ولو مرة واحدة؟!، ولكن بالطبع ستجد المدافعين عن هذه الفلسفة التي تم تمزيقها في أكثر من مناسبة، حتى لو دافع جوارديولا واستنسخ نظرية مورينيو وسيميوني، ستدهشك تحليلاتهم وأحاديثهم عن عبقرية الفلسفة الدفاعية العظيمة.

محمود طه 

كاتب وناقد إعلامي رياضي مصري 

Exit mobile version