وليد جودة
أسدل الستار أخيراً على عام 2015، عام حمل العديد من الأخبار السارّة للبعض والسيئة للبعض الآخر في عالم كرة القدم، حمل لنا التفوق الكاسح لبرشلونة بالخماسية والتدهور الكبير لغريمه ريال مدريد على عكس العام الذي سبقه، و أبهر الجميع بمفاجآت مثيرة، من مغامرة ليستر سيتي في البريميرليج وحكاية مورينهو وخونة تشلسي، إلى فوز تشيلي أخيراً بلقب قارّي، ولكن أبرز المفاجآت السارة تمثلت بالشكل الذي ظهر به الجوهرة البرازيلية نيمار.
ريكاردو كاكا نال شرف أن يكون آخر من تفوق على قطبي الكرة العالمية ميسي ورونالدو بفوزه بالكرة الذهبية لعام 2007، ومنذ ذلك الحين دخل عالم كرة القدم في دوامة الإحتكار الخاص بالظاهرتين، فلم تقدم لنا ملاعب الكرة اسماً قادراً على إزاحة هذا الثنائي عن عرش الكرة العالمية، وتبادلا السيطرة على جائزة التفوق طوال السنوات الماضية، بواقع 4 مرات للبرغوث و 3 للدون، لكن عام 2015 قدّم لنا أخيراً اسماً يبدو قادراً على سرقة القلوب والعقول منهما.
من تشافي وإنيستا، إلى روبن ومولر ونوير، مروراً بشنايدر و هازارد، جلها أسماء رشحها البعض من حين لآخر لنيل شرف الأفضلية، لكنها كانت تفشل في النهاية، لكن يبدو بأن للحكاية وجه آخر مع الفتى البرازيلي الذي نجح في الوقوف مع الثنائي الكبير في صف واحد، وبات الاسم الأقرب لفرض معادلة جديدة في سماء الجلد المدور.
نيمار قدّم موسماً مذهلاً مع برشلونة، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل دوره الكبير في خماسية البلاوغرانا، صحيح أن ميسي وسواريز كانا متواجدين بقوة، لكن الفترة التي غاب بها الليو عن صفوف الفريق مطلع الموسم الحالي، اعطت ابن سانتوس الفرصة الكاملة لإظهار شخصيته القيادية وقدراته الفائقة على لعب الدور المحوري في برشلونة، كما يفعل دائماً رفقة السليساو البرازيلي، رغم إخفاقه في كوبا أمريكا الأخيرة.
قد يتساءل البعض عن سبب الحديث عن نيمار وليس سواريز الذي يكاد يتشارك معه في النجومية الكاملة، والإجابة تتلخص في نقطتين هامتين، الأولى هو العمر الصغير لنيمار مقارنة بسواريز، فنيمار يمتلك كل الوقت للتطور أكثر فاكثر، أما سواريز فقد وصل إلى سن النضج الكروي ولن يقدم ما هو أكثر ولا يمتلك وقتاً طويلاً للاستمرار، أما النقطة الثانية فتكمن في كون البرازيلي علامة تجارية ناجحة بكل المقاييس، ونجماً إعلانياً للعديد من كبريات الشركات العالمية منذ الآن.
بالأرقام وبالفنيات والمهارة، يبدو نيمار قادراً على حجز مكانه على عرش الكرة العالمية، وإن كانت المؤشرات ما زالت تعطي لميسي الأفضلية في سباق الكرة الذهبية لعام 2015، إلا أن المعادلة لم تعد كما كانت من قبل، ومنذ اليوم الأول في عام 2016، بات على الجميع أن ينتظروا التغيير القادم، وعنوانه نيمار جونيور.
مهلاً .. فهذا التغيير له شروط، أهمها أن يواصل نيمار على نفس المستوى الحالي، وذلك بدوره له قيود، أبرزها أن ينسى نيمار أصوله البرازيلية، وما تعوّد عليه أبناء الكوباكابانا من إنفلات وإنعدام الانضباط خارج الملعب، بعد فترة وجيزة من التألق، ولنا في رونالدينهو خير مثال !