سفيان أندجار
تواصل ربوع المملكة المغربية المضي قدما في خطتها الطموحة لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2030، من خلال تشييد البنيات التحتية، والمواكبة لتكون جاهزة للحدث الكروي العالمي، من خلال تهييء الطرق وتشييد الملاعب والفنادق، إذ لن يجلب المغرب مونديال كرة القدم 2030 فقط، بل سيجلب أيضا تحولا تاريخيا في البنية التحتية.
وكشفت مصادر متطابقة أن المدن المغربية التي ستحتضن مباريات كأس العالم 2030، إلى جانب المدن المجاورة لها، تعرف إعادة تهييء شاملة، خصوصا في ما يتعلق بالملاعب، حيث بالإضافة إلى إعادة تهييئها وتشييد ملعب الحسن الثاني، فإن هناك توجها إلى تشييد ملاعب في مدن أخرى، منها ملعب جديد بمدينة الناظور، والذي تقدر طاقته الاستيعابية بـ20 ألف متفرج، وسيتمتع الملعب بأعلى المعايير التي يطلبها الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما أن هناك مخططا لتشييد ملاعب وأكاديميات جديدة في جميع المدن، لتعزيز مكانة المغرب كدولة ذات طموحات جدية في كرة القدم الدولية.
وإلى جانب الملاعب، ثمة خطة لتطوير المطارات، من بينها تشييد مطار دولي جديد بمدينة مراكش، والذي سيصبح قطعة أساسية لتدبير تدفق المسافرين المتوقع لهذا الحدث الرياضي العالمي، بحكم الإقبال الكبير من لدن السياح على عاصمة النخيل، وسيقع المطار الجديد في منطقة سيدي زوين، بمحاذاة الطريق السيار مراكش- أكادير، وعلى مقربة من الطريق المؤدية إلى شيشاوة. ويسعى هذا المشروع، الذي يندرج في إطار استراتيجية “المطارات 2030″، إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار المدينة إلى 14 مليون مسافر سنويا، استجابة للطلب السياحي المتزايد، والحاجة إلى تحديث البنية التحتية الحالية.
وتندرج هذه الخطة الطموحة في إطار استراتيجية “المطارات 2030” الجديدة، التي أعلن عنها أخيرا عادل الفقير، المدير العام للديوان الوطني للمطارات. وتهدف الاستراتيجية إلى تحديث البنية التحتية للمطارات، وتحسين تجربة العملاء، ومواءمة نظام المطارات المغربي مع المعايير الدولية الأكثر تطلبا.
كما سيكون القطار فائق السرعة (TGV) ركيزة أساسية أخرى للمشروع، من خلال الربط بين المدن التي ستحتضن الحدث الكروي العالمي، والذي سيسهل على الجماهير التنقل ومتابعة جميع المباريات التي ستجرى في المملكة، والعمل على تشييد محطات قريبة جدا من الملاعب.
وأضافت المصادر أنه إلى جانب الأوراش المفتوحة التي وقعت اتفاقياتها بمقرات ولايات الجهات بمجموعة من المدن، تشهد دينامية كبيرة، ومن بينها جهة فاس مكناس، المنكبة على إعداد مشروع “تكنوبارك”، والذي سيشهد إحداث فضاء مشترك للعمل، فضلا عن مكتبة وقاعات تكوين وفضاء للاستقبال ومقصف وقاعة للرياضة، بالإضافة إلى فضاء للألعاب الإلكترونية والعديد من المرافق الأخرى، كما أنه أنجز على مساحة إجمالية قدرها 5200 متر مربع، بغلاف مالي قدره 30 مليون درهم، وتشرف على إنجازه الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع.
وتظهر المشاريع المنجزة التزام الدولة ببطولة كأس العالم، وقد حظي ذلك بدعم الحكومة والمؤسسات الرياضية الوطنية.
ويندرج هذا الجهد في إطار استراتيجية المغرب لتعزيز مكانته كلاعب أساسي في كرة القدم الدولية. وفي السنوات الأخيرة، أثبتت البلاد قدرتها على استضافة أحداث رفيعة المستوى، مثل مونديال الأندية، وكأس أمم إفريقيا.
وعلى صعيد آخر، وجه فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، طلبا إلى رئيس مجلس النواب، من أجل عقد اجتماع مشترك بين لجنة التعليم والثقافة والاتصال ولجنة المالية والتنمية الاقتصادية، من أجل مناقشة التحضيرات الجارية لاستضافة المغرب لكأس العالم لكرة القدم 2030.
وفي هذا الإطار، التمس رشيد الحموني، رئيس الفريق، طلب حضور كل من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، بصفته أيضا رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيسا للجنة تنظيم مونديال 2030.
وتابع المصدر ذاته أن اللقاء سيشكل كذلك فرصة للاطلاع على مستجدات وتطورات التنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومع البلدين الشريكين في التنظيم، إسبانيا والبرتغال.