سفيان أندجار
طرحت السفريات المتكررة لوليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، الكثير من علامات الاستفهام، بسبب إصرار الناخب الوطني على متابعة بعض اللاعبين، والذين يشكلون الدعامات الأساسية للمنتخب، وأيضا عناصر أخرى دون توجيه الدعوة إليها في تشكيلة «الأسود».
ويسافر الركراكي بشكل منتظم إلى فرنسا، حيث يتابع مباريات لأشرف حكيمي، عميد المنتخب المغربي الحالي، رغم أن الأخير يعد لاعبا أساسيا في تشكيلة «الأسود»، وأن الركراكي كان حريا به أن يتابع بعض العناصر الجديدة الأخرى والدخول معها في مفاوضات، من أجل ضمها إلى المنتخب الوطني خلال المرحلة المقبلة.
واعتبر الكثيرون أن سفريات الركراكي المتكررة وقيامه بجولات في أوروبا والشرق الأوسط غير ناجعة، في ظل وجود نقل مباشر للمباريات، وتوفر جامعة كرة القدم الوطنية على منقبين على الصعيد العالمي، ويعدون تقارير عن جميع المواهب المغربية، بالإضافة إلى كون الطاقم التقني للمنتخب يتوفر على عدد مهم من المساعدين ودورهم إعداد تقارير مفصلة عن لاعبي المنتخب وآخر مستجداتهم، وبالتالي يتم طرح سؤال ما الجدوى من السفريات المتكررة للناخب الوطني؟
من جهة أخرى، كشف مصدر مقرب من الركراكي أن الأخير يصر على متابعة جميع اللاعبين بشكل مباشر، دون الحاجة إلى وسيط، وأن متابعته للاعبي المنتخب المغربي ليس الهدف منها ضم لاعبين جدد، بل الإبقاء على تواصل تام معهم ودعمهم والاقتراب منهم أكثر، وأن متابعته الكثيرة لأشرف حكيمي مردها إلى كون الناخب الوطني يتلقى دعوة لمتابعة مباريات نادي باريس سان جيرمان في منافسة دوري أبطال أوروبا، والتي تجرى في ملعب حديقة الأمراء بباريس، وبالتالي تكون فرصة لمتابعة حكيمي وتقديم الدعم له.
من جهة أخرى، انطلقت الجولة الأوروبية للناخب الوطني وليد الركراكي من بوابة الدوري الفرنسي، من أجل متابعة أكبر عدد ممكن من الدوليين المغاربة، تحسبا لإعداد اللائحة المشاركة في التجمع الإعدادي المخصص لشهر يونيو المقبل، وخوض وديتي تونس والبينين، وذلك أملا في إيجاد حلول للمشاكل التقنية المستعصية، فضلا عن حسم ملفات عدد من اللاعبين ذوي الجنسيات المزدوجة بشكل نهائي.
وشكل التصريح الأخير ليونس العيناوي، البطل المغربي السابق في التنس، بشأن الموقف النهائي لنجله نائل العيناوي، لاعب خط وسط نادي لانس الفرنسي، مؤشرا إيجابيا، سيساعد الناخب الوطني على الحسم في ضمه إلى عرين «الأسود» خلال المعسكر الإعدادي المقبل. كما يرتقب أن يستغل الركراكي وجوده في فرنسا، للحسم بشكل نهائي في موقف أيوب بوعدي، لاعب ارتكاز نادي ليل الفرنسي، خاصة وأن الإعلام الفرنسي بدأ يضغط بشكل قوي لإمالة اللاعب المغربي إلى كفة «الديوك»، بدلا من حمله قميص «الأسود».
ويتوقع أن يتابع الركراكي بعض مباريات دوري أبطال أوروبا، على غرار مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي وأستون فيلا الإنجليزي، لحساب ربع نهائي المسابقة، بعدما حسم أشرف حكيمي مع فريقه مبكرا لقب الدوري الفرنسي، فضلا عن عدد من المباريات، التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، وسجلت مشاركة عدد من الدوليين المغاربة، أبرزهم إلياس بنصغير رفقة فريق موناكو المنهزم أمام نادي بريست الفرنسي، إضافة إلى زكرياء أبو خلال مع تولوز، وبلال نادر رفقة أولمبيك مارسيليا.
ومن المتوقع أن تشكل رحلة الناخب الوطني الأوروبية، فرصة لإيجاد حلول ناجعة لإشكالية قلب الدفاع، التي تشكل أكبر مخاوفه، في ظل الفراغ الذي تركه غانم سايس المصاب، وكذلك الشأن بالنسبة إلى شادي رياض، إذ على الرغم من اختياره لعدد من المدافعين، يبدو أن الركراكي لم يجد بعد التوليفة الدفاعية القارة، كما ضاعف نايف أكرد من همومه، بسبب تعرضه للإصابة بشكل متكرر.
وبات الركراكي مجبرا على حسم قراراته، مع اقتراب موعد الكشف عن لائحة لاعبي المنتخب المغربي المشاركين في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة «المغرب 2025»، سيما وأن التظاهرات القارية وأمام منتخبات عتيدة تتطلب لاعبي الخبرة والجاهزية المطلقة، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول تعامل الناخب الوطني مع الأمر، بعد أن حسم في تأهل «الأسود» إلى النسخة المقبلة من المونديال بشكل مبكر، ما يمنحه فرصة استغلال فترات التوقف الدولية المقبلة، للوقوف على استراتيجيته القادمة، بهدف التتويج بلقب «الكان» المقبلة.