سفيان أندجار
أثار سقف مركب محمد الخامس في الدار البيضاء، جدلا واسعا بعد تجديده مؤخرا، في ظل ما تم تسجيله عند استضافته مباراة “الديربي” التي جمعت فريق الوداد الرياضي بضيفه الرجاء، برسم الجولة 26 من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية.
وتسبب غياب جودة العمل، الذي تم تنفيذه على جزء من سقف الجهة المغطاة من المركب، موجة من السخط بين المشجعين والأنصار وأعرب العديد منهم عن إحباطهم إزاء أعمال التجديد، التي شعروا أنها لم ترق إلى مستوى التوقعات، خاصة أنه تم تخصيص ميزانية كبيرة لتلك الإصلاحات، إذ لا يزال سقف المركب يعاني من مشاكل تقنية، ما أثار حوله العديد من التساؤلات بشأن جودة العمل ، نظرا للأموال الكبيرة المستثمرة، فضلا عن كون المركب يعد رمزا رياضيا كبيرا، ويحظى باهتمام خاص، مما يجعل أي فشل في صيانته محل انتقاد خاص، كما أن واقع سقف الجهة المغطاة، أعاد إحياء النقاش حول الشفافية في إدارة المشاريع الرياضية وضرورة ضمان بنية تحتية ذات جودة تستجيب لتطلعات الجماهير المغربية.
وتفاعلت فئة عريضة من جماهير الفريقين، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بشأن الصور التي وثقت حالة سقف الجهة المغطاة من مركب محمد الخامس، وعبروا عن استيائهم من رداءة نوعية اللمسات النهائية للأشغال، قبل افتتاحه من جديد، وأجمعوا على أن فتح أبواب الملعب من جديد طاله تسرع ملحوظ في التحضير لعودة الجماهير.
من جهة أخرى طالب محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، بمحاسبة المسؤولين في ما أسماه تبديد وهدر أموال عمومية ضخمة تقدر بـ 22 مليارا في الاصلاحات المتكررة لمركب محمد الخامس.
وقال الغلوسي في تدوينة له على هامش مباراة الديربي عبر صفحته الرسمية:” مقاطعة مباراة الديربي من طرف جمهور الفريقين يعيد من جديد طرح السؤال حول مصير الملايير التي بددت وهدرت في إصلاحات متكررة لملعب محمد الخامس بالدار البيضاء ،ذلك أن الفرع الجهوي الدار البيضاء الوسيط للجمعية المغربية لحماية المال العام سبق له بتاريخ 23 يونيو 2023 أن وضع شكاية على مكتب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء،موضوعها شبهات فساد وتلقي فائدة والإثراء غير المشروع وتبديد أموال عمومية في إصلاحات متكررة دون أثر على جودة الأشغال وصلت إلى مبلغ 22 مليار”.
وتابع في تدوينته:” وهي الشكاية التي أحالها الوكيل العام للملك على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والتي استهلت أبحاثها وتحرياتها بالاستماع لمحمد مشكور رئيس الفرع الجهوي للجمعية يوم 28 يوليوز 2023 ومنذ ذلك التاريخ لانعرف مصير الأبحاث القضائية المنجزة على ذمة هذه القضية، قضية صفقات وسندات طلب شكلت غطاء قانونيا لتبديد وهدر أموال عمومية كبيرة استفاد منها أشخاص وشركات في عملية إصلاحات متكررة وإغلاق للملعب وفتحه من جديد في كل مرة وحين،عملية مكنت من مراكمة الثروة بطرق غير مشروعة دون أن ينال أحد أي عقاب في حين يلوم البعض الجماهير على مقاطعتها للديربي البيضاوي !
وتابع:” إننا نوجه نداء للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء للتدخل طبقا للقانون من أجل الحرث والسهر على إنهاء البحث في هذه القضية /اللغز والتي شغلت الرأي العام،وهو البحث الذي استغرق وقتا طويلا دون أن تظهر نتائجه لحدود هذه اللحظة ،الشيء الذي يثير قلقنا ومخاوفنا في الجمعية من أن تسعى بعض الأطراف إلى التأثير في مجرى هذه القضية لعرقلة العدالة وتقويض القانون سعيا لإفلات الجناة من العقاب”.
وكانت أشغال تجديد مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، قد انطلقت في مارس 2024، وتم الانتهاء منها في مارس 2025، بحسب معطيات الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، شملت استبدال 45 ألف مقعد، وتحديث مقصورة الصحافة، ومنظومة الصوت، والمراقبة بالفيديو، ومراقبة الدخول، كما همت الأشغال، تهيئة أربع غرف تبديل الملابس، غرف الإحماء، إنشاء منطقة مختلطة، نفق مركزي جديد للاعبين، استبدال العشب (الهجين، الجيل الجديد)، تجديد مضمار ألعاب القوى، تحديث الإضاءة واستبدال الشاشات الإعلانية.
وشملت عمليات الإصلاح، بناء مبنى لتنظيم الولوج إلى المركب، تجهيز منحدر جديد لحافلات اللاعبين وموقف سيارات كبار الشخصيات، مجمع التلفزيون، تجهيز صالات كبار الشخصيات والإعلاميين، بناء قاعة جديدة للندوات، إنشاء غرف تبديل الملابس، تحديث المرافق الصحية، ومقصف، وحدات طبية عامة، إضافة إلى زيادة عدد البوابات وأنظمة التحكم في الولوج، أما على مستوى خارج الملعب، فقد شملت الأشغال إصلاح الأرصفة والمساحات الخضراء، وتحديث الإضاءة الخارجية، وإصلاح السياج وتهيئة الملحق.