حسن البصري :
كيف عشت داخل العائلة وجود شقيقك الرجاوي رشيد بريجة، علما أن حب الوداد يسيطر على جميع مكوناتها؟
شقيقي رشيد حمل قميص الرجاء البيضاوي وجمعية الحليب قبل أن يندمج مع الرجاء، حين كنت لاعبا في سويسرا اتصل بي أفراد من عائلتي، وطلبوا مني انتشال شقيقي رشيد من الهواية، اتصلت فورا بأحد وكلاء اللاعبين وتم انتقاله إلى بوردو حيث عاش حياة جديدة والحمد لله. على ذكر شقيقي رشيد كانت له مؤهلات جيدة، لكنه، من سوء حظه، عاش في عائلة ودادية وقبل أي مباراة تجمع الوداد بالرجاء يشعر بالحرج لأن كل من في بيتنا يؤازرني حتى في الوجبات الغذائية يكون لي النصيب الأكبر.
كيف كانت علاقتك بزملائك وبمدربي الوداد؟
في زمننا كان الاحترام سائدا، فالمعلم بمثابة الأب والشيء نفسه بالنسبة للجار والمدرب. حين كنت لاعبا للوداد كان المكتب المسير يتفقد أحوالنا، يزورنا أعضاؤه بشكل مفاجئ، يسألون عنا وعن أحوال عائلاتنا، والويل لمن ضبطوه يلعب الكرة في الحي أو خارج البيت. أذكر نصائح مدربينا خاصة مصطفى البطاش الذي لازالت وصاياه راسخة في ذهني حين يشحننا قبل كل مباراة ويدعونا للدفاع عن قميص الوداد. كان يقول: «تقاتل على التوني وخا تلعب ضد والديك، وملي يسالي الماتش بوس ليهم راسهم وتسامح معهم».
هنا تحضرني واقعة نادرا ما تجدها في مدرب مغربي أو أجنبي، وترجع لفترة بناء ملعب الوداد وتعشيبه. كان الفريق يعاني من ضائقة مالية وكنا نفوز داخل وخارج الميدان ولدينا مستحقات على ذمة المكتب المسير برئاسة عبد الرزاق مكوار. هنا كان المدرب البطاش يتدخل ويعطي اللاعبين منح المباريات من ماله الخاص، على شكل سلف للنادي على أن يتوصل بها بعد انفراج الأزمة.
حين أصبح مكوار سفيرا للمغرب في لاهاي لم ينقطع عن تدبير شأن الوداد..
حين عينه الملك الحسن الثاني في منصب سفير للمغرب في لاهاي حيث يوجد مقر محكمة العدل الدولية، لم ينقطع عبد الرزاق مكوار عن تسيير ودعم الوداد، حيث نظم للوداد معسكرا في هذه المدينة وفي مدن أخرى. شاركنا في مباريات ودية عالية المستوى ضد الأندية الهولندية الكبرى، أجاكس وفاينورد وإيندوفن، علما أن كان الوداد كان يستضيف أكبر الفرق العالمية ويستغل حضورها لتكريم لاعبيه، لهذا واجهنا هامبورغ وكولن ومايوركا وأندرلخت وليفربول وغيرها من الفرق العالمية، والفضل في ذلك يرجع لرئيس لن يجود الزمن بمثله وهو عبد الرزاق مكوار وطاقم تدريب كان يضم الثنائي البطاش والخلفي.
لماذا ابتعدت عن الملاعب ولم تساهم في تدريب الأجيال التي أعقبتكم؟
أنا لا أتردد على الملاعب منذ أن اعتزلت الكرة، لولا ابنتي التي تعشق الوداد ما ذهبت إلى الملعب، ابني، الحمد لله، بنى مستقبله في أوربا وأنشأ أسرة. زوجتي تمنعني من متابعة مباريات فريقي لأنها تخشى علي من القلق، سيما وأنني أعاني من الضغط الدموي. السبب الثاني الذي جعلني أبتعد عن مجال الكرة وأرفض مهنة التدريب، هو السب والشتم الذي يتعرض له المدربون من طرف الجمهور وفي منصات التواصل الاجتماعي، اللاعب يضيع فرصة تسجيل هدف والمدرب ينال حصته من الشتم. في المغرب المدرب هو «الحائط القصير» وهو كبش الفداء الذي يقدمه الرؤساء للجمهور.
ما الطريفة التي عشتها في مسيرتك وتستحق أن تتقاسمها معنا؟
حين كنت تلميذا في الابتدائي كان معلمنا هو مبروك الحكم المعروف، وكان يسهر على تدريبي في الألعاب المدرسية، وحين كبرت ولعبت للوداد كان مبروك حكما يقود مباريات القسم الأول، وصادف أن قاد مباراة للوداد في وادي زم برسم تصفيات كأس العرش، وحين تعرضت لخشونة من طرف أحد المدافعين، قلت له وأنا ممدد على الأرض: «أستاذ مبروك شفتي أش دارو ليا»، رد علي بسرعة «نوض أنا ماشي أستاذ».