يُعدّ استاد الملك فهد الدولي في الرياض، أحد أبرز المعالم الرياضية في المملكة العربية السعودية، ومن أبرز الصروح التي شكلت ملامح الحراك الرياضي منذ افتتاحه عام 1988. ليخرج لنا أحد أكبر الملاعب في المنطقة.
خلال العقود الماضية، لعب الاستاد دورًا محوريًا في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل كأس العالم للشباب 1989، وكأس القارات 1992، إلى جانب العديد من مباريات البطولات القارية والمحلية، ناهيك عن احتضانه فعاليات ثقافية ورياضية عالمية، مما رسّخ مكانته في ذاكرة الرياضيين والجماهير على حد سواء.
ومع دخول المملكة مرحلة جديدة من التطوير ضمن رؤية السعودية 2030، جاء قرار إعادة تأهيل استاد الملك فهد الدولي استعدادًا لاستضافة كأس آسيا 2027، كخطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرياضية في العاصمة. وبدأت أعمال المشروع بإزالة المرافق القديمة، من مدرجات ومقاعد وأنظمة صوت وإضاءة، إلى جانب تفكيك السقف المميز الذي طالما كان أيقونة بصرية للملعب.
ورغم التطلعات الكبيرة للمشروع الجديد، شكّلت لحظة إزالة السقف حدثًا محمّلًا بالمشاعر، لأهالي الرياض وخاصة لدى سكان شرق الرياض، الذين ارتبطوا بالاستاد عبر أجيال. فقد كان السقف، بتصميمه الهندسي المميز، جزءًا من ملامح المنطقة، ورمزًا للحضور الرياضي والثقافي. وقد عبّر الكثيرون عبر وسائل التواصل عن حزنهم لرحيل هذا المعلم البصري الذي شكّل جزءًا من ذاكرتهم.
المشروع الجديد للاستاد يتضمن تصميمًا متطورًا يتماشى مع أحدث المعايير العالمية، بما في ذلك سقف حديث مزوّد بمسار بانورامي (Sky Walk) يتيح للزوار مشاهدة الملعب من الأعلى، إلى جانب تقنيات تبريد مبتكرة تضمن الراحة في مختلف الفصول.
بهذا التطوير، لا يُعاد فقط بناء استاد رياضي، بل تُعاد صياغة تجربة الجمهور، وتُرسم ملامح مستقبل أكثر إشراقًا للرياضة السعودية، بما يعكس طموحات المملكة ومكانتها المتصاعدة على الخارطة العالمية
محمد بن سلمان بن نمشان
الماجستير التنفيذي في الادارة الرياضية والترويحية بجامعة الملك سعود.
مقرر الاعلام الرياضي