خالد الجزولي
تسجل الجولة الأخيرة من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، تنافسا استثنائيا بين الفرق الوطنية، إذ على الرغم من كون فريق نهضة بركان حسم في أمر التتويج بدرع النسخة الحالية في وقت سابق، كما تأكد رسميا نزول فريق شباب المحمدية إلى القسم الثاني، بالنظر إلى الأرقام الكارثية التي لاحقته منذ بداية الموسم الكروي الجاري، إلا أن الصراع لايزال مستمرا على كل المستويات، في انتظار ما قد تسفر عنه نتائج الدورة 30 من البطولة الاحترافية، لفك كل ألغازها المحيرة، سواء المتعلقة بالمشاركات الخارجية أو النزول إلى القسم الثاني أو تلك التي تهم منافسات مباريات السد.
العصبة والكونفدرالية..صراع البيضاء والرباط
زادت نتائج الجولة 29 من البطولة في تعقيد الأمور بشأن الحسم في ممثلي كرة القدم الوطنية ضمن المنافسات الخارجية، إذ ساهم الفوز الذي حققه الثلاثي (الجيش الملكي، الوداد الرياضي والفتح الرياضي) أول أمس الخميس، في الحفاظ على مكانتها على مستوى مقدمة الترتيب، بفارق لا يتجاوز ثلاث نقاط بين الفريق العسكري والفريق الأحمر للتنافس على مركز الوصافة والمشاركة إلى جانب نهضة بركان في النسخة المقبلة من مسابقة دوري أبطال إفريقيا، ونقطة وحيدة تفصل الوداد عن فريق الفتح، لتأمين المشاركة في مسابقة كأس الكونفدرالية إلى جانب الفائز في النسخة الحالية من كأس العرش.
وسيحل فريق الجيش الملكي ضيفا على حسنية أكادير، غدا الأحد، بالملعب البلدي ببرشيد، بحثا عن الفوز رقم 16 ضمن منافسات البطولة لتأمين مشاركته في دوري الأبطال دون النظر إلى نتيجة مباراة الوداد الرياضي وضيفه نهضة الزمامرة المقرر إجراؤها في التوقيت ذاته على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في الوقت الذي سيكون فيه الفريق الأحمر ملزما بتحقيق الفوز للحفاظ على فارق نقاط مريح، يمكنه من ضمان الحضور والمشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وأن أي نتيجة غير ذلك، ستمكن فريق الفتح من انتزاع بطاقة التأهل إلى كأس “الكاف” في حال الفوز على مضيفه النادي المكناسي، المقرر إجراؤها بالملعب الشرفي بمكناس، وتبقى الحظوظ متساوية بين الفرق الثلاثة، مع أفضلية لفريق الوداد الرياضي، الذي سيخوض مباراة الأحد، على أرضه وأمام جماهيره وأنصاره، في حين سيخوض فريقا الجيش والفتح المباراتين خارج القواعد.
مباريات السد
لم تخدم نتائج الجولة 29 من البطولة الوطنية الاحترافية التي جرت أول أمس الخميس، مصالح الفرق الثلاثة المرشحة لخوض مباريات السد، ويتعلق الأمر بكل من حسنية أكادير، المغرب التطواني والشباب الرياضي السالمي، حيث مني الأول بالهزيمة أمام مضيفه الفتح الرياضي بهدفين، وتعرض الثاني للخسارة ضد مضيفه الجيش الملكي وأضاع الثالث فرصة استقباله الوداد الرياضي وتعرض بدوره للهزيمة.
وتعتبر مباراة حسنية أكادير أمام ضيفه الجيش الملكي، غدا الأحد بالملعب البلدي ببرشيد، عن الجولة 30 من البطولة الوطنية الاحترافية، نزالا شكليا، لاسيما وأنه معني بالأساس بخوض مباراة السد، كيفما كانت نتيجة مواجهته ضد “العساكر”، إذ سيكون على موعد هام مباشرة بعد نهاية البطولة لتأمين بقائه بعد التعرف على الفريق المنافس والتغلب عليه، في حين سيكون الأسبوع الأخير للمباراة، حاسما بالنسبة لفريقي المغرب التطواني والشباب السالمي، بحكم أن فارق النقاط بينهما لا يتجاوز النقطة الوحيدة.
ومن مفارقات البطولة الوطنية، أن فريقي المغرب التطواني العائد من بعيد، والشباب السالمي، سيتواجهان معا في مباراة الغد على أرضية ملعب سانية الرمل، بمدينة تطوان، من أجل كسب النقاط الثلاث وتأمين المشاركة في مباريات السد، ويملك “الماط”، أفضلية الأرض والجمهور على ضيفه السوالم، في مباراة الحسم، لاسيما من جانب الفريق الضيف، المجبر على تحقيق الفوز، وأن أي نتيجة غير ذلك، ستحكم عليه بالمغادرة رسميا إلى القسم الوطني الثاني رفقة شباب المحمدية.
تطوان والسوالم من يلتحق بالمحمدية
بعدما تأكد بشكل رسمي نزول فريق شباب المحمدية إلى القسم الوطني الثاني بشكل مبكر، وتحديدا عقب تلقيه الهزيمة 20 في الموسم الكروي الجاري، وذلك على يد فريق اتحاد تواركة بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، ضمن الجولة 24 من البطولة الاحترافية، بات الجميع يترقب هوية الفريق الثاني المرشح لمرافقة فريق فضالة في النزول، علما أن الأخير حقق نتائج كارثية على مستوى النقاط، حيث عجز عن تحقيق الفوز خلال الجولات 29 الماضية، واكتفى فقط بجمع 4 نقاط من 4 تعادلات مقابل 25 هزيمة في انتظار ما قد تسفر عنه مباراته المقبلة ضد ضيفه الرجاء الرياضي، مساء الاثنين المقبل بملعب البشير، في نزال شكلي، كونه لا يخدم مصالح الفريقين معا، بعدما نزل فريق المحمدية إلى القسم الثاني وتعذر على الرجاء التنافس على المراكز المتقدمة لتأمين إحدى المشاركات الخارجية، على أمل تحقيق ذلك في حال تتويجه بالكأس الفضية.
فيما تعتبر مباراة المغرب التطواني وضيفه الشباب الرياضي السالمي، قمة الجولة الأخيرة على مستوى أسفل الترتيب، على اعتبار أن الفريق الخاسر، سيلتحق رسميا بشباب المحمدية في القسم الثاني، وفي حال انتهاء المواجهة بالتعادل واقتسام نقطة التعادل، سيكون على السوالم حزم حقائبه والعودة إلى أحضان القسم الثاني، مقابل احتفاظ المغرب التطواني بحظوظ البقاء في حال تجاوزه مباريات السد، المقرر إجراؤها مباشرة بعد الانتهاء من تفاصيل النسخة الحالية من البطولة الوطنية والتعرف على هوية الفريقين المؤهلين من القسم الوطني الثاني لخوض منافسات السد.
بركان.. مسار استثنائي أثمر أول درع للبطولة
حسم فريق نهضة بركان لكرة القدم، مبكرا في مصير البطولة الوطنية الاحترافية للموسم الكروي الحالي، حيث توج لأول مرة بالدرع قبل خمس جولات من النهاية، عقب تعادله مع ضيفه الاتحاد الرياضي التوركي بهدف لمثله، بالملعب البلدي ببركان، ضمن منافسات الجولة 25 من البطولة.
وحسم الفريق البرتقالي بشكل رسمي، أول مشاركة له الموسم الكروي المقبل في دوري أبطال إفريقيا، وهي الأولى في تاريخه، بعد أن صال وجال على مستوى كأس الكونفدرالية، ببلوغه المباراة النهائية في خمس مناسبات والثانية على التوالي، علما أنه توج باللقب الإفريقي في نسختي 2020 و2022، ويبحث عن الثالثة عندما يواجه سيمبا التنزاني في النهائي يومي17 و25 ماي الجاري.
وقد ضمن الفريق البركاني عقب تتويجه بدرع البطولة منحة مالية من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تصل قيمتها إلى 600 مليون سنتيم المخصصة للفريق البطل، بعد أن بصم البرتقالي على موسم استثنائي، أدرك من خلاله 20 انتصارا و7 تعادلات ومني بهزيمتين فقط، في انتظار نتيجة مبارياته الأخيرة، عندما يحل ضيفا على المغرب الفاسي مساء غد الأحد، بملعب الحسن الثاني بفاس، عن الجولة 30 من البطولة الوطنية الاحترافية، إلى جانب ذلك، رفع نهضة بركان رصيده إلى حدود الجولة 29، 67 نقطة وتظل مرشحة للارتفاع، كما يملك ثاني أقوى خط هجوم بعد الفتح الرياضي بتسجيله 46 هدفا وأقوى خط الدفاع، حيث اهتزت شباكه 13 مرة فقط.
وبعد إغلاقه ملف البطولة الوطنية الاحترافية نهاية الأسبوع الجاري، سينصب تركيز نهضة بركان على نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، عندما يواجه فيه سيمبا التنزاني، لتعويض خسارة نهائي الموسم الماضي أمام الزمالك المصري، كما سيركز على منافسات كأس العرش، في ظل توفره على تركيبة بشرية غنية ومتنوعة.
