سيضطر نادي العين إلى التخلي عن نحو أربعة ملايين و485 ألف دولار لمصلحة الضرائب في الولايات المتحدة الأميركية، بعد مشاركته الحالية في كأس العالم للأندية لكرة القدم، في سابقة قد تُعيد رسم ملامح التوازن المالي للأندية المشاركة في النسخ المقبلة من البطولة، في حال جرت استضافتها من قِبل دول تفرض ضرائب على الكيانات الأجنبية.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فإن إجمالي نصيب العين من المكافآت يبلغ 11.5 مليون دولار، موزعة بين 9.5 ملايين دولار نظير المشاركة، ومليونَي دولار إضافية بعد فوزه على الوداد المغربي.
وسيصل صافي ما سيدخل ميزانية نادي العين إلى نحو سبعة ملايين و15 ألف دولار فقط، نظراً إلى أن قيمة المكافأة ستخضع لضرائب صارمة تفرضها السلطات الأميركية، تشمل ضريبة فيدرالية تصل نسبتها إلى 30%، وأخرى لصالح واشنطن العاصمة بنسبة 9%، إذ إن الأخيرة تفرض ضرائب على الكيانات الأجنبية المؤقتة. وبذلك سيتم اقتطاع نحو 39% من إجمالي الإيرادات، وهو ما قيمته أربعة ملايين و485 ألف دولار أميركي.
وجاءت هذه الخطوة نتيجة غياب اتفاق ضريبي بين «فيفا» والحكومة الأميركية، لتوفير إعفاءات مؤقتة، وهو ما أثار تساؤلات حول استعدادات الاتحاد الدولي لحماية مصالح الأندية المشاركة، خصوصاً أن بطولة كأس العالم للمنتخبات 2026 ستتمتع بإعفاءات خاصة، بفضل الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعكس ما جرى في نسخة الأندية.
ووفقاً لتقارير صحافية نشرتها صحيفتا «غارديان» و«فايننشال تايمز»، فقد حذّرت أندية أوروبية كبرى، مثل مانشستر سيتي وريال مدريد وتشيلسي، من تأثير الضرائب في الجدوى المالية للمشاركة، خصوصاً في ظل ارتفاع التكاليف التشغيلية، والعقود الضخمة المرتبطة بالرعاية واللاعبين.
وتواجه الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية تحديات إضافية، تتعلق بتعقيدات النظام الضريبي الأميركي، أبرزها تفاوت معدلات الضرائب بين الولايات التي تستضيف مباريات البطولة، فعلى سبيل المثال، لا تفرض ولاية فلوريدا (التي تحتضن اثنين من ملاعب البطولة)، أي ضريبة دخل على مستوى الولاية، ما يمنح الأندية المشاركة هناك أفضلية مالية واضحة.
وفي المقابل، تُطبق معظم الولايات الأخرى ضرائب دخل تتفاوت في نسبها، حيث تبلغ 3% في ولاية بنسلفانيا، بينما تصل إلى 7% في ولاية كاليفورنيا.
خبير مالي: الضرائب تخضع للقوانين الأميركية.. و«فيفا» خارج المعادلة
أكد الأستاذ المشارك في التمويل والمصارف بجامعة العين، الخبير المالي الدكتور مصعب طبش، أن اقتطاع الضرائب من الأندية غير الأميركية المشاركة في كأس العالم للأندية، يعود إلى اختلاف القوانين الضريبية من دولة إلى أخرى.
وقال طبش لـ«الإمارات اليوم» إن فرض الضرائب في مثل هذه البطولات يخضع للقوانين المحلية للدولة المستضيفة، وليس من اختصاص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، موضحاً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يتدخل في هذا الجانب، كما أنه لا يحصل على أي نسبة من هذه الضرائب.
وأضاف الخبير المالي أن فرض الضرائب يعود إلى الدولة التي تنظم البطولة، فهو قانون داخلي وليس لـ«الفيفا» دور في ذلك، كما أن الأخير لا يحصل على أي نسبة منها، لأن مهمته تقتصر على تنظيم البطولة.
وتابع: «الضرائب مفروضة على جميع الفِرَق المشاركة في كأس العالم للأندية، وليس على نادي العين فقط، هذه هي المرة الأولى التي تُطبّق فيها مثل هذه الإجراءات في تاريخ البطولة، فقد سبق أن استضافت الإمارات نسخاً سابقة من المسابقة من دون أن تُفرض أي ضرائب على الأندية المشاركة».
وكشف طبش أن مبلغ 11.5 مليون دولار الذي ظفر به نادي العين سيخضع للاقتطاع الضريبي الفيدرالي الولائي، ما سيخفّض صافي العائد إلى سبعة ملايين و15 ألف دولار فقط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news