خالد الجزولي
ترأس الأمير مولاي رشيد المباراة النهائية لنيل لقب كأس العرش في كرة القدم، لحساب الموسم الرياضي 2024ـ 2023، التي جمعت فريقي نهضة بركان وأولمبيك آسفي، أول أمس الأحد، على أرضية المركب الرياضي لفاس، بحضور محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة المالية المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وفيصل العرايشي، رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، وشخصيات أخرى.
وأعطى الأمير مولاي رشيد انطلاق المباراة، التي سجلت ضغطا قويا للفريق المسفيوي على الدفاع البركاني، وظهرت سريعا نوايا أمين كرمة، مدرب أولمبيك آسفي، حيث بحث منذ صافرة البداية عن مباغتة الفريق البرتقالي، مستغلا المنسوب البدني الجيد للاعبين، حيث نجح مهاجموه في تهديد مرمى منير المحمدي، حارس مرمى نهضة بركان، في أكثر من مناسبة. وفي المقابل كانت ردة فعل الفريق البركاني محتشمة، حيث تراجع لاعبوه بشكل عفوي إلى الخلف، على أمل امتصاص الضغط الهجومي المسفيوي. وانتظر زملاء المهاجم الشرقي البحري حتى الدقيقة 39، للتقدم في النتيجة بمجهود فردي للمهاجم صلاح الدين الراحولي، الذي اخترق لوحده دفاع الفريق البركاني ومنح التقدم لزملائه بهدف نظيف. وفي الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الأول، أدرك نهضة بركان التعادل من ضربة جزاء، انبرى لها بنجاح المدافع البوركينابي «إيسوفو دايو»، قبل نهاية الجزء الأول من المباراة النهائية.
وواصل فريق أولمبيك آسفي ضغطه الهجومي منذ انطلاق الشوط الثاني، بحثا عن التقدم من جديد في النتيجة، إلا أنه وجد بعض الصعوبات، سيما وأن الفريق البركاني استعاد توازنه نسبيا، وشرع بدوره في البحث عن الفوز، حيث اقتنص لاعبوه ضربة جزاء ثانية، فشل مدافعه البوركينابي «إيسوفو دايو» في ترجمتها إلى هدف ثان في الدقيقة 60، بعدما تصدى لها الحارس خالد الكبيري العلوي. ثم أضاف المهاجم أسامة المليوي الهدف الثاني للفريق البرتقالي في الدقيقة 65، إلا أن الحكم جيد ألغاه بداعي التسلل، بعد تدخل غرفة «الفار». وظلت نتيجة التعادل على حالها حتى انتهاء الوقت الأصلي، وانتقل الفريقان إلى الشوطين الإضافيين، اللذين سجلا بدورهما خلق مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل من جانب الناديين، لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب، كانت أبرزها تلك التي أضاعها عبد الغفور لاميرات، مدافع أولمبيك آسفي، أمام مرمى الحارس المحمدي، في الأنفاس الأخيرة من عمر الشوط الإضافي الثاني، ما أجبر الفريقين معا على اللجوء إلى ضربات الجزاء، التي ابتسمت لـ«القرش المسفيوي» بمجموع ستة أهداف مقابل خمسة أهداف.
واستطاع فريق أولمبيك آسفي بلوغ منصة التتويج لأول مرة في تاريخه محققا لقب كأس العرش الأول، وذلك على حساب فريق نهضة بركان، الذي كان يمني النفس بحمل اللقب الرابع على مستوى كأس العرش، إضافة إلى تحقيق الثلاثية في موسم كروي استثنائي، بعد أن توج في وقت سابق بدرع البطولة الوطنية الاحترافية، ثم نال بعده لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية.
عسال في مرمى الانتقادات بسبب «بانينكا»
تعرض عبد الحق عسال، مدافع فريق نهضة بركان لكرة القدم، لموجة انتقادات عارمة، بسبب ضربة الجزاء التي أهدرها ومنحت لقب كأس العرش لفريق أولمبيك آسفي في مباراة نهائي المسابقة، التي جرت أطوارها، مساء أول أمس الأحد، على أرضية المركب الرياضي لفاس.
وعبر الكثير من أنصار فريق نهضة بركان في تفاعلهم عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الطريقة التي سدد بها المدافع عسال ضربة الجزاء، في وقت حاسم ومصيري بالنسبة إلى ناديه، سيما أمام حارس متمرس، سبق له في المباراة ذاتها أن تصدى لضربة جزاء ثانية، نفذها البوركينابي «إيسوفو دايو» في الشوط الثاني من النزال، فضلا عن أن فريقه خاض 120 دقيقة من اللعب وعاد في النتيجة، بعد أن كان متخلفا بهدف نظيف، سجل في مرمى منير المحمدي منذ الدقيقة 39، وذلك بحثا عن فوز يمنح نهضة بركان لقب كأس العرش الرابع، ويحقق في الوقت ذاته أول ثلاثية في تاريخ الفريق وكرة القدم المغربية.
الهبطي: نجني ثمار عمل مضن وشاق
أبدى زكرياء الهبطي، مهاجم أولمبيك آسفي لكرة القدم، سعادته بمساهمته في تتويج ناديه بلقب كأس العرش، لأول مرة في تاريخ الفريق المسفيوي، عقب الفوز على فريق نهضة بركان، في نهائي المسابقة بضربات الجزاء بنتيجة (5-6)، بعدما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله.
وقال الهبطي في تصريح إعلامي، عقب نهاية المباراة: «نهنئ أنفسنا وفريق نهضة البركانية على المباراة التي قدمناها، والتي تليق بنهائي مسابقة كبيرة من حجم كأس العرش، وبكرة القدم المغربية عموما. لم نُخيب آمال جماهيرنا العريضة، وكل مكونات المدينة التي انتظرت 104 سنوات للتتويج بلقب الكأس الفضية»، وتابع: «نهدي اللقب الكبير إلى الجمهور المسفيوي، صحيح نجحنا في تحقيق اللقب، الذي لم يأت من فراغ، بل هو نتاج جهد وعمل كبيرين، وسعيد للغاية من أجل الأنصار وهذه المدينة».
وأضاف: «لم تكن المباراة سهلة أمام فريق مُتوج بكأس الكونفدرالية والبطولة الوطنية الاحترافية، منذ انتقالي إلى الفريق آمنت بالمجموعة التي تستحق كل الدعم، أهنئ اللاعبين جميعا بعد جهد أربع سنوات، والآن حان وقت جني الثمار».
كرمة: حققنا اللقب من رحم المعاناة
خ ج
أعرب أمين كرمة، مدرب أولمبيك آسفي لكرة القدم، عن سعادته عقب التتويج بأول لقب في تاريخ الفريق، بعد مباراة صعبة وقوية، مشيرا إلى أن ناديه عانى بشدة من أجل بلوغ هذه اللحظة التاريخية، سيما وأن نهائي كأس العرش جمع فريقه المسفيوي بفريق متمرس وصعب.
وقال المدرب كرمة في تصريح إعلامي، عقب نهاية المباراة: «عشنا موسما استثنائيا، خلقنا خلاله مجموعة متناغمة ومتجانسة، مررنا بأوقات صعبة، وأعتقد أن ذلك منحنا شخصية قوية، وظلت الثقة شعارنا وسادت روح الجماعة دخل الفريق، وجاء التوفيق من عند الله»، وأضاف: «وضعنا أمام اللاعبين جميع السيناريوهات، وأكدت لهم أنه بمقدورهم التتويج باللقب، ويلزم فقط التركيز»، وتابع: «أود أن أهنئ كل مكونات أولمبيك آسفي، بعد التتويج بلقب كاس العرش، وهذا التتويج جاء بعد عمل كبير وعقب موسم استثنائي قضيناه جميعا مع هؤلاء الشبان، وهذا الجمهور الرائع الشغوف بكرة القدم والذي آمن بفريقه في التتويج باللقب»، وأردف: «عرفت المباراة سيناريوهات متعددة، وكنا مستعدين لها، وعندما وصلنا إلى ضربات الترجيح قلت للاعبين إن اللقب بات قريبا منا. أصبحنا نتوفر على فريق كبير وعلى جمهور رائع، وليس سهلا أن تتوج باللقب أمام أفضل فريق في البطولة الوطنية. هنيئا للاعبين وللجمهور ولكل مكونات الفريق».
وأنهى مدرب أولمبيك آسفي حديثه بالقول: «نهدي لقب كأس العرش إلى كل مكونات الفريق وإلى ساكنة مدينة آسفي، التي تستحق أن تفرح، حيث اشتغلنا بكل جهد وتفان، من أجل إسعاد الجماهير التي قدمت إلينا الدعم والمساندة».
الشعباني يهدر فرصة تاريخية مع بركان
خ ج
حرم فريق أولمبيك آسفي لكرة القدم، فريق نهضة بركان ومدربه معين الشعباني من مطاردة اللقب الثالث في الموسم الكروي 2025/ 2024، بعدما ألحق به الهزيمة في المباراة التي جمعت بينهما، مساء أول أمس الأحد، على أرضية المركب الرياضي لفاس، لحساب المباراة النهائية من مسابقة كأس العرش.
وأهدر المدرب التونسي فرصة دخول تاريخ كرة القدم المغربية، بعدما فشل في تحقيق الثلاثية التي كان يطمح إليها، وكانت ستمنحه وفريقه البرتقالي رقما متفردا وتاريخيا في كرة القدم المغربية، بعدما توج في وقت سابق من الموسم الكروي الجاري بدرع البطولة الوطنية الاحترافية، ونجح بعد ذلك في العودة من قلب تنزانيا بلقب النسخة المنتهية من كأس الكونفدرالية الإفريقية.
وبات مستقبل المدرب الشعباني مطروحا للنقاش من جديد، سيما أمام تداول خبر رفضه تجديد عقده مع نهضة بركان، حتى نهاية مسابقة كأس العرش، علما أن الفريق البرتقالي مقبل على نهاية السوبر الإفريقي أمام نادي بيراميدز المصري، صاحب اللقب الأخير لدوري أبطال إفريقيا، فضلا عن مشاركة نهضة بركان الموسم الكروي المقبل في أكثر من واجهة، سواء الداخلية منها أو الخارجية.
واستطاع التونسي الشعباني خلق مجموعة قوية داخل فريق نهضة بركان، نجحت في حصد الأخضر واليابس خلال الموسم الكروي المنتهي، إلا أن تراجع المنسوب البدني للمجموعة في ظل خوضها أكثر من 45 مباراة رسمية، تسبب في خسارتها اللقب الرابع لمسابقة كأس العرش.