وانتهت المباراة النهائية للبطولة عام 2004 في بيرو بالتعادل 2 / 2 بعدما سجل أدريانو هدف التعادل للمنتخب البرازيلي في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمت المباراة واللقب لصالح راقصي السامبا.

وفشل المنتخب الأرجنتيني بذلك في الثأر لهزيمته بنفس السيناريو أمام البرازيل في دور الثمانية للبطولة التي استضافتها أوروجواي عام 1995، حيث انتزع المنتخب البرازيلي تعادلا ثمينا 2 / 2 بهدف سجله توليوم في الدقيقة 81 قبل أن يحقق الفريق البرازيلي الفوز بضربات الترجيح.

ولكن سيناريو بطولة فنزويلا عام 2007 كان أشد قسوة على المنتخب الأرجنتيني، حيث سقط في النهائي أمام منافسه البرازيلي بثلاثية نظيفة.

ومع غياب المهاجم الخطير لويس سواريز عن صفوف منتخب أوروجواي بسبب عقوبة الإيقاف المفروضة عليه من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) واعتزال مواطنه المخضرم دييجو فورلان اللعب الدولي، افتقد المنتخب الأوروجوياني قدرا كبيرا من خطورته مما جعله في مرتبة تالية خلف المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني من حيث الترشيحات للمنافسة على اللقب في النسخة الماضية.

ولكن اللقب لم يكن من نصيب أي من العمالقة الكبار الثلاثة وإنما ذهب لمنتخب تشيلي صاحب الأرض ليكون اللقب الأول له في تاريخ مشاركاته بالبطولة بعدما استعصت عليه منصة التتويج كثيرا.

وإلى جانب الترشيحات القوية التي تصب في مصلحة التانجو الأرجنتيني وعودة منتخب أوروجواي إلى الصورة من خلال الموسم الرائع الذي قدمه لويس سواريز مع برشلونة الأسباني وتصدر منتخب أوروجواي لجدول تصفيات كأس العالم 2018، قد يتفوق منتخب كولومبيا على أوروجواي في الترشيحات أيضا في ظل عودة جيمس رودريجيز نجم ريال مدريد الأسباني للتألق مع المنتخب الكولومبي خلال آخر مباراتين للفريق في تصفيات المونديال الروسي ورغبته في الرد على الشكوك المثارة بشأن مستواه وتألق زميله كارلوس باكا مهاجم ميلان الإيطالي.

كما يحظى منتخب تشيلي بفرصة ذهبية للمنافسة بقوة على اللقب في ظل الحافز المعنوي الهائل الذي ناله بعد الفوز باللقب الأول له من خلال النسخة الماضية، إضافة لتألق أكثر من لاعب بهذا الفريق في الأندية الأوروبية خلال الموسم المنقضي مثل أليكسيس سانشيز مهاجم أرسنال الإنجليزي وأرتورو فيدال نجم بايرن ميونيخ الألماني.

ومع إقامة البطولة هذه المرة في الولايات المتحدة، قد تشهد هذه النسخة المفاجأة بذهاب اللقب لأي من المنتخبات المشاركة من خارج القارة مثل المنتخب الأمريكي أو نظيره المكسيكي.

وكان منتخب أوروجواي هو أول الفائزين بألقاب كوبا أمريكا، حيث توج بلقب البطولة الأولى التي أقيمت عام 1916 احتفالا بمرور مئة عام على استقلال الأرجنتين ولم يخسر منتخب أوروجواي أي مباراة خاضها في هذه البطولة.

وعلى مدار تاريخها الطويل، تغير حجم ونظام البطولة أكثر من مرة حتى وصل إلى ما هو عليه حاليا.

وتقام البطولة حاليا بمشاركة جميع المنتخبات العشرة في قارة أمريكا الجنوبية بالإضافة لمنتخبين من خارج القارة توجه إليهما الدعوة. ولم يسبق لأي من المنتخبات المشاركة بدعوات أن أحرز اللقب.

ولكن النسخة المئوية، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية خلال حزيران/ يونيو المقبل، ستكون مختلفة وفريدة عن جميع النسخ السابقة لكوبا أمريكا، حيث تقام البطولة للمرة الأولى خارج حدود قارة أمريكا الجنوبية.

كما يشارك في البطولة، إلى جانب المنتخبات العشرة الموجودة بأمريكا الجنوبية، ستة منتخبات من اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) .

وإلى جانب ألقاب أوروجواي والأرجنتين والبرازيل، سبق لخمسة منتخبات أن توجت به وهي باراجواي وبيرو برصيد لقبين لكل منهما وكولومبيا وبوليفيا وتشيلي برصيد لقب واحد لكل منهما، بينما لم يدون منتخبا الإكوادور وفنزويلا اسميهما في سجل الفائزين بالبطولة.

ويقتسم الأرجنتيني نوربرتو مينديز والبرازيلي زيزينيو صدارة قائمة أفضل الهدافين في تاريخ بطولات كوبا أمريكا برصيد 17 هدفا لكل منهما.

وتمثل بطولة كوبا أمريكا، التي تقام فعالياتها كل أربع سنوات ويشارك الفائز بلقبها في بطولة كأس القارات باستثناء النسخة المئوية المقررة الشهر المقبل والتي لن يتأهل بطلها لكأس القارات، أحد أبرز ثلاث بطولات لمنتخبات كرة القدم في العالم، حيث تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا.

وتستضيف الولايات المتحدة النسخة رقم 45 من بطولة كوبا أمريكا خلال الفترة من الثالث إلى 26 حزيران/يونيو المقبل.

ومع فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2015، يسعى ميسي من خلال هذه البطولة إلى تأكيد جدارته بالجائزة وتعزيز فرصه في الاحتفاظ بها لعام 2016، من خلال قيادة المنتخب الأرجنتيني لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب بالإضافة إلى رغبته الشخصية في التفوق على أبرز نجوم القارة من خلال الفوز باللقب الذي لم يسبق لبيليه ومارادونا الفوز به.