روما- رياضة العرب
قبل أكثر من عقدين كاملين، غرست بطولة كأس العالم 1994 بذور كرة القدم في الولايات المتحدة.
والآن، ستكشف بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) مدى قوة جذور اللعبة في هذا البلد ومدى رسوخ اللعبة في أذهان المشجعين.
وغاب المنتخب الأمريكي لكرة القدم عن بطولات كاس العالم على مدار 40 عاما، ولم تدم الضجة التي أثارها انتقال أسطورتي كرة القدم البرازيلي بيليه والألماني فرانز بيكنباور إلى نيويورك كوزموس الأمريكي في نهاية السبعينيات من القرن الماضي كثيراً، حيث اختفى أثرها سريعا في السنوات القليلة التالية.
وساهمت عودة المنتخب الأمريكي إلى بطولات كأس العالم، من خلال نسخة 1990 بإيطاليا، في ظهور بعض المشجعين للفريق لكنهم صدموا بخسارته في المباريات الثلاث التي خاضها بالدور الأول للبطولة التي شهدت المشاركة الرابعة له في بطولات كأس العالم والأولى له في غضون 40 عاما حيث شارك قبلها في نسخ 1930 و1934 و1950.
وقال المدافع الأمريكي السابق مارسيلو بالبوا، الذي خاض مونديال 1990 مع المنتخب الأمريكي،: “اعتقدنا أننا نعلم كينونة كأس العالم لأننا شاهدنا بعض مباريات البطولة العالمية عبر شاشات التلفزيون”.
وأوضح بالبوا، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، : “ولكننا لاحظنا ، عندما خضنا البطولة ، أننا لسنا مستعدين. كنّا بمثابة فريق من الصبية في كأس عالم للكبار”.
وبعدها بأربع سنوات ، استضافت الولايات المتحدة النسخة التالية من المونديال وكان المنتخب الأمريكي مطالبا بظهور أكثر وقارا واحتراما.
ولهذا، نظم الصربي بورا ميلوتينوفيتش المدير الفني للمنتخب الأمريكي آنذاك معسكرا تدريبيا للفريق في كاليفورنيا على مدار عامين.
وأثمرت خطة ميلوتينوفيتش حيث تغلب المنتخب الأمريكي على نظيره الكولومبي العنيد 2 / 1 بعدما استهل مسيرته في البطولة بالتعادل 1 / 1 مع سويسرا.
ورغم هزيمته صفر / 1 أمام رومانيا في ثالث مبارياته بالمجموعة ، احتل الفريق الأمريكي المركز الثالث في مجموعته وتأهل إلى دور الستة عشر ضمن أفضل الفرق التي احتلت المركز الثالث في مجموعاتها بالدور الأول.
ولكن الحظ عاند الفريق وأوقعه في مواجهة المنتخب البرازيلي بدور الستة عشر ليفوز المنتخب البرازيلي ويكمل طريقه حتى الفوز باللقب فيما ودع المنتخب الأمريكي البطولة من الدور الثاني.
وقال بالبوا، عن الفوز الوحيد للفريق في تلك النسخة، : “حققنا الفوز على كولومبيا. وكانت هذه النتيجة سببا في تعرف الكثيرين من الشعب الأمريكي على كرة القدم”.
وكانت هذه البطولة سببا في ارتباط آلاف من الأطفال في الولايات المتحدة بلعبة كرة القدم. وسيكون بعضهم الآن من بين النجوم الذين يشاركون مع الفريق في كوبا أمريكا 2016 .
وقال مات بيسلر، 29 عاماً، مدافع المنتخب الأمريكي حاليا ، والذي كان في السابعة من عمره أثناء مونديال 1994، : “نحن أول جيل نشأ مع هذه اللعبة… أتذكر أحداث تلك البطولة (مونديال 1994) وكذلك شعر (كارلوس) فالديراما (نجم المنتخب الكولومبي) “.
وقال كلينت ديمبسي قائد المنتخب الأمريكي ، في مقابلة مع صحيفة “لوس أنجليس تايمز”: “كأس العالم 1994 كان حاسما ليس للصبية فقط ولكن للآخرين”.
وأوضح براد إيفانز زميل ديمبسي في فريق سياتل ساوندرز، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، “في ذلك الوقت ، لم أكن أعلم الكثير عن كرة القدم أو لاعبيها. كانت تجربتي الأولى في مشاهدة كرة القدم ولكنها استحوذت علي بالتأكيد” مشيرا إلى أنه تابع مباريات البطولة عبر شاشات التلفزيون في ولاية أريزونا.
وكان لاعب خط الوسط جراهام زوسي ، الذي قد يشارك مع المنتخب الأمريكي في كوبا أمريكا 2016 ، حاضرا في الملعب خلال بعض مباريات مونديال 1994 .
وقال زوسي، 29 عاماً، نجم فريق كانساس سيتي الأمريكي: “لم أكن قد ذهبت للملعب في أي مباراة قبل مونديال 1994. ولهذا ، كان شيئا كبيرا بالنسبة لي”.
وتوج المنتخب البرازيلي بقيادة لاعبه الفذ كارلوس دونجا والمهاجمين الرائعين روماريو وبيبيتو بلقب مونديال 1994 فيما غرست هذه البطولة بذور اللعبة في الولايات المتحدة.
وكانت إقامة بطولة الدوري الأمريكي لمحترفي كرة القدم هي الجزء الثاني من الخطة.
وقال بالبوا، الذي شارك في الموسم الأول لدوري كرة القدم الأمريكي للمحترفين: “كنا سعداء للغاية في ذلك الوقت مع بدء إقامة دوري المحترفين”.