باريس-رياضة العرب:
بعد أن كان محلاً لانتقادات الجماهير والصحافة المحلية، تحول أنتوني جريزمان، إلى بطل قومي في فرنسا بعد أن استعاد لقبه كأيقونة للمنتخب الفرنسي الأول لكرة القدم.
وعاد مهاجم المنتخب الفرنسي، مستضيف بطولة كأس أمم أوروبا “يورو 2016” إلى أن يصبح مرة أخرى الأسم الأكثر تدوالاً في جميع ربوع فرنسا، بعد أن قاد فرنسا لفوز صعب على ألبانيا أمس الأربعاء، عقب دخوله إلى الملعب كبديل في الشوط الثاني.
وبعد أن أثار جدلاً كبيرًا بسبب مشاركته الضعيفة في المباراة الأولى لفرنسا في البطولة أمام رومانيا، بالإضافة إلى الشكوك المثارة حول حالته البدنية، حصل جريزمان الآن على لقب “المنقذ”، بفضل الهدف، الذي سجله في مباراة أمس، وفتح به الطريق لفرنسا للوصول إلى دور الثمانية من “يورو 2016”.
وفي خلال 22 دقيقة، أثبت جريزمان لمدربه ديدييه ديشان، أنه أخطأ بالاحتفاظ به على مقاعد البدلاء لصالح اللاعب كينجسلي كومان.
وقال جريزمان، مهاجم أتلتيكو مدريد في تصريحات لشبكة “تي إف أي” التلفزيونية عقب فوز فرنسا في مباراة أمس بهدفين نظيفين: “هذا تعويض عن المباراة التي قدمتها أمام رومانيا، ساظل أعمل كالمعتاد”.
كان جريزمان، افتتح التسجيل لصالح فرنسا في شباك المنتخب الألباني في الدقيقة 90، وتخلص المهاجم الفرنسي من الضغوط، التي كانت تثقل كاهله بعد المباراة الافتتاحية للبلد المضيف على ملعب “دو فرانس” بعد أن سجل هدفًا رائعًا برأسية في الدقيقة الأخيرة من مباراة أمس على ملعب بيير ماروي.
وقبل أن يرى كرته تحتضن الشباك، انطلق المهاجم الأعسر “25 عامًا”، إلى الخط الجانبي للملعب للاحتفال بفرحة عارمة بهدفه، الذي جاء بمثابة تعويض عن أدائه الباهت في المباراة الأولى.
وخلال احتفاله بالهدف، أطلق جريزمان العديد من الألفاظ المسيئة والإهانات قبل أن يقول بالإسبانية “هيا إلى الأمام”.
وتعارض الظهور الضعيف لجريزمان في المباراة الافتتاحية يوم الجمعة الماضي، مع هذا الاحتفال الصاخب، الذي عبر به عن فرحته بالهدف الأول له في مباراة أمس، وهو الاحتفال الذي جاء ليعبر عن غضبه وعدم رضاه عن عدم الدفع به في بداية اللقاء.
وأضاف المهاجم الفرنسي، الذي يحظى بمساندة جميع زملائه: “في الحقيقة لم أكن سعيدًا بالجلوس احتياطيًا ولكن هذا لا يهم الآن”.
من جانبه قال ديمتري باييه، الذي عاد في مباراة أمس ليكون مرة أخرى أبرز لاعبي المنتخب الفرنسي: “جريزو أنقذنا، لقد فاز بالمباراة من أجلنا”.
وتابع باييه، صاحب الهدف الثاني في مرمى ألبانيا، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء: “كان هناك الكثير من المشككين، لكن مرة أخرى أظهرنا قدراتنا”.
وقال ديدييه ديشان، الذي كان يجلس بجوار بايه خلال المؤتمر الصحفي: “جريزمان، لم يكن سعيدا وكذلك بول بوجبا، لكنه دخل إلى الملعب وصنع الفارق، لقد كان أمرا جيدا بالنسبة له حتى لو كان يرغب في اللعب منذ البداية”.
وأعرب عدد كبير من لاعبي المنتخب الفرنسي عن مساندتهم لجريزمان، وقال المدافع باكاري سانيا: “لقد جعلنا نعتاد جميعًا على أدائه الكبير. إنه يصنع الفارق ولكن عندما لا يقوم بهذا. تزداد تطلعات الناس فيه، هو يعلم هذا”.
وأضاف اللاعب الفرنسي السابق، يانيك ستوبيرا، الذي أشار إلى تفوق جريزمان على المهاجمين أوليفر جيرو وكومان: “أنتوني جريزمان هو القائد”.
ورغم ذلك، عاد ديشان لتسليط الضوء مرة أخرى على الحالة البدنية لمهاجمه، الذي جاء للمشاركة في “يورو 2016” بعد موسم طويل لعب خلاله في 54 مباراة.
وأكمل ديشان: “إنه في حالة جيدة ولكنه خاض موسما طويلا، نلعب ثلاث مباريات خلال تسعة أيام”.