وليد جودة-رياضة العرب:
وجبة كروية دسمة شهدها اليوم الثامن لبطولة يورو 2016، شهد ضمان المنتخبين الإيطالي والإسباني الصعود رسمياً إلى دور ال16 بعد انتصاريهما على حساب السويد وتركيا على التوالي، فيما تمكنت التشيك من قلب تخلفها بهدفين إلى تعادل ثمين أمام كرواتيا أبقاها في صراع الصعود في الجولة الأخيرة.
إيطاليا VS السويد .. خبرة الطليان تفرض نفسها
بعد الأداء الكبير الذي قدمته في الجولة الأولى أمام بلجيكا، كان الجميع ينتظر التأكيد على قوة الطليان في مواجهة خصمهم السويدي، هذا التأكيد لم يتحقق بشكل كامل، فلم تظهر إيطاليا بشكل قوي خصوصاً في خطوطها الأمامية، فيما بقي خط دفاعها صمام الأمان ونقطة الإرتكاز الأساسية التي سيعتمد عليها الآزوري في مشوار البطولة.
الأهم بالنسبة للمدرب كونتي ولاعبيه هو ضمان التأهل بعد جولتين فقط، وقلب التوقعات المتشائمة التي وصلت إلى الشك في قدرتهم على عبور دور المجموعات، الفوز المتأخر على السويد يبدو ثميناً من ناحية النتيجة، وثميناً لكونتي بكشف حقيقة يجب تداركها وهي أن الفريق يجيد عندما يلعب في ثوب الدفاع، وأنه يفتقد إلى إمكانيات استغلال امتلاك الكرة ولعب دور الهجوم.
إبراهيموفتش استسلم أمام كماشة الدفاع الحديدي لإيطاليا، وبات هو ورفاقه على أعتاب المغادرة مبكراً.
كرواتيا VS التشيك .. أكثر مباريات اليورو متعة تحتكم للتعادل
مباراة بوجهين، وجه أول حتى الدقيقة 60 كانت فيه كرواتيا تكتسح الميدان وتتقدم بهدفين عن جدارة واستحقاق، ثم جاءت إصابة المايسترو لوكا مودريتش لتمنح الأمل لمنتخب التشيك بتحقيق العودة، وهو الأمل الذي تشبث به رفاق روزيسكي وقاتلوا من أجله ونجحوا في تحقيقه بالوصول إلى نقطة التعادل في الوقت بدل الضائع.
كرواتيا بوجهها الأول أعطت للجميع تأكيداً بأنها تقدم كرة القدم الأفضل في هذا اليورو حتى الآن، لكن كل ذلك انقلب رأساً على عقب بعد إصابة مودريتش وخضوع زملائه لضغط التشيكيين وتفريطهم بنقطتين مهمتين قبل معركة صدارة المجموعة مع الإسبان، وسيبقى السؤال المطروح في قادم المواعيد حول جاهزية المايسترو ومقدار تأثير غيابه إن حصل.
التشيك بهذه النقطة باتت تمتلك فرصة كبيرة باللحاق بركب المتأهلين إلى ثمن النهائي في حال فوزها في الجولة الأخيرة على تركيا المتهالكة، على الورق ووفقاً للعرض القوي الذي قدمه التشيكيون في النصف ساعة الأخيرة، تبدو الأماني ممكنة.
إسبانيا VS تركيا .. استعراض قوة للإسبان أمام تركيا بلا حول ولا قوة
نجح حامل اللقب المنتخب الإسباني بضمان مكانه في الدور الثاني مقدماً العرض الأقوى والنتيجة الأعرض في البطولة حتى الآن، ثلاثية مع الرأفة منحت الماتادور الثقة الكاملة لقادم المواعيد، ساعد على ذلك المستوى المخيب لمنتخب تركيا الذي قدم بدوره العرض الأسوء في البطولة.
موراتا ونوليتو والبقية وجدوا نفسهم أمام شوارع تركية مفتوحة نحو المرمى، فاستغلوا الأوضاع بشكل ممتاز ووجهوا رسالة للفرق المنافسة بأن إسبانيا ستدافع عن لقبها بكل قوة في هذا اليورو.
الصدارة الآن باتت في يد الإسبان عندما يواجهون كرواتيا في الجولة الأخيرة بفرصتي التعادل أو الفوز، في حين عملياً ودعت تركيا البطولة بوجه شاحب حتى وإن كانت حسابياً ما زالت في المنافسة.
نقطة نظام:
– إيطاليا وضعت نفسها في ركب المرشحين للقب بقوة بفضل دفاعها الحديدي، لكن على كونتي أن يجد حلولاً هجومية أكثر نجاعة في قادم المواعيد إن أراد الذهاب بعيداً.
– مودريتش يوماً بعد يوم يثبت قيمته الفنية والمعنوية سواء في المنتخب أو الريال، إعلامياً يبدو هذا النجم مظلوم بشكل كبير.
– إسبانيا رغم الشكوك التي صاحبتها قبل البطولة، إلا إنها تبرهن أنها ما زالت زاخرة بالنجوم القادرة على تحقيق اللقب.
نجم الليلة:
العديد من اللاعبين ظهروا بشكل مميز الليلة، لكن ألفارو موراتا كان الأبرز بثنائيته في مرمى تركيا، هو اللاعب الأول في هذا اليورو الذي يسجل هدفين في مباراة واحدة ويدخل صراع الهدافين بقوة.
إنيستا بدوره يستحق الإشادة، الرسام لا يكف عن تقديم لوحات جميلة رفقة اللاروخا.