رياضة العرب:
يتطلع المنتخب التشيلي، إلى التقدم خطوة جديدة في رحلة الدفاع عن لقبه القاري عندما يلتقي نظيره الكولومبي غدًا الأربعاء، في المربع الذهبي لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أميركا) المقامة حاليًا بالولايات المتحدة.
ويصطدم الفريقان غدًا في مواجهة متكافئة على بطاقة التأهل للمباراة النهائية المقررة يوم الأحد المقبل.
ويحلم المنتخب التشيلي، في قطع خطوة جديدة على طريق الدفاع عن اللقب، بينما يسعى المنتخب الكولومبي إلى الوصول للنهائي وهو ما لم يحققه منذ أن توج بلقبه الوحيد في البطولة عندما استضافت بلاده نسخة 2001 .
وتطور مستوى منتخب تشيلي من مباراة لأخرى في البطولة الحالية حتى قدم الفريق إنذارًا هائلًا لمنافسيه من خلال الفوز الكاسح 7 / صفر على المنتخب المكسيكي في دور الثمانية.
وفي المقابل، بدأ المنتخب الكولومبي مسيرته في البطولة بشكل جيد ولكنه احتاج إلى ركلات الترجيح لإنهاء مغامرة منتخب بيرو في دور الثمانية وبلوغ المربع الذهبي للبطولة.
ولم يكن مستوى كل من المنتخبين التشيلي والكولومبي على نفس الوتيرة في المباريات الأربع التي خاضها في البطولة حتى الآن مما يجعل المستوى المتوقع من كل منهما في مباراة الغد أمرًا غامضًا.
واستهل المنتخب التشيلي حملة الدفاع عن لقبه في البطولة بالهزيمة أمام نظيره الأرجنتيني، لكنه نفض عن نفسه الغبار سريعًا وحقق الفوز على بوليفيا وبنما في المباراتين التاليتين بالدور الأول، ثم اكتسح نظيره المكسيكي في دور الثمانية.
في المقابل، استهل المنتخب الكولومبي مسيرته في البطولة بفوز ثمين على نظيره الأمريكي صاحب الأرض في المباراة الافتتاحية للبطولة، تبعه فوز ثمين على باراجواي ليضمن التأهل لدور الثمانية قبل أن يخسر أمام كوستاريكا ليحتل المركز الثاني في مجموعته أيضًا مثلما كان منتخب تشيلي في الدور الأول.
واحتاج المنتخب الكولومبي إلى ركلات الترجيح لتحقيق الفوز على نظيره البيروفي في دور الثمانية للبطولة.
وساهم الفوز الكاسح على المكسيك بدور الثمانية في إخفاء ملامح البداية المتذبذبة لمنتخب تشيلي في البطولة لاسيما وأن دفاع الفريق ظهر مهتزًا في المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته بالدور الاول للبطولة.
وقال إدواردو فارجاس، نجم هجوم منتخب تشيلي “لم نبدأ البطولة بشكل رائع، ولكنني أرى أن ثقتنا تزايدت من مباراة لأخرى حتى أصبحنا الآن مثلما كنا في النسخة الماضية التي توج بها الفريق على أرضه منتصف العام الماضي”.
ويتصدر فارجاس، قائمة هدافي البطولة حاليًا برصيد 6 أهداف بعد أهدافه الأربعة في مرمى المكسيك.
ويفتقد المنتخب التشيلي في هذه المباراة غدًا جهود نجمه الكبير فيدال لاعب خط وسط بايرن ميونيخ الألماني بسبب الإيقاف للإنذارات.
ولكن ما يطمئن الفريق هو المستوى الرائع لباقي لاعبي الفريق وفي مقدمتهم أليكسيس سانشيز مهاجم أرسنال الإنجليزي.
ويقدم المنتخب التشيلي، منذ سنوات أسلوب لعب مميز يتسم بالضغط الهجومي القوي على المنافسين والتحركات الجيدة لدى الاستحواذ على الكرة.
وقال مارسيلو دياز “نثق في أسلوب اللعب الذي منحنا السعادة الهائلة وجعلنا فريقًا مهمًا للغاية على الساحة العالمية”.
ويأمل المنتخب التشيلي في أن يواصل غدًا النجاح الذي حققه الجيل الحالي والذي توج باللقب القاري في العام الماضي ليكون الأول للفريق في تاريخ بطولات كوبا أميركا.
وقال الأرجنتيني خوان أنطونيو، مدرب تشيلي، والذي تولى تدريب الفريق منذ يناير/كانون ثان الماضي “هذه المجموعة من اللاعبين سطرت أروع الصفحات في تاريخ كرة القدم في تشيلي ونأمل في مواصلة هذا”.
في المقابل، وبعد بداية قوية في البطولة وتأهل مبكر لدور الثمانية، ضل المنتخب الكولومبي طريقه بعض الشيء بالخسارة أمام كوستاريكا، ثم اجتياز عقبة بيرو في دور الثمانية بصعوبة وعبر ركلات الترجيح ليفرض حارس المرمى الكولومبي ديفيد أوسبينا نفسه نجمًا لتلك المباراة.
ووضع المنتخب الكولومبي، نفسه في بؤرة الضوء خلال كأس العالم 2014 بالبرازيل من خلال مجموعة من العروض المتميزة قبل أن يودع البطولة بالهزيمة أمام نظيره البرازيلي بصعوبة في دور الثمانية.
ومنذ ذلك الحين، لم يظهر المنتخب الكولومبي بنفس المستوى العالي الذي كان عليه في المونديال البرازيلي، حيث سقط الفريق في دور الثمانية بكوبا أميركا 2015 في تشيلي، كما يحتل الفريق المركز الخامس حاليًا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.
ورغم هذا، لا يزال الفريق واثقًا بإمكانياته وقدرته على العبور للنهائي والمنافسة على اللقب، من خلال ما يضمه صفوف الفريق من لاعبين متميزين بقيادة خاميس رودريجيز نجم ريال مدريد الأسباني.
وقال كارلوس باكا، مهاجم ميلان الإيطالي والمنتخب الكولومبي “لدينا مجموعة رائعة من اللاعبين تعمل في تواضع وتقدم جهدًا كبيرًا منذ المونديال البرازيلي. نتطور ذهنيا بشكل مستمر… وكل ما نفكر فيه الآن هو بلوغ النهائي في بطولة كبيرة”.
وقال أوسبينا : “هذا الفريق يؤدي دوره على أكمل وجه”.
وأكد الأرجنتيني بيكرمان، المدير الفني لكولومبيا، أن فريقه ما زال في مرحلة انتقالية حيث ودع الفريق بعض عناصر الحرس القديم واستعان بعدد من الوجوه الشابة.
وقال بيكرمان “أحد اهداف كولومبيا في البطولة الحالية هو تطوير المستوى لكننا قلنا أيضًا إننا نريد المنافسة على الفوز باللقب”.
وبغض النظر عن هوية المتأهل من مباراة الغد، سيكون هذا الفريق على بعد خطوة واحدة من إحراز لقبه الثاني فقط في تاريخ كوبا أميركا.