الولايات المتحدة الأمريكية – رياضة العرب:
عندما يلتقي المنتخبان الأرجنتيني والتشيلي لكرة القدم غدا الأحد، في المباراة النهائية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) المقامة حاليا في الولايات المتحدة، ستكون النسخة الثانية على التوالي التي يلتقي فيها الفريقان الأرجنتيني والتشيلي بالمباراة النهائية.
وكانت المباراة النهائية للنسخة الماضية عام 2015 في تشيلي شهدت تعادل الفريقين سلبيا ثم حصد منتخب تشيلي اللقب للمرة الأولى في تاريخه بالتغلب على نظيره الأرجنتيني بركلات الترجيح.
ورغم التشابه الكبير في قائمة كل من المنتخبين في البطولة الحالية مع نظيرتها في البطولة الماضية، تختلف مباراة الغد عن نظيرتها في نسخة 2015 من أوجه عدة.
ويرى الأرجنتيني ليونيل ميسي والتشيلي أرتورو فيدال أبرز نجوم الفريقين أن مباراة الغد لن تتشابه على الإطلاق مع نهائي 2015.
والقائمة التالية توضح أبرز الاختلافات بين المباراتين:
قائدان أكثر نضجا
على عكس التصريحات المثيرة للجدل والتي أدلها بها أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا بشأن افتقاد ميسي للشخصية القيادية أو المقومات التي يحتاجها للعب دور القائد في المنتخب الأرجنتيني، أكد ميسي في البطولة الحالية أنه يمتلك كل مقومات القيادة ونجح بما يمتلكه من مهارات كروية وقدرة على التأثير في زملائه في قيادة الفريق لبلوغ النهائي.
ورغم النضج الذي وصل إليه ميسي (29 عامًا)، جاء تعامله كقائد للفريق خارج نطاق الملعب ليضعه في أزمة لا تنتهي بسبب الانتقادات اللاذعة التي شنها مؤخرًا على مسؤولي الاتحاد الأرجنتيني للعبة.
وفي المقابل، أظهر فيدال تطورا ملحوظا في مستواه داخل الملعب وقد يرتبط هذا بقضاء الموسم المنقضي في صفوف بايرن ميونيخ الألماني تحت قيادة المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا.
ورغم هذا، كان التغير الأكثر وضوحا في شخصية فيدال هو الهدوء الشديد والود في التعامل مع الآخرين ليؤكد أنه يستحوذ حاليا على كل مقومات القيادة على عكس ما كان عليه قبل عام واحد عندما أثار ضجة هائلة وحالة من الاستياء إثر حادث تصادم بسيارته الفيراري على الطريق السريع في سانتياجو عاصمة تشيلي عندما كان تحت تأثير الكحوليات وذلك خلال أحداث البطولة (كوبا أمريكا 2015).
غياب سامباولي
يبدو غياب المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي الذي قاد المنتخب التشيلي للقب كوبا أمريكا 2015 هو التغيير الأبرز لدى لاعبي الفريق، حيث حل مكانه مواطنه خوان أنطونيو بيزي.
وحتى قبل أيام قليلة فقط، لم يكن الفارق واضحا بين بيزي وسامباولي، حيث سار بيزي على نفس نهج سلفه في أسلوب اللعب القائم على الضغط الهجومي المكثف في مواجهة المنافس وهو الأسلوب الذي اصطبغ به أداء منتخب تشيلي منذ سنوات منذ أن كان الأرجنتيني الآخر مارسيلو بييلسا مديرا فنيا للفريق.
ولكن مباراة الفريق أمام نظيره الكولومبي أظهرت تنوعا في أسلوب اللعب حيث أظهر المنتخب التشيلي قدرته على تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة والتي لجأ إليها بعدما تقدم على منافسه الكولومبي بهدفين مبكرين.
والاختلاف الآخر أن الفريق بقيادة بيزي أصبح بإمكانه الدفع بمزيد من اللاعبين في التشكيلة الأساسية دون تغيير في هيكل أو أسلوب لعب الفريق.
منتخب تشيلي بدون فترة التراجع الطويلة
احتاج منتخب تشيلي لكرة القدم إلى 37 مشاركة من بين 44 نسخة في بطولات كوبا أمريكا على مدار 99 عاما ليتوج بلقبه الأول في تاريخ البطولة وذلك خلال النسخة التي استضافتها بلاده في 2015.
ولكنه بعد أقل من عام على تتويجه بهذا اللقب التاريخي، يستطيع الفوز باللقب للنسخة الثانية على التوالي عندما يلتقي نظيره الأرجنتيني غدا.
وقال فيدال: “كل اللاعبين يستمتعون بالبطولة هذه المرة أكثر من بطولة العالم الماضي لأننا فزنا بلقب مهم لم يتحقق من قبل في تاريخ تشيلي”.
ويتفق معه زميله جونزالو خارا قائلا: “في العام الماضي عانينا في البطولة. وهذا العام ، نستمتع بها”.
ولا يعني هذا أن تعطش المنتخب التشيلي للنجاح تضاءل وإنما يعني أن الضغوط على الفريق تراجعت ليصبح أكثر هدوءا.
منتخب الأرجنتين بضغوط إضافية
أضاف الإخفاق في نهائي البطولة الماضية (كوبا أمريكا 2015) مزيدا من الضغوط على المنتخب الأرجنتيني بعد الضغوط التي تعرض لها من قبل بسبب هزيمته صفر / 1 أمام ألمانيا في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وقال ميسي: “يجب أن نستغل هذه الفرصة التي سنحت لنا مجددا ونفوز بلقب كوبا أمريكا”.
مساندة الأرض غائبة
في 2015، استفاد منتخب تشيلي للغاية من إقامة البطولة في بلاده بل ومن إقامة جميع مبارياته على الاستاد الوطني في العاصمة سانتياجو حتى المباراة النهائية التي أقيمت بنفس الملعب ليحظى الفريق في كل مباراة خاضها بمساندو نحو 60 ألف مشجع يحتشدون في المدرجات.
وكذلك، كان لإقامة البطولة الماضية في تشيلي بعض الأثر في محاباة الحكام نسبيا لمنتخب تشيلي على غرار احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل في المباراة الافتتاحية أمام منتخب الإكوادور وطرد اثنين من لاعبي أوروجواي في مباراتهما بدور الثمانية ولاعب من منتخب بيرو في مباراتهما بالمربع الذهبي.
ولكن الوضع سيكون مختلفا في مباراة الغد حيث ينتظر أن تكون المساندة الأكبر للمنتخب الأرجنتيني في ظل وجود النجم الكبير ميسي في صفوف الفريق لأنه الوحيد القادر على اجتذاب المشجعين الأمريكيين إلى تأييد فريق آخر.