باريس-رياضة العرب:
أصبح المدرب فرناندو سانتوس، على بعد خطوة من الصعود بالمنتخب البرتغالي، لمنصة التتويج الأوروبية بوصوله لنهائي يورو 2016 لمواجهة فرنسا المضيفة، الأحد القادم.
وينظر إلى سانتوس المولود في لشبونة عام 1954 إلى أنه مدرب ضد التيار في جوانب عديدة. فهو لا يعتبر صاحب رؤية تكتيكية أو محفز للاعبيه بخطابات نارية، لكنه رغم ذلك يبدو واقعيا وبراجماتيًا وطموحًا أيضًا.
وقال المدرب في مقابلة مع “إفي” مؤخرًا: “البرتغال ليست مرشحة من حيث المبدأ، لكن لديها كل الظروف والالتزام بالمنافسة للفوز على اللقب”.
ويعرف عن سانتوس الذي درس هندسة الكهرباء، وكان لاعب كرة قدم قبل أن يعتزل مبكرًا وعمره 21 عامًا بأنه صاحب حس فكاهي، لكنه خجول أيضًا في بعض المواقف وأحيانًا ما يظهر أمام الأسئلة غير المريحة بنصف ابتسامة ساخرة.
شخصيته المتنوعة، أسرت جميع البرتغاليين بداية من الـ23 لاعبًا الذين يخوضون معه بطولة أوروبا لكرة القدم.
ورغم أنه لا يمتلك سيرة ذاتية بحجم جوزيه مورينيو، إلا أنه استطاع أن يقتحم قلوب نجوم المنتخب، بخاصة كريستيانو رونالدو، وريكادرو كواريزما.
يقول سانتوس: “من الضروري الوصول للاعبيك ذهنيًا، وأن تكون قائدًا للفريق”.
وتولى سانتوس، طوال مسيرته، تدريب ثلاثة فرق كبرى في البرتغال “بنفيكا وبورتو وسبورتنج”، بالإضافة إلى اشتوريل واشتريلا دي امادورا.
وفي اليونان، عمل مدربا لأيك أثينا وباناثينايكوس وباوك، وكذلك مدربا لمنتخب أحفاد الاغريق بين 2011 و2014 وقاده للتأهل لبطولة أوروبا 2012 قبل أن يخرج من ربع النهائي أمام المانيا، وكذلك مونديال 2014 عندما خرج بركلات الترجيح من ثمن النهائي أمام كوستاريكا.
وحقق سانتوس أكبر إلقابه (الدوري البرتغالي) عام 1999 مع بورتو.
وبلا مقدمات، أصبح وهو في الـ61 من عمره على أعتاب قيادة البرتغال لأكبر إنجاز كروي في تاريخها حال فوزها على فرنسا صاحبة الأرض في النهائي.
ورغم كثرة الإشادات للمدرب وفريقه، إلا أنه يقول إن الانتقادات لأسلوب لعبه الدفاعي تؤلمه.
وقال بعد الفوز بهدفين على ويلز 2-0: “كانت هناك مرحلة تلقيت فيها رسائل شكر من اليونان أكثر من البرتغال”.
ولا تناسب رؤيته البراجماتية لكرة القدم محبي الاستحواذ على الكرة المهووسين بعصر لويس فيجو، وروي كوستا.
يقول المدرب إنه “لا يمكن فرض نفس أسلوب اللعب على جميع الفرق”، معتبرًا أن الأهم هو اختيار الطريقة المثلى لمجموعة اللاعبين المتاحين.
ويضيف “من الخطأ أن تريد من اليونان اللعب مثل إسبانيا”.
ويبدو هذا الأسلوب البراجماتي واضحًا في طريقة لعب البرتغال التي لا تهتم بالاستحواذ على الكرة أو الدفاع لفترات طويلة.